ترامب في إسرائيل.. تحصينات ولقاءات تثير القلق والترقب

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبد النبي

وسط تحصينات أمنية غير مسبوقة، ولقاءات مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، يترقب العالم ما ستسفر عنه سياسات ترامب تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط، لاسيما وأن إسرائيل تعد الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة.. تخوفات تثير القلق لدى الفلسطينيين وتثير الترقب لدى الإسرائيليين الذين يأملون في خطاب وسياسة أمريكية داعمة لهم.. كمحطة قد ترسم ملامح ما ستبدو عليه القضية الفلسطينية وعملية السلام خلال المرحلة المقبلة.

استعدادات الزيارة

قبيل الزيارة، كانت هناك استعدادات خاصة لاستقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنها وصول ما يقرب من 40 طائرة شحن أمريكية عملاقة من نوع C-17، محملة بمئات الأطنان من المعدات والسيارات وضباط الحراسة.

من جانبها، قامت إسرائيل بإعداد جناح بفندق الملك داود، الذي يشبه ملجأ محصنًا ضدّ الانفجارات والغازات السامة، وتم تضمينها بغرفة أكثر تحصينًا ومقاومة، لحماية الرئيس الأمريكي حتى لو تم تدمير المبنى.

وبحسب الإعلام الأمريكي، قامت الشرطة الإسرائيلية بتوفير نحو عشرة آلاف ضابط وعنصر من الشرطة لتأمين الحماية الأمنية لموكب ترامب تحت اسم “درع واقية زرقاء” .

من جهة أخرى، تم إغلاق العديد من الشوارع في مدينة القدس لتأمين زيارته للمدينة التي تم تأمينها بالعشرات من أفراد الشرطة وحرس الحدود لمنع أي تظاهرة من ناشطي اليمين الإسرائيلي ضد ترامب.

ومن المقرر، أن تستنفر القوات الفلسطينية تدابيرها الأمنية في بيت لحم، لتأمين زيارة الوفد الأمريكي ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس وترامب غدًا الثلاثاء.

لقاءات مرتقبة
كان الرئيس الأمريكي وزوجته والوفد المرافق له قد وصلوا، اليوم الإثنين، إلى مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل آبيب، وكان في استقباله الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين الإسرائيليين.

ومن المقرر أن يبدأ خط سير زيارة ترامب لليوم الأول في القدس وبيت لحم كالتالي:

ـ بعد مراسم الاستقبال بالمطار سيتوجه ترامب على متن مروحية إلى منطقة المحطة في القدس المحتلة، ومنها إلى ديوان الرئاسة الإسرائيلي للقاء الرئيس الإسرائيلي “رؤوبين ريفلين”.

ـ ينتقل بعد ذلك إلى متحف “الكارثة” أو “المحرقة” لوضع إكليل من الزهور، وبعد ذلك سيصل إلى متحف إسرائيل، حيث سيلقي خطابه.

ـ بعد الخطاب، سينتقل ترامب إلى فندق الملك داوود  للاستراحة ليلتقي بعدها مع أسرته على مأدبة عشاء أعدها له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته.

وفي اليوم التالي، سيسافر ترامب للقاء الرئيس الفلسطيني في بيت لحم، وسط استنفار واستعدادات أمنية لحفظ الأمن وتسهيل حركة الوفد الأمريكي، ليعود بعدها ترامب إلى القدس المحتلة لزيارة كنيسة القيامة وحائط البراق.

وبرغم تأكيد الإدارة الأمريكية أن زيارة ترامب لحائط البراق لن يرافقه فيها أي مسؤول إسرائيلي، إلا أن الإعلام العبري قد نوه إلى احتمال أن يرافقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبعد انتهاء الزيارة في حائط البراق سيغادر الرئيس إلى المطار ومن ثم إلى روما لاستكمال جولته الأوروبية.

الحليف الأكبر

عقب وصول ترامب لإسرائيل، قال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لترامب: إن “زيارتكم هي رمز للعلاقات الوطيدة بين البلدين”، واصفًا الرئيس الأمريكي بـ”الحليف الأكبر والأهم لإسرائيل”.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن “زيارتكم هنا تاريخية، فلم يحدث من قبل أن يخصص رئيس أمريكي أولى زيارته خارج البلاد لإسرائيل”.

أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقال: إنه “من العظيم أن أكون هنا في إسرائيل” مؤكدًا ” أن واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل، ولن تسمح “أبداً بأن تتم المآسي التي حدثت في القرن الماضي”، في إشارة إلى “المحرقة النازية”.

تؤكد تلك التصريحات على التحالف القوي بين إسرائيل والولايات المتحدة، لاسيما على صعيد العلاقات الاستراتيجية والعسكرية الأساسية.

ومن السياسات المشتركة بين ترامب ونتنياهو، معارضة كل منهما للاتفاق النووي الإيراني رغم اتجاه الرأي الدولي العام للإبقاء على الاتفاق النووي للحدّ من تنامي النفوذ الإيراني.

ومن المتوقع -بحسب وسائل الإعلام العبرية- أن تترأس قضية إيران جدول أعمال ترامب في القدس، رغم وجود عدد من القضايا الأخرى بما فيها استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين وموضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإمكانية الاعتراف بالقدس عاصمة لليهود.

 ترقب حذر

وخلال تلك الزيارة التي تستمر يومين، يترقب العالم ما ستسفر عنه زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، في ظل التحالف القوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد لا يكون الأمر كذلك فسياسة إدارة ترامب الشرق أوسطية مازالت في مرحلة التشكل، ولم تتضح معالمها بعد.

يرى كثيرون على نطاق واسع أن الرئيس الأمريكي أكثر دعمًا لإسرائيل من سلفه باراك أوباما، لاسيما وأنه قد اتخذ موقفًا أهون بشأن المستوطنات الإسرائيلية، معتبرًا أن توسيعها وليس وجودها قد يعرقل محاولات إرساء السلام.

يضاف إلى ذلك، الإشارات المتفاوتة التي أرسلها ترامب بشأن مدينة القدس، فقد تعهد في بادئ الأمر بنقل سفارة الولايات المتحدة إليها، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين وأسعد الإسرائيليين، ليتراجع عنها قبيل الزيارة.

من جانبه، يسعى ترامب خلال هذه الزيارة لإيجاد الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فضلًا عن تحديد الموقف الأمريكي من قضية الحل النهائي، وما إذا كان سيخرج على شكل “حل دولتين” أم “حل دولة واحدة”، علاوة على مصير القدس والمستوطنات واللاجئين.

ورغم قصر زيارة ترامب لإسرائيل، إلا أنها تأتي ضمن جولة أوسع قد تصبح مقدمة للموقف الأمريكي تجاه حل الصراع العربي الإسرائيلي.

ربما يعجبك أيضا