شرارة الحرب بين صالح والحوثيين.. بداية النهاية للأزمة في اليمن

رقية كامل

كتبت – رقية كامل

بعد أن أعطى الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح الضوء الأخضر لوسائل الإعلام التابعة له لمهاجمة مليشيات الحوثي، وصلت الحرب الباردة بين الطرفين إلى ذروتها مع توقعات بانفجارها عسكريا في أقرب وقت.

وجاءت تصريحات صالح بعد تهديدات وتحذيرات تلقاها المخلوع من الحوثيين تفيد بأن زعيمهم في انتظار الوقت المناسب للفتك به، وتقديمه كقربان في مقابل بعض الامتيازات في التسوية القادمة للأزمة اليمنية، بعد أن قالت قناة تابعة للميليشيات أن صالح يقف وراء اغتيال حسين الحوثي.

التحالف وانتظار اللحظة المناسبة

تحاشى المخلوع وأتباع الحوثيين إعلان خلافاتهم بشكل رسمي في الأعوام الماضية، و قد أثبت الاعتراف الأخير تصدع الحلف وحجم التطور في انعدام الثقة بين الطرفين.

وقد أشارت بعد المصادر الصحفية اليمنية إن صالح قد وجه الأوامر لأجهزته المخابراتية لاغتيال عدد من قيادات الحوثيين في خلال خطته لاستعادة صنعاء، وجاءت هذه الخطوة بعد أن قامت مجموعة من المتمردين باقتحام مخزن للأسلحة وسط العاصمة ونهب آلاف الأسلحة التي كان صالح يخفيها بعيدا عنهم استعدادا للحظة التي سيتحول فيها الخلاف إلى مواجهة مسلحة.

ومن المؤكد إن انفجار الوضع عسكريًا بين الطرفين سيكون اللحظة المناسبة لقوات التحالف العربي لاستغلال تلك الخلافات للقضاء عليهم.

حيث تتجنب قوات التحالف حسم المعركة حفاظا على أرواح مدنيين يستخدمهم الانقلابيون كدروع بشرية لصد الهجمات العسكرية، ولكن انشغال الطرفين بالقتال قد يكون اللحظة الحاسمة للتدخل حفاظا على أرواح المدنيين، فحتى المهمات الجوية التي تنفذ تأتي بناء على معلومات استخبارية دقيقة، كما يتم استخدام أسلحة موجهة بالليزر، لضمان دقة أكبر في الإصابة من دون تحقيق أضرار جانبية.

وأكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أن التحالف اقترب من إنهاء التمرد وإن الوقت في صالح التحالف لإنها قوات لها إمدادات بعكس ميليشيات الحوثي وصالح التي تراجعت سيطرتها والتي أنهكها الانقطاع الشبه كامل للإمدادات العسكرية من طهران المؤيدة للانقلاب.

مناورات وصراعات الحرب الباردة

“الحكم في اليمن مثل الرقص على رؤوس الثعابين”، تصريح صالح الشهير يؤكد إيمانه بأن الحكم السياسي يتم من خلال التلاعب، وقد أكد عدم هروبه بعد نهاية حكمه رغبته في المراوغة متوهما بأن الأمور مازالت تحت سيطرته على حساب الشعب اليمني.

وقد اتخذ صالح كافة الاحتياطات الأمنية في ظل انعدام الثقة، مما يبرر الاختفاء الأخير لمخاوفه من الحوثيين، وخشيته من الغدر في أي لحظة.

وقد أكد “عبد الباقي شمسان” أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء في حديث إعلامي له إن الخلاف بين الطرفين ناجم عن تباين الرهانات بين صالح والحوثيين، حيث يريد صالح الذهاب نحو أي تسوية تضمن له الخروج الآمن مع استمراره في السلطة، بينما يدفع الحوثيون البلد في سلسلة لا متناهية من الجولات التفاوضية لبقاء الوضع في حالة من عدم الاستقرار.

وقد وضح ذلك في الصراعات التي دارت في 2016 بعد اتهامات المخلوع للحوثيين بالخيانة في أغسطس والتي رد عليها الحوثيون بقتل عدد من أتباع المخلوع وتكررت الاغتيالات والحرب الباردة من الباطن حتى التصريحات الأخيرة.

 إحباط الخطط التوسعية الإيرانية

نهاية الانقلاب ستكون نهاية لمشروع إيران التوسعي، الذي تدعم من أجله ميليشيات الحوثي للتحكم في مضيق باب المندب وتهديد الملاحة الدولية وأمن واستقرار الخليج والمنطقة العربية.

فزودت إيران جماعة الحوثيين بالصواريخ القصيرة والبعيدة المدى لضرب أهداف في السعودية، وقد تصدت لها الدفاعات الجوية بالمملكة، وفق ما نقلت قناة العربية.

ولم يقتصر الدعم الإيراني للحوثيين على إمدادهم بالصواريخ فحسب، بل إن التحالف العربي ضبط شحنات أسلحة ثقيلة وخفيفة ومتفجرات وقذائف وأنواع أخرى من الأسلحة خلال أكثر من عامين.

فلن يكون الانقسام بين الحوثيين وصالح نهاية الانقلاب فقط، بل سيكون نهاية للخطط التوسعية الإيرانية وبداية للاستقرار السياسي لإنقاذ اليمن.

ربما يعجبك أيضا