“طاسة الخضة”.. طريقك للعلاج بالإيحاء

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبد اللطيف

يسمونها في الوعي الشعبي المصري “طاسة الخضة”، ويطلق عليها السوريون “طاسة الرعبة” أو “طاسة الفجعة”، وهي إحدى التحف التراثية المنتشرة في المجتمع البدوي، وفكرة طاسة الفجعة أو الخضة أنها غالبًا ما تشتمل على زخارف ونقوش كتابية من رقية شرعية وآيات قرآنية وأدعية، وهو ما يرجح الحديث عن قدرة تلك الطاسة في تخليص الأشخاص من الأمراض النفسية يعود إلى أسباب نفسية، وقد يكون الاعتقاد في فائدة أو جدوى ما يسمى طاسة الخضة، أن الأمر يستند إلى شقين أولهما روحي: وهو ما يتمثل في احتوائها على آيات قرآنية وأدعية، والآخر علمي: وهو ما يفسره ما يحدث من تفاعلات والتي يبرهن عليها بأن الطاسة فقط معدنية.

ماهية الطاسة

إنها طاسة صغيرة لا يزيد قطرها عن ١٧ سم، مصنوعة من النحاس (النحاس الأصفر على الأغلب)، مرسوم عليها بالداخل حزوز غائرة تمثل طيورًا، وعليها كتابات تمثل آيات قرآنية إلى جانب أشكال طلسمية.

وعليها من الخارج كتابات تعدد فضائلها، ويوجد حول الطاسة نحو أربعين قطعة معدنية “مفاتيح”، وهي صفائح رقيقة، يجب أن تكون كاملة العدد وإلا بطل مفعول الطاسة، وتشير إلى خواصها ضد الأمراض الناشئة عن السموم والحسد والعديد من الأمراض والعلل ما عدا مرض الموت.

معتقدات شعبية

يعتقد الشعبيون أن هذه الطاسة الصغيرة شديدة النفع في حالات مرضية كثيرة أهمها ما ينشأ عن الخضة من مرض يصيب الإنسان، سواء أكانت أمراضًا عصبية أو أمراضًا جلدية، وهم يدعون أن من بينها مرض الزهري.

وعادة يوضع في هذه الطاسة بعض الماء ثم تعرض في الليل للندى، حيث يشرب المريض الماء، ويتكرر هذا الطقس ثلاثة أيام، أو سبعة، أو أربعين يومًا تبعًا لحالة المريض.

اهتمام عالمي

حظيت طاسة الخضة باهتمام كبير من العالمين رودلف وهاينريش كريس في مؤلفهما الضخم عن المعتقدات الشعبية في العالم الإسلامي، ونشرا نماذج عديدة منها، وترجما الكلام المكتوب على كل منها، ودرسا وحللاه كما درسا وظائفها وما يتردد عنها من معتقدات.

ومؤخرًا لجأت شركة كمبودية أمريكية إلى إنتاج سمكة حديدية توضع في قدر الأكل مع طهي الطعام وتطلق بعض ذرات الحديد التي تعالج مرضى الأنيميا.

ربما يعجبك أيضا