لماذا اختار ترامب السعودية لأول زيارة خارجية؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

“مسعى لبناء التعاون والدعم بين المسلمين والمسيحيين واليهود من أجل مكافحة الإرهاب”، هكذا وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رحلته التاريخية إلى السعودية التي بدأها اليوم.

وقال ترامب “مهمتنا ليست أن نملي على الآخرين كيف يحيون بل بناء تحالف يضم أصدقاء وشركاء يتشاطرون هدف مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والفرص والاستقرار بالشرق الأوسط الذي تمزقه الحروب”.

وكانت العلاقات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع كل من السعودية وإسرائيل وهما من أكبر حلفائها في الشرق الأوسط متوترة خاصة بعد إبرام واشنطن والدول الكبرى اتفاقا نوويا مع طهران.

استعراض رمزي

اختيار ترامب للسعودية حمل عدة رسائل ضمنية أهمها “استعراض رمزي للعزم” أمام حلفاء أمريكا المقربين، الذين تأمل إدارة ترامب في أن يجددوا جهودهم لمواجهة التطرف والتعصب حول العالم، وهذا ما أكده مساعدو ترامب.

فيما أكد أشخاص مطلعون على التخطيط للجولة، التي تبدأ بالمملكة السعودية وإسرائيل والفاتيكان ثم بروكسل وصقلية للمشاركة في اجتماعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقمة مجموعة الدول الصناعية السبع أواخر مايو الجاري، أنها تهدف إلى الإعلان عن “عهد جديد” في السياسة الخارجية الأمريكية.

دحض إدعاءات معاداته للإسلام

من جانبه، قال مصدر مسؤول، إن هذه الزيارة معدة بشكل محدد لدحض الانطباعات عن أن ترامب معاد للمسلمين، وذلك بعد بعض الأفعال التي أثارت العالم الإسلامي مثل المرسوم التنفيذي بحظر دخول مواطنين من بعض الدول الإسلامية للولايات المتحدة، ودعوته خلال الحملة الانتخابية إلى منع دخول المسلمين.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن المصدر، “لقد اعتقدنا أن ذلك مهم جدا لأنه من الواضح أن الناس حاولوا رسم صورة بطريقة ما عن الرئيس ترامب، بينما أعتقد أن ما يريد فعله هو حل نفس المشكلة التي يريد الكثير من قادة العالم الإسلامي حلها”.

توافق الرؤى

بحسب برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى ومدير المعهد عبر الإقليمي للدراسات المعاصرة حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى في جامعة برينستون الأمريكية، فإن المملكة العربية السعودية سترحب بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سعياً منها لاستعادة العلاقات الاستراتيجية القوية بين الدولتين، ولإدراكها بأن ترامب يشاركها الرأي حول إيران وتنظيم “داعش”، مرجحاً الإعلان عن مشاريع وصفقات بمليارات الدولارات.

وأضاف هيكل: “المملكة العربية السعودية ترى ثلاثة أشياء فيما يتعلق بترامب. أولاً، أنه يشاركهم الرأي حول إيران، بأن إيران هي مصدر رئيسي للنزاعات والمشاكل في الشرق الأوسط، وهو أمر يقدرونه بكل تأكيد، كما يرون أنه أدرك أنه لا يمكن هزيمة تنظيم داعش دون دعم دولة سنيّة. والأمر الثالث هو أنهم يدركون أنه يريد تحسين سمعته وصورته عندما يتعلق الأمر بالمسلمين. وسيعطونه حدثاً كبيراً، عدة أحداث، يقابل فيها أغلب قادة العالم السنّي،” في إشارة إلى القمة السعودية-الأميركية والخليجية-الأميركية والقمة الإسلامية-العربية-الأميركية والتي ستعقد جميعها في السعودية.

رسالة تسامح

يرى مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي هربرت ماكماستر، إن للرحلة ثلاثة أهداف أساسية، الأول هو إعادة التأكيد على القيادة العالمية للولايات المتحدة، والثاني مواصلة بناء علاقات رئيسية مع قادة العالم، والثالث إرسال رسالة وحدة إلى أصدقاء الولايات المتحدة والمؤمنين من ثلاثة من أعظم الديانات في العالم.

وأضاف ماكماستر في تصريحات أوردها بيان الخارجية الأمريكية باللغة العربية – الأحد – أن “هذه الرحلة تاريخية حقاً. لم يقم أي رئيس من قبل بزيارة الأوطان والأماكن المقدسة الخاصة بديانات اليهودية والمسيحية والإسلام في رحلة واحدة”.

وتابع “يسعى الرئيس ترامب إلى توحيد شعوب مختلف الأديان حول رؤية مشتركة للسلام والتقدم والازدهار. سيجلب رسالة التسامح والأمل إلى المليارات، بما في ذلك الملايين من الأمريكيين الذين يتبعون هذه الديانات. سيركّز الرئيس على ما يوحدنا”.

إعادة العلاقات الاستراتيجية للمملكة

من جانبها، رأت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتورة نهى بكر، إن ترامب يحاول إعادة العلاقات الاستراتيجية مع المملكة بعد أن تأثرت في عهد أوباما إثر الاتفاق النووي مع طهران، إضافة إلى إزالة المخاوف التي ظهرت في خطاب ترشحه ضد المسلمين باعتبار أن المملكة تحتضن البيت الحرام وهو المكان المقدس الأول عند المسلمين.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ اليوم السبت، جولته الخارجية الأولى بزيارة المملكة السعودية، والتي يجتمع خلالها مع قادة الدول الإسلامية والعربية لصياغة رؤية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من خلال عقد قمم ثلاث كبرى “سعودية أمريكية، خليجية أمريكية، إسلامية أمريكية”.

ربما يعجبك أيضا