إقالة “كومي” .. فضيحة تستحضر “مذبحة ليلة السبت”

أميرة صلاح

رؤية – أميرة صلاح

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة، جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، جدلا سياسيا خاصة وأن كومي كان يقود التحقيق حول مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة.

وأشار البيت الأبيض إلى أن قرار ترامب بإقالة كومي جاء استنادا إلى توصية من وزير العدل والمدعي العام الأمريكي، جيف سيشنز، ونائبه رود روزينشتاين، مضيفا أن الإدارة الأمريكية ستبدأ البحث عن مدير جديد لـ FBI على الفور.

وسيقوم نائب رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، اندرو ماكيب، مؤقتا بأداء واجبات رئيس المكتب بعد إقالة كومي، حسبما ذكرت شبكة “سي أن أن” التلفزيونية نقلا عن رسالة المدعي العام للولايات المتحدة الأمريكية جيف سيشنا.

ووفقا لـ “سي أن أن” ، فقد اجتمع الرئيس الأمريكي ترامب  مع ماكيب بعد فترة وجيزة من إقالته كومي.

وقال ترامب في رسالة بعثها لكومي: “إنني أتفق مع الحكم الصادر عن وزارة العدل بأنكم غير قادرين على قيادة المكتب بفعالية. ومن الضروري أن نجد قيادة جديدة لمكتب التحقيقات الفدرالي والتي ستعيد ثقة الناس به وبمهمته الحيوية لإحلال القانون”.

وأثار كومي الجدل بشأن موقفه من تحقيق في استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص، خلال عملها وزيرة للخارجية.

وقد سارع الديمقراطيون إلى انتقاد ترامب واتهامه بوجود دوافع سياسيه وراء قراره إقالة كومي.

وندد الديمقراطيون بتحرك ترامب وشبهه البعض بـ”مذبحة ليلة السبت” (1973) حين أقال الرئيس ريتشارد نيكسون مدعيا خاصا مستقلا يحقق في “فضيحة ووترغيت”.

وقال العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب، جون كونيرز، إن “الإجراء الذي اتخذه الرئيس ترامب اليوم يزيل تماما أي مظهر من مظاهر التحقيق المستقل في المحاولات الروسية للتأثير على انتخاباتنا ويضع أمتنا على شفا أزمة دستورية”.

وجدد كونيرز وديمقراطيون آخرون دعوتهم لتولي لجنة مستقلة أو مدع خاص التحقيق في التأثير الروسي في انتخابات 2016.

وواجه الرجل الثاني في وزارة العدل الأمريكية مهمة ثقيلة بعد أسبوعين فحسب من تعيينه في منصبه تمثلت في صياغة حيثيات عزل جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي.

وعرض رود روزنستاين نائب وزير العدل أسباب عزل كومي في مذكرة من ثلاث صفحات على وزير العدل جيف سيشنز يوم الثلاثاء. وتحرك الرئيس دونالد ترامب بسرعة فقرر عزل مدير مكتب التحقيقات في اليوم نفسه.

وحسب تقرير لـ”رويترز”، استند روزنستاين إلى تصريحات كومي العلنية التي أثارت جدلا واسعًا عن تحقيق المكتب في استخدام المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون لخادم بريدها الإلكتروني الخاص أثناء شغلها منصب وزير الخارجية.

وكتب روزنستاين يقول عن التصريحات العلنية التي أدلى بها كومي “هي نموذج مثالي لما يطلب من المدعين والضباط الاتحاديين ألا يفعلوه”.

ولم يرد متحدثون باسم وزارة العدل ومكتب التحقيقات على طلبات للتعليق حتى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.

ومن المرجح أن يعتبر عزل كومي دليلا آخر على حالة الغليان الحزبي الشديدة التي تشهدها واشنطن.

الأمريكيون يرفضون قرار “ترامب”

يعتبر 54% من الأمريكيين قرار رئيس البلاد دونالد ترامب بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي) جيمس كومي، غير مناسب، وفقا لاستطلاع رأي نشرته قناة (إن بي سي) المحلية.

وأشار الاستبيان إلى أن 46% من الأمريكيين يعتقدون أن الدافع الحقيقي وراء قرار ترامب يكمن في التحقيقات التي كان كومي يقودها بشأن الصلة المحتملة بين روسيا والرئيس الأمريكي.

ولم يقتنع بالأسباب الرسمية وراء إقالة كومي سوى 24% فقط من الأشخاص الذين خضعوا للاستطلاع، بينما يرجح 22% وجود دافع آخر.

وأوضح الاستطلاع الذي أجرته شركة (SurveyMonkey) أن 67% من ناخبي الحزب الديمقراطي المعارض، يعتقدون أن السبب الحقيقي هو التحقيقات بشأن وجود صلة بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا، بينما يصدق 13% الرواية الرسمية بشأن دوافع البيت الأبيض وراء قرار إقالة كومي.

ويطغي التشكك أيضا بين ناخبي الحزب الجمهوري، حيث يثق أقل من 43% في الأسباب التي أعلن عنها ترامب لإقالة رئيس (إف بي أي)، بينما يرى 22% أن مسألة التحقيقات بشأن مزاعم التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية هو السبب الحقيقي.

وعلى الرغم من ذلك، اعتبر 79% من الجمهوريين الذين خضعوا للاستطلاع أن قرار إقالة كومي كان صائبا، فيما رفضه 83% من الديمقراطيين.

وأجرت شركة (SurveyMonkey) هذا الاستبيان بين يومي 10 و11 ماي الجاري عبر الإنترنت وخضع له ثلاثة آلاف و746 شخصا، بهامش خطأ قدره 2.5%.

فيما تعهد القائم بأعمال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الذي خلف المدير المقال، بأن يمضي التحقيق في صلات محتملة بين حملة ترامب وروسيا بقوة. حسب ما أوردت رويترز.

دفاع “ترامب”

دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرار إقالة جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي”. وأكد ترامب أنه كان ينوي إقالة كومي منذ انتخب رئيسا للولايات المتحدة، وأن سبب الإقالة ليس مرتبطا بالتحقيق حول مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.

وقال ترامب لشبكة (إن.بي.سي) نيوز، وفي أول مقابلة منذ عزله كومي “إنه استعراضي. يسعى لاستقطاب الاهتمام… إف.بي.آي في حالة اضطراب. تعلمون ذلك وأنا أعلم ذلك والجميع يعلمون ذلك.”

حاول ترامب على مايبدو تسليط الضوء على أن القرار يتعلق بأداء المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي وليس التحقيق بشأن روسيا.

ربما يعجبك أيضا