“احتجاجات تطاوين” .. هل ستنجح الحكومة التونسية في احتواء الأزمة؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لازالت الاحتجاجات متواصلة منذ 10 أيّام في محافظة تطاوين جنوب تونس، حيث قام الأهالي باقتحام مقر الولاية مطالبين برحيل الوالي وللتنديد باستعمال الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المتظاهرين والمعتصمين الذين حاولوا اقتحام محطة لضخ النفط بمنطقة الكامور بصحراء تطاوين.

المحتجون قاموا بإغلاق بعض الطرقات تضامنا مع عشرات المعتصمين بصحراء الكامور الذين حاولوا اقتحام محطة ضخ البترول في المنطقة مطالبين بإغلاقها، وذلك للضغط على السلطات لتوفير وظائف وتنمية المحافظة.

نزول مئات الالاف من المحتجين جعل قوات الأمن تنسحب من الشوارع، والدفع بتعزيزات للجيش إلى مناطق الاحتجاجات، التي أطلقت طلقات تحذيرية لمنع المعتصمين من اقتحام المحطة وغلقها.

وكشفت وسائل الإعلام التونسية عن وفاة أحد قوات الحرس الوطني التونسى من المكلفين بتعزيز الحراسة لحي منشآت النفط بالكامور، وذلك بعد إصابته بزجاجة حارقة “مولوتوف”، واستهداف المستودع البلدي بتطاوين وأيضًا مستودع الديوانة بالذهيبة، حيث تمت سرقة سيارتين منه.

توسع الاحتجاجات دفع الحكومة إلى عقد اجتماع طارئ، ومن المنتظر أن يتم إعلان حظر تجوال في تطاوين قد ينطلق من الساعة الخامسة أو السادسة، ومحاسبة كل من يتسبب في خرق القانون والمسؤولون عن تلك الأحداث.

تأتي هذه الخطوة التصعيدية بعدما انتهت السبت مهلة 48 ساعة أعطوها للحكومة حتى تستجيب لمطالبهم.

وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قد كلف قبل أيام وحدات الجيش بحماية مواقع الإنتاج، مشددا على أن الدولة لن تتسامح مع الاحتجاجات التي تهدد مواقع الإنتاج أو تقطع الطرقات.

عمليات الكر والفر بين المحتجين وقوات الحرس الوطني التونسي الذي يواصل إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين تسببت في وفاة شخص وإصابة آخرون، عقب محاولة متظاهرين دخول محطة لضخ البترول بمنطقة الكامور وتصدي الحرس الوطني لهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وأفادت إذاعة “موساييك” التونسية نقلا عن مصدر طبي وفاة أحد محتجي الكامور بعد إصابته بكدمات على مستوى الرأس والصدر والرجلين في ما تزال الفرق الطبية بالمستشفى تعمل على إنقاذ شاب ثان بعد تعرضه لإصابة خطيرة على مستوى العين.

وأكدت وزارة الصحة مقتل أحد معتصمي الكامور إثر اصطدام سيارة حرس وطني به عن طريق الخطأ، ووجهت مستشفى تطاوين نداء استغاثة بسبب تزايد أعداد المصابين والجرحى بما يفوق قدرة الاستيعاب لديه ويطلب الدعم اللوجيستي من المحافظات المجاورة.

الحرائق اشتعلت في سماء المنطقة، حيث عمد المحتجّون في تطاوين إلى إضرام النار في مقر منطقة الأمن الوطني في المدينة بعد انسحاب جميع الوحدات الأمنية من المقر، وذلك بعد أن تم إحراق مجموعة من خيام المعتصمين من قبل الحرس الوطني.

فضلا عن ذلك، حرق المحتجون مقر المنطقة الجهوية للأمن العمومي بالحي الإداري بالكامل بعد انسحاب قوات الأمن. وقام المحتجون بإضرام النار في الاطارات المطاطية وأغلقت المحلات وكل المرافق في المدينة وعدة مدن أخرى.

وعلى الصعيد الرسمي دعا الوالي محمد علي البرهومي إلى ضبط النفس. وأكد أن التعاطي الأمني والعسكري سيكون في كنف السلمية طالما حافظت الاحتجاجات في منطقة الكامور على السلمية.

كما أعلن البرهومي تأكيد رئاسة الحكومة على التسريع في تفعيل الاتفاقيات الخاصة بالتشغيل في تطاوين، معلنا عن اجتماع مرتقب يوم الخميس بوزارة التكوين المهني والتشغيل.

وكانت الحكومة اقترحت توفير ألف وظيفة لشباب المنطقة في الشركات البترولية في العام الجاري، وخمسمئة وظيفة العام المقبل، بالإضافة إلى توفير ألفي وظيفة بشركات البيئة والبستنة.

في المقابل، طالب شباب تطاوين بإنشاء صندوق للتنمية الجهوية في الولاية، بالإضافة إلى نقل المقرات الرئيسية للشركات البترولية إلى تطاوين، وإحداث ثلاثة آلاف وظيفة في شركات البستنة وتشغيل فرد من كل عائلة في الشركات البترولية.

هذا ولم تفلح الإجراءات التنموية التي أعلنها رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد أثناء زيارته لتطاوين الشهر الماضي في التخفيف من حدة الاحتقان، إذ رفض المحتجون هذه الإجراءات، وشددوا على ضرورة تخصيص خمس عائدات النفط المستخرج بالمحافظة لتمويل التنمية فيها.

وتتمحور مطالب المعتصمين حول ضرورة تحسين الأوضاع بالمحافظة، وخاصة بعد تفشي البطالة وتردي الأوضاع التنموية في المحافظة.

https://www.facebook.com/tataouinefm/videos/1350101291711966
https://www.facebook.com/tataouinefm/videos/1350120671710028
https://www.facebook.com/tataouinefm/videos/1350188298369932
https://www.facebook.com/tataouinefm/videos/1350040315051397
https://www.facebook.com/tataouinefm/videos/1349890955066333
https://www.youtube.com/watch?v=n9Z4ISuT-Lo
https://www.facebook.com/tataouinefm/videos/1350022031719892

ربما يعجبك أيضا