مركز “اعتدال” لمحاربة الفكر المتطرف.. منصة جديدة للتعاون الدولي

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد

انطلقت مراسم افتتاح مركز”اعتدال” لمواجهة الفكر المتطرف يوم 21 مايو 2017 في العاصمة السعودية، الرياض، ذلك بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وبمشاركة قادة 55 دولة إسلامية. ويهدف المركز لمنع انتشار الأفكارالمتطرفة، حيث يعتمد سياسة تعزيز التسامح ودعم نشر الحوار الإيجابي.
 
وخلال زيارة ترامب للملكة العربية السعودية، كان هناك تغيرا في لهجة الرئيس الامريكي ترامب وتوصيفاته الى الارهاب المتأسلم او الاسلاموي، ذلك باستخدامه لهجة تصالحية تجاه الإسلام. كما غير تناوله لما كان يصفه في السابق بـ “الإرهاب الإسلامي”. هذا التحول جاء في خطابه الذي ألقاه أمام قادة العالم الإسلامي المجتمعين في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض يوم 21 مايو 2017.
 
واتهم ترامب النظام الإيراني بأنه مسئول عن عدم الاستقرار في المنطقة. واتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام الإيراني بأنه مسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة. وقال خلال خطابه أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض إن “إيران توفر الأسلحة والتدريب للإرهابيين والجماعات المتطرفة”.
 
وفي كلمته خلال افتتاح القمة، اعتبر الملك سلمان أن “القضاء على الإرهاب لا يكون بالمواجهة فقط”، مؤكدا العزم على “القضاء على داعش وكل التنظيمات الإرهابية”. وشدد سلمان على أن المملكة لا تتهاون “بمحاكمة كل من يمول ويدعم الإرهاب”. وقال إن “إيران هي رأس الإرهاب العالمي .. ولكننا لا نأخذ الشعب الإيراني بجريرة نظامه”.
 
وفي هذا السياق، وقعت دول مجلس التعاون الخليجي الست والولايات المتحدة في الرياض  21مايو 2017 مذكرة تفاهم لإنشاء مركز لمكافحة  تمويل الإرهاب، خلال قمة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة الخليج.
 
آلية عمل مركز “اعتدال”
 
المرتكزات:

ـ الجانب الفكري   :  تقديم المواد من بطريقة ايدلوجية، فكرية لمحاججة أيدلوجية التطرف.
ـ الجانب الاعلامي  : رصد اكثر من 100 قناة تلفزيونية.
ـ الجانب الرقمي  : رصد الجماعات المتطرفة بمختلف اللغات.
 
محاور العمل:
 
الرصد   : هناك اكثر من 350 عامل في المركز مهمته رصد المحتوى المتطرف لرسائل الجماعات الارهابية، المشاركة بالنقاش، وتوثيق الدردشة والمحادصات مع الجماعات المتطرفة وتحديد موضع ويكون هناك رصد الى اكثر من 100 قناة تلفزيونية وبمختلف اللغات، من خلالها يتم تحويل الحديث الى نص من اجل حفظه وتحويله الى التحليل. الرصد يتضمن ايضا تفريغ الاصوات مع الترجمة الى نص انشطة الارهاب.
 
التفاعل  : الاستناد الى برنامج المناصحة، في المشاركة بمداخلات ونقاشات فكرية داخل غرف
الدردشة.
التحليل  : جمع المعلومات من المصادر المفتوحة منها المدونات لغرض اخضاعها الى
 
الاداء  : توحيد رسالة المركز وتكون موجهة الى الجماعات المتطرفة
 
الاهداف:
 
ـ  مواجهة الفكر المتطرف.
 
ـ تجفيف الاموال ومصادر التمويل.
 
ـ المواجهة الامنية، العسكرية.
 
ـ تجفيف منابع الارهاب: المنابع : الفكرية والمالية والاليكترونية والاجتماعية.
 
ـ الدلالات : الاعتدال في فهم الخطاب الديني اقليميا ودوليا، ويعتبر انذار مبكرضد الانشطة الارهابية ورصد  الانحرافات الفكرية والايدلوجية.
 
الخلاصة
 
تُعتبر المملكة السعودية الى جانب دولة الامارات العربية، دولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب؛ إذ ساهمت بفاعلية في اللقاءات الإقليمية والدولية التي بحثت وناقشت قضية الإرهاب. يذكر ان دولة الامارات هي الاخرى سبق ان تبنت مركز صواب بمشاركة اميركية لمواجهة التطرف والارهاب الدولي، اضافة الى استضافتها سنويا منتدى واجتماعات عدة  لتعزيز الخطاب الديني المعتدل.
 
لقد ادرك مؤخرا المجتمع الدولي، بان معالجات الارهاب، يجب ان لا تتحدد فقط بالمعالجات الامنية، وعسكرة الامن وتوجيه الضربات، لكن هناك معالجات تقوم على القوة الناعمة ابرزها  التنمية المستدامة  والتي تعتبر احدى مخرجات تماسك الامن القومي والمقصود بها،  هي العملية  لاي دوله تعني القوه في امنها القومي وصدها لاي خرق في المجال السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي.
 
وبات ضروريا التميز مابين استراتيجيات وخطط مكافحة الارهاب، واستراتيجيات وخطط محاربة التطرف، ورغم ان الارهاب يعتبر حالة متطورة مكملة للتطرف، ويوصف بانه النشاط الميداني للتطرف، يتحرك على الارض، فأن التطرف ومحاربته اصعب بكثير، لان محاربته تحتاج الى معرفة جذوره  بينها السياسات الخاطئة والتهميش والعنصرية والطائفية والفقر والبطالة، وتمتد ايضا الى فهم خاطيء الى نصوص في الكتب المقدسة عند مختلف الاديان وتفسيرها بشكل خاطيء، تسخر من اجل تنفيذ اجندات ومصالح سياسية وشخصية تتخذ الدين غطاء لها. وهكذا تبرز اهمية وخطورة التطرف ومعالجته اكثر من الارهاب الظاهر، فالتطرف يسلب العقول، ولايمكن قراءته، وهذا مايجعل مهمة محاربة التطرف مهمة صعبة.
 
ان اختيار المملكة العربية السعودية  مقرا لانطلاقة مركز “اعتدال” له دلالات متعددة، فالمملكة لها تجارب في محاربة التطرف والارهاب ابرزها تجربة الامير محمد بن نايف، القائمة على المناصحة والمحاججة، ومحاربة الفكر المتطرف بالفكر، وكذلك تبني سياسات اعادة تأهيل الجماعات المتطرفة واندماجهم في المجتمع وايجاد فرص عمل لهم.
 
مركز “الاعتدال” سيكون مركز ايضا لجمع المعلومات وتقاسمها بىليى اسرع، كون ان التنظيمات الارهابية لا تتحدد بجغرافية او جنسية محددة،  وهذا ما يدفع المجتمع الدولي الى ايجاد تعاون دولي في  رصد ومتابعة الجماعات المتطرفة وحركة اموالهم. المركز يعتبر تحول نوعي  وعهد جديد وجهد دولي في محاربة التطرف دوليا مع نهوض الدول الاسلامية بمسؤولياتها لمحااربة التطرف ومكافحة الارهاب، اكثر من الاعتماد على الاستراتيجيات الخارجية.
 
* باحث في قضايا الإرهاب والإستخبارات
 
 
 
 
 

ربما يعجبك أيضا