توجس وغضب إسرائيلي في انتظار ترامب

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن
إيجاد حل لمشكلة السلام في الشرق الأوسط -والذي استمر رؤساء وملوك يبحثون عنه على مدى عقود طويلة- قد يكون ممكنًا على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يصل اليوم الإثنين لإسرائيل في مستهل جولته بالشرق الأوسط والتي بدأها بزيارة السعودية.

وتشمل الزيارة خلال يومين لقاء الرئيس الإسرائيلي رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزيارة حائط المبكى والنصب التذكاري للمحرقة.

وتعيش إسرائيل حالة من التوجس بسب التقارب العربي الأمريكي وعقد صفقات كبرى بقيمة 380 مليار دولار مع السعودية، فيما أعرب الوزراء الإسرائيليون عن قلقهم من هذه الصفقات وهذا التقارب ورفض عدد منهم مقابلة الرئيس الأمريكي، وفقًا لصحيفة “التايم” الأمريكية.

وبعد عقده صفقة أسلحة ضخمة مع السعودية، يخشى بعض الوزراء الإسرائيليين على ما يعرف بـ”QME” أي التفوق العسكري النوعي، الذي تحصل فيه إسرائيل على أحدث الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية.

وسلم ترامب، ملف عملية السلام في الشرق الأوسط، لصهره جاريد كوشنر كبير مستشاري البيت الأبيض، وهو أمر غير تقليدي في تاريخ الرؤساء الأمريكيين حيث عادة ما يتم تسليم هذا الملف لوزراء الخارجية.

وتراجع ترامب عن الكثير من الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية حيث دعا إلى ضبط النفس فيما يتعلق ببناء المستوطنات، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وفي المقابل أكد مسؤول كبير ضمن الوفد الفلسطيني أن ترامب ينوي دفع محادثات السلام بهدف التوصل إلى اتفاق في غضون سنة.

ورفضت الإدارة الأمريكية طلبًا فلسطينيًا من أجل تجميد الاستيطان الإسرائيلي, ولكنه وعد بحل القضية خلال مفاوضات السلام.

وأفاد مسؤول إسرائيلي -لصحيفة “التايم”، عشية زيارة ترمب- أن مجلس الوزراء برئاسة نتنياهو وافق على مجموعة إجراءات لبناء الثقة مع الفلسطينيين, بما في ذلك السماح بالبناء في منطقة “ج” بالضفة الغربية.

وتبقى نقطة الخلاف الوحيدة هي مصير القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وأعلنت ضمها في 1967، بما في ذلك المواقع الدينية ومنها الحائط الغربي”المبكى”، والقدس المحتلة، وهو الأمر الذي يرفض الإسرائيليون مناقشته مطلقًا فيما يعتبره الغرب وواشنطن أمرا قابلا للتفاوض.

وتتوقع وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تترأس قضية إيران جدول أعمال لقاءات ترامب في القدس، رغم وجود عدد كبير من المواضيع الأخرى، بما فيها استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين وموضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإمكانية الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية.

وفي هذا السياق، كتب داني دانون، المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة: “على الرغم من أن هذه المواضيع كلها مهمة للغاية وتحظى بالتأييد والتشجيع الإسرائيلي الكامل، إلا أنها تتضاءل بالمقارنة مع المهمة الرئيسية المدرجة على جدول أعمال اللقاء بين زعيمي البلدين: التصدي للخطر الإيراني المتنامي في المنطقة”.

وتوقّع موظف إسرائيلي رفيع المستوى، أن تتم المصادقة من قبل حكومة الاحتلال على خطوات في المجال الاقتصادي من أجل تسهيل حياة المواطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضافت “هآرتس”، أنه من بين الاقتراحات التي سيُطلب من الوزراء المصادقة عليها؛ فتح معبر اللنبي على مدار 24 ساعة من أجل انتقال الفلسطينيين من الأردن وإليه، وتحسين مستوى المعابر في الضفة الغربية التي يدخل من خلالها العمال الفلسطينيون إلى إسرائيل، وتوسيع المناطق الصناعية الفلسطينية في ترقوميا قرب الخليل والجلمة قرب جنين وخطوات أخرى للتخفيف على التجار من قطاع غزة.

وأوضحت الصحيفة، أن العملية السياسية الإسرائيلية الفلسطينية، كانت أحد المواضيع المركزية التي تمت مناقشتها في اللقاء بين ترامب والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

وكانت الجولة الأخيرة من محادثات السلام التي قادها الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته جون كيري، سقطت في عام 2014، بسبب التعنت الإسرائيلي والإصرار على مخطط الاستيطان.

ربما يعجبك أيضا