ليلة تتويج الأبطال.. “الملكي واليوفي وتشيلسي” واثق الخطى يمشي ملكًا

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بعد عناء طويل للأندية في مشوار الدوريات الأوروبية، أسدل موسم 2016/2017 ستاره على بعضها بلحظات من السعادة ليتوجوا أبطالًا ويذكر التاريخ أسمائهم بماء من ذهب، تلك اللحظات نفسها التي حاولت فيها بعض الأندية الأخرى طي صفحات الموسم الحزينة، وتركها في عالم النسيان.

فبعد جملة من الأرقام القياسية التي حطمها الفريق الأفضل في كل دوري، قد حانت لحظات التتويج وتسلم درع البطولة، التي طالما انتظرها الجميع وبذلوا من أجلها قصارى جهدهم.

ريال الملك “زيدان”.. زمن الأساطير لم ينته بعد

بإصرار غريب أراد الملك الفرنسي زين الدين زيدان إثبات أن زمن الأساطير لم ينته بعد، كما أراد أن يقول للعالم أجمع انتظروا ما سأفعله مع ريال مدريد وقد كان.

بخطوات ثابتة تدرج الفرنسي الجزائري الأصل -قبل وصوله إلى سدة حكم غرفة ريال مدريد الفنية- تجاهل شائعات عدم امتلاكه لشهادة تدريبية تؤهله لقيادة نادي القرن، ووقف أمام الجميع متحديًا تاريخ فشل أساطير الكرة ممن توجهوا للتدريب، ليؤكد أن العالم لن يتوقف عند إبداعات ساكي وفلسفة جوارديولا وخصوصية مورينيو، إلى أن استطاع أن يحرز بطولة تلو الأخرى، بداية ببطولة دوري الأبطال الحادية عشرة، ووصولًا بالليجا الإسبانية لهذا الموسم.

وقد توج فريق ريال مدريد “ملكًا” للدوري الإسباني، تحت قيادة زيدان، للمرة الأولى منذ 2012 والثالثة والثلاثين في تاريخه بعد فوزه على مضيفه ملقا بثنائية نظيفة، أمس الأحد، في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة.

ورفع ريال مدريد رصيده إلى 93 نقطة، بفارق 3 نقاط أمام برشلونة بطل الموسم الماضي الفائز بدوره على ضيفه إيبار 4-2.

ويدين ريال، الذي كان يكفيه التعادل، بالتتويج إلى نجميه البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة اللذين سجلا الهدفين.

“الملكي” يبحث عن الثنائية “النادرة”

يبحث الفريق الملكي عن تحقيق ثنائية نادرة هي (الليجا ودوري أبطال أوروبا) للمرة الأولى منذ عام 1958، إذ يلتقي يوفنتوس الإيطالي في نهائي البطولة القارية في 3 يونيو المقبل في كارديف.

وقال زيدان:  “الفوز بالدوري مهم جدًا، ومهم أكثر لريال مدريد لأنه أفضل ناد في العالم”، متابعًا: “كان علينا العودة للفوز بالدوري، إنه اليوم الأكثر سعادة في مسيرتي الاحترافية”.

وأضاف: “سنحتفل هذا المساء، ولاحقًا لدينا الوقت للاستعداد لنهائي دوري أبطال أوروبا”.

مشجعو “الملكي” يحتفلون مع فريقهم باللقب الـ 33

احتفل الآلاف من مشجعي الريال بتتويج فريقهم بطلاً للدوري الإسباني، حيث توجهوا إلى ساحة “ثيبيليس” -المكان التقليدي لاحتفالات ريال في وسط العاصمة الإسبانية- وهللوا بحماس لدى وصول اللاعبين على متن حافلة مكشوفة كتب عليها “أبطال”.

وارتدى قائد الفريق سيرخيو راموس ولاعبون آخرون قمصاناً لريال كتب عليها الرقم 33، في إشارة إلى اللقب، والتقط اللاعبين صورًا للاحتفالات عبر هواتفهم الخليوية من أعلى الحافلة، وسار راموس إلى وسط الساحة لرفع علم النادي “الميرينجي” على تمثال على أنغام الأغنية الشهيرة لفرقة “كوين” البريطانية “وي آر ذي تشامبيونز (نحن الأبطال)”.

ثم جاء الدور على نجم الفريق، البرتغالي كريستيانو رونالدو -الذي سبق وصلته الغنائية مع المشجعين بخطاب تحفيزي جاء فيه: “الآن يبقى أمامنا إحراز دوري أبطال أوروبا، نحن نعوّل على دعمكم، وشكرًا لكم”.

الكأس أمل برشلونة

في المقابل، لم يعد أمام فريق برشلونة سوى مسابقة الكأس المحلية للخروج بلقب هذا الموسم حيث يلتقي ألافيس في النهائي في 27 مايو الحالي.
وكان الفريق الكتالوني قد خرج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام يوفنتوس، بعد خسارته أمامه ذهابًا في تورينو صفر-3 وتعادله معه إيابًا في “كامب نو” سلبًا، علمًا بأنه حقق انجازًا تاريخيًا في ثمن النهائي، حين عوض تأخره أمام باريس سان جيرمان الفرنسي برباعية نظيفة ذهابًا في باريس، بفوز ساحق إيابًا على أرضه 6-1.

وستكون مباراة ألافيس الأخيرة لمدرب برشلونة ونجمه الدولي السابق لويس إنريكي الذي قرر عدم تجديد عقده الذي ينتهي في نهاية الموسم الحالي عقب الخسارة القاسية أمام سان جيرمان.

وكان برشلونة يأمل بخسارة ريال والفوز على أيبار، وهو عانى كثيرًا أمام الأخير، فتأخر بهدفين عبر الياباني إينوي تاكاشي (7 و61)، ثم قلص الفارق بواسطة دافيد خوانكا (63 خطأ في مرمى فريقه) قبل أن يعادل الأوروجوياني لويس سواريز (73) رافعًا رصيده إلى 25 هدفًا في المركز الثاني لترتيب الهدافين.

ونجح الأرجنتيني ليونيل ميسي في ترجمة ركلة جزاء (75) بعد أن أهدر ركلة مماثلة قبل خمس دقائق، ثم أضاف الهدف الرابع في الدقيقة الثانية من الوقت الضائع.

اليوفي.. بطل “الكالتشيو” للمرة السادسة على التوالي

ومن بطولة الدوري الإسباني إلى الدوري الإيطالي، فرض فريق يوفنتوس هيمنته المحلية وتوج بلقب الدوري الايطالي لكرة القدم للمرة السادسة على التوالي والثالثة والثلاثين في تاريخه، بفوزه على ضيفه كروتوني 3-صفر، في المرحلة ما قبل الأخيرة.

ورفع عملاق تورينو الذي يدين بفوزه إلى الكرواتي ماريو ماندزوكيتش (12) والأرجنتيني باولو ديبالا (39) والبرازيلي اليكس ساندرو (83)، رصيده إلى 88 نقطة في الصدارة بفارق 4 نقاط عن ملاحقه روما الثاني الذي فاز السبت على مضيفه كييفو 5-3، ما يجعل مباراته في المرحلة الختامية على أرض بولونيا تأدية واجب.

وحقق يوفنتوس بذلك الثنائية المحلية للمرة الثالثة على التوالي، وبات يتطلع حاليًا لتحقيق “الثلاثية” بإضافة لقب دوري أبطال أوروبا، عندما يلتقي حامل اللقب ريال مدريد في الثالث من يونيو المقبل.

وعوض فريق المدرب ماسيميليانو أليجري الفرصة التي أهدرها في المرحلة الماضية للحسم (خسر أمام روما 1-3)، ليتوج بالتالي بلقبه الثاني في غضون خمسة أيام بعدما أحرز الأربعاء لقب الكأس للموسم الثالث تواليًا بفوزه في النهائي على لاتسيو 2-صفر.

وفي حال أحرز يوفنتوس الثلاثية، سيكون أول فريق إيطالي يحقق ذلك منذ إنتر عام 2010 بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

ويمني يوفنتوس النفس بتكرار سيناريو 1985 و1996 عندما توج بلقبيه الوحيدين في المسابقة القارية الأبرز بعد فوزه في النهائي على حاملي اللقب ليفربول الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي على التوالي، والثأر من ريال مدريد الذي توج بطلًا على حساب “بيانكونيري” عام 1998 بالفوز عليه في النهائي بهدف للصربي بردراغ مياتوفيتش.

وداع مؤثر لـ”تيري” في ليلة تتويج تشيلسي

احتفل فريق تشيلسي بلقبه السادس في تاريخ مشاركاته في الدوري الإنجليزي الممتاز، أمس أيضًا، بالفوز على سندرلاند بخمسة أهداف مقابل هدف في ليلة شهدت وداعًا مؤثرًا لقائد الفريق جون تيري، الذي قرر الرحيل عن صفوف فريقه، بعد أن ظل يدافع عن ألوانه طيلة 19 عامًا خاض خلالها 492 مباراة سجل فيها 41 هدفًا.

وأشرك المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي تيري البالغ من العمر 36 عامًا في 28 دقيقة في المباراة أمام سندرلاند.

وقال تيري: “هذا هو أحد أكثر الأيام حزنًا في حياتي، كنت محظوظًا بالعمل مع لاعبين ومدربين رائعين خلال مسيرتي،  أنا ممتن لكل منهم”، وخص بالشكر مالك النادي الروسي رومان إبراموفيتش.

اللقب السادس.. أرقام وحقائق

حصد الفريق اللندني لقب الدوري الإنجليزي للمرة السادسة في تاريخه، حيث قد فاز تشيلسي بأول ألقابه في الدوري الإنجليزي موسم 1954-1955، ثم غاب الفريق 50 عامًا، قبل أن يحرز اللقب الثاني في مسيرته موسم 2004-2005 ثم موسم 2005-2006، ثم 2009-2010 و2014-2015 وأخيرًا لقب الموسم الحالي.

خاض تشيلسي 38 مباراة فاز في 30 وخسر 5 وأحرز 85 هدفًا، واستقبلت شباكه 33 هدفًا، ونجح في الخروج بشباكه نظيفة في 16 مباراة في المسابقة.

وكان متوسط تسجيل لاعبي الفريق طوال الموسم كان 2.24 هدفاً في المباراة الواحدة.

وسدد لاعبو الفريق 580 تسديدة على المرمى منها 204 تسديدة بين القائمين والعارضة بدقة تصويب بلغت 35%.

ونال لاعبو الفريق 72 بطاقة صفراء، ولم يحصل أي لاعب من تشيلسي هذا الموسم على أي بطاقة حمراء، و64 حالة تسلل احتسبت على لاعبي تشيلسي في موسم 2016-2017.

ويعد هداف تشيلسي هو دييجو كوستا برصيد 20 هدفًا، يليه إيدين هازارد برصيد 16 هدفًا، ثم بيدرو برصيد 9 أهداف، علمًا بأن 14 لاعبًا من تشيلسي سجلوا 83 هدفًا للفريق هذا الموسم “أحتسب هدفين عكسيين للفريق طوال الموسم”.

وأخيراً فقد ودع تشيلسي اليوم أحد أعظم لاعبيه في تاريخ مشاركاته في الدوري الإنجليزي الممتاز وهو جون تيري فهو أكثر لاعبي تشيلسي خوضًا للمباريات ( 492 مباراة)، وأكثر لاعبي البلوز فوزًا برصيد 311 فوزًا، وثامن أكثر لاعبي الفريق تسجيلاً للأهداف برصيد 41 هدفًا.

ربما يعجبك أيضا