هل تدفع المخزونات التاريخية “أوبك” لتمديد الاتفاق النفطي؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

مع تزايد التوقعات بتمديد منظمة “أوبك” لاتفاق تخفيضات إنتاج النفط واستمراره في النصف الثاني من العام الحالي، لما فيه من تداعيات إيجابية على مخزونات الخام العالمية والهبوط بها عند المستويات المستهدفة لمتوسط خمس سنوات بحلول نهاية 2017 ومن ثم دعم الأسعار عند نحو 55 دولارًا للبرميل.

وسجلت مخزونات النفط زيادة مطردة على مدار 3 سنوات مع ارتفاع حاد في إنتاج الولايات المتحدة، العراق، إيران، البرازيل ومناطق أخرى، وهو ما دفع أسعار الخام للهبوط من أكثر من 100 دولار في 2014 إلى 30 دولارا في العام الماضي.

في التقرير التالي سنوضح إلى أين تتجه مخزونات النفط العالمية خلال الفترة القادمة ومدى تأثيرها على قرار تمديد أوبك لاتفاق خفض الإنتاج.

تطور أسعار النفط

شهدت أسعار النفط منذ توصل منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” مع منتجين مستقلين في نهاية نوفمبر 2016 إلى اتفاق يقضي بخفض الإنتاج النفطي، موجة صعود زاد فيها خام برنت بقرابة 6% إلى جانب ارتفاع في الخام الأمريكي بما يقارب 2%.

لكن منذ منتصف شهر أبريل الماضي سجلت الأسعار هبوطًا إلى مستويات 13% بسبب عدم توازن السوق النفطية، لتصل أسعار خام برنت وغرب تكساس المتوسط إلى 51.7 دولارا للبرميل و49.3 دولارا للبرميل على التوالي.

مخزونات نفط تاريخية

ما زالت مخزونات النفط العالمية تحقق مستويات تاريخية مع استمرار تباطؤ وتيرة سحب تخمة المعروض، وهذا ما جعل العالم في حالة ترقب ومتابعة مستمرة لها إلى أن يتم اتخاذ قرارا فيما يخص بتمديد الاتفاق الخاص بتخفيض الإنتاج.

وصلت مخزونات النفط لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى مستويات قياسية لتسجل 4.6 مليار برميل، وهو معدل أعلى بمقدار 300 مليون برميل عن متوسط 5 أعوام.

وفي الولايات المتحدة، قاربت مخزونات النفط من 2 مليار برميل.

وتمتلك اليابان مخزونات نفطية بقرابة 600 مليون برميل.

سباق لخفض الإنتاج

تفوق أعضاء “أوبك” في التزامهم بمهام خفض الإنتاج، حيث بلغ مستوى التزام الأعضاء الخاضعين لشروط خفض الإنتاج إلى 102% في مارس.

وتراجع إجمالي انتاج أعضاء المنظمة بمعدل 160 ألف برميل يوميا وبلغ 31.9 مليون برميل يوميا في مارس، فيما يعد بفارق حوالي 200 ألف برميل يوميا عن الحد المستهدف 31.7 مليون برميل يوميا.

وعلى مستوى كبار منتجي النفط، تخطى معدل خفض السعودية لإنتاج النفط حصتها المقررة بحوالي 13%.

وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أكد أن أهداف أعضاء أوبك تتمثل في خفض مستوى المخزونات لكونه مؤشرا هاما على نجاح مبادرة المنظمة.

رؤية متفائلة

على عكس الواقع الذي يعاني من مخزونات نفطية تاريخية، أعلنت وكالة الطاقة العالمية عن رؤية متفائلة باقتراب السوق من التوازن، مشيرة وفقا لتوقعاتها بأن يحدث انكماش في إنتاج النفط خلال النصف الثاني من عام 2017.

وقالت وكالة الطاقة الدولية في أبريل الماضي إن المخزونات النفطية للدول الصناعية بلغت 3.055 مليار برميل في نهاية فبراير بزيادة قدرها نحو 330 مليون برميل عن متوسط خمس سنوات ولكن السوق تبدي مزيدا من التوازن.

احتمالات تمديد الاتفاق

لكي تتراجع مخزونات النفط إلى متوسط خمس سنوات اتفقت الدول الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجون آخرون على خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من عام 2017 وساهم الاتفاق في رفع الأسعار إلى المستويات الحالية عند نحو 52 دولارا للبرميل.

وفي ظل استمرار مستوى المخزونات المرتفع أشارت دول أوبك إلى أن التخفيضات قد تمدد حتى شهر ديسمبر من العام الجاري.

فيما قال المدير المالي لشركة بريتش بتروليم “بي.بي” بريان جيلفاري، إن تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي تقودها أوبك لتستمر في النصف الثاني من العام الحالي سيهبط بمخزونات الخام العالمية لمتوسط خمس سنوات بحلول نهاية هذا العام، الأمر الذي بدوره سيدعم الأسعار عند نحو 55 دولارا للبرميل.

وسيجتمع المنتجون من أوبك ومن خارجها في 25 مايو الجاري لبحث ما إذا كانت تخفيضات الإنتاج ستمدد لمدة ستة أشهر بعد يونيو.

وأخيرا، يبقى هناك أسئلة ملحة حول ما إذا كان تمديد الاتفاق النفطي بخفض مستويات الإنتاج سيدعم الأسعار عند مستوى 55 دولارًا، ومدى إمكانية عودة التوازنات إلى الأسواق النفطية خلال النصف الثاني من عام 2017 أم ستتأجل إلى 2018؟.

ربما يعجبك أيضا