جاكلين كيندي.. الأنيقة الساحرة “الخائنة”

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
لم تحميها أناقتها وجاذبيتها من الغدر والخيانة، فقد ظلت أيقونة للجمال والموضة في أمريكا، إلا أن ذلك لم يشفع لها عند زوجيها اللذان لم يدخرا جهدًا في سبيل خيانتها وفضحها.

كانت جاكلين كيندي أنيقة، ساحرة، رشيقة، منعزلة ومتحفظة، كما يعرفها العالم، لكن يبدو أن تحت هذا السطح الجليدي كان هناك امرأة عاطفية تحتاج الرجال بقربها في كل شيء، بالقدر نفسه الذي كان يحتاج إليه زوجها جاك كينيدي للنساء الأخريات، ما يكشف الجانب الآخر السري من حياتها الذي لا يعرف أحد عنه شيئا.

وعلى الرغم من جاذبيتها وشعبيتها لدى الشعب الأمريكي، إلا أنها كانت تحارب كثيرًا من أجل إخفاء ملامح حياتها عن الجميع، بعيدًا عن الحراسة.

وما شكل مفاجأة صادمة لجمهور جاكلين كينيدي، زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق، جون كينيدي، أنها كانت صاحبة العديد من العلاقات العاطفية مع العديد من الرجال قبل وأثناء وبعد زواجها من الرئيس الأمريكي، وفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وبعد طلاق والديها عاشت جاكي- كما كانوا ينادونها- وشقيقتها مع والدتهما التي تزوجت مرة أخرى بثري أمريكي، وحصلت على تعليم راق بأهم مدراس نيويورك، وقد دفعها ولعها بالثقافة الفرنسية إلى اختيار شعبة الآداب الفرنسية بالجامعة، فتخرجت منها وأتقنت إلى جانب لغتها الأم الانجليزية اللغة الفرنسية والإسبانية والإيطالية.

فازت جاكلين بمسابقة نظمتها مجلة «فوغ» الفرنسية، وقد مكنها هذا الفوز من توزيع إقامتها بين نيويورك وباريس بعد أن أصبحت مراسلة لها. وبمساعدة من زوج والدتها تمكنت جاكلين من الحصول على وظيفة بجريدة «واشنطن تايمز هيرالد» كمصورة ومحققة صحفية.

وعاشت جاكي، في سن مبكرة, صراع الهوية بعد انفصال والداها بالطلاق, فاختارت أسلوب الحياة الارستقراطية وأصبحت ثقافتها فرنسية، ورسمت لنفسها نفسها صورة نبيلة التراث الفرنسى وأنفقت من أجل ذلك مبالغ نقدية فاحشة على الأزياء والموضة الفرنسية.

الحب من أول نظرة
وشعرت جاكلين بميل نحو جون فتزجيراليد كينيدي، سليل عائلة كينيدي الشهيرة، الذي بدأ نجمه يسطع بقوة داخل الحزب الديمقراطي ويستعد لخوض معركة انتخابات بمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ماساشوستس ضد السيناتور الجمهوري كابوت لودج، وبدأ التقارب بينهما منذ اللحظة الأولى التي شاهدا فيها بعضهما في إحدى الحفلات، ولم يمض سوى وقت قصير حتى فسخت جاكلين خطوبتها من رجل المال والأعمال جون هاستد جونيور، وبدأت تعلن علاقتها بكينيدي.

واحتفل العريسان بزواجهما يوم 12 سبتمبر1953 في حفل أنيق جدًا، ثم أنجبت جاكلين الطفلة كارولين بوفيي كينيدي، وفي 1960 انخرطت في الحملة الدعائية الشاقة من أجل انتخاب زوجها رئيسا للولايات المتحدة، رغم أنها كانت في شهور حملها الأخيرة بجون فتزجيراليد كينيدي جونيور. وقد جذبت اهتمام الأمريكيين الذين وقعوا في حبها لذوقها الرفيع وثقافتها العالية، وقد ساهمت بنسبة كبيرة في أن يصبح زوجها الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة.

الخيانة الزوجية

عُرف عن جاكلين طيلة العقود الماضية وفائها وإخلاصها رغم مأساتها بسبب خيانة زوجها لها، ولكنها دخلت هي نفسها في العديد من العلاقات السرية وخانت زوجها مرات عدة، وفقًا لكتاب فجرته “ديلي ميل” عن حياة جاكلين.

ولأنها كانت مولعة بالفن حولت جاكلين كينيدي البيت الأبيض إلى متحف تاريخي لأمريكا، إذ أدخلت الرقص والموسيقى والباليه، كما اتخذت قرارا بتجديد هيئة البيت الأبيض واستعانت بمصمم ديكور فرنسي. وشاهد آنذاك ملايين المشاهدين على شاشات التلفزيون ما فعلته جاكي في ترميم البيت الأبيض الذي طغى عليه الطابع الفرنسي. كما أن أناقتها أصبحت نموذجا للموضة، وتسابقت أشهر دور الموضة الفرنسية ك«جيفانشي» و«إيف سان لوران» و«كريستيان ديور» لإلباسها، وكانت خير سفيرة للموضة.

لكن حياة جاكي لم تكن وردية، فقد استمرت خيانة جون لها، وكانت أشهر هذه الخيانات علاقته مع أسطورة هوليود مارلين مونرو.

رافقت جاكلين كينيدى زوجها في عدة زيارات رسمية، وكانت تسحر الجميع، وكانت آخر زيارة رسمية لها إلى مدينة دالاس بعد أشهر من فقدانها ابنها باتريك الذي توفي بعد يومين من ولادته. وفي هذه المدينة اغتيل جون كينيدي في 22 نونبر 1963 بإطلاق الرصاص عليه وهو داخل سيارة مكشوفة.. بعد أن أصابته رصاصة قاتلة في الرأس، فاستدارت نحوه جاكلين وسألته: ماذا حصل لك؟. وعندما عرفت بحقيقة الأمر انحنت عليه وهي تبكي وتقول: إني أحبك يا جون! إني أحب… ولكن كل شيء كان قد انتهى. وهكذا حدثت أشهر قصة اغتيال في القرن العشرين، وبرهنت جاكي على شجاعة أمام العالم خلال مراسيم دفن زوجها الرئيس.

لكن حياة جاكي لم تكن وردية، فقد استمرت خيانة جون لها، وكانت أشهر هذه الخيانات علاقته مع أسطورة هوليود مارلين مونرو.

من وراء فضيحة صورها العارية

ظلت جاكلين كينيدي ملء السمع والبصر بعد وفاة زوجها، إذ في عام 1968 تزوجت جاكلين كينيدي المليونير اليوناني أرسطو طاليس أوناسيس، وهو الزواج الذي جر عليها النقمة، وأصبح الأمريكيون يطلقون عليها لقب جاكلين، لكن مع الوقت تبين أن هذا الزواج هو مجرد حماية لها ولأطفالها، فحتى علاقتها مع الزوج الجديد كانت جافة.

وكشف كتاب عن أن فضيحة الصور العارية لسيدة أميركا الأولى السابقة جاكلين كينيدي في العام 1972، كانت من بين أهداف حملة التشويه التي قام بها زوجها الثاني المليونير اليوناني أوناسيس، وفق موقع “ميل أونلاين” البريطاني.

ولم تكن جاكلين تعلم بأن زوجها هو الذي دبّر هذه الحادثة وبدلا من أن تلجأ للصمت غضبت وطلبت منه مقاضاة الصحفيين، لكن أوناسيس عوضا عن ذلك طلب من محاميه رفع قضية لتطليق سيدة البيت الأبيض في ستينات القرن الماضي.

وخلال السنوات الأربع المضطربة التي استمر فيها الزواج كان أوناسيس يقيم علاقة شبه علنية مع مغنية الأوبرا ماريا كالاس، وكان أوناسيس على وشك طلب الطلاق من جاكلين، إلا أنه توفي قبل إتمام ترتيباته عام 1975 وورثت عنه جاكي ثروة طائلة.

وفي عام 1994 علمت جاكي أنها مصابة بالسرطان الذي نال منها في نفس السنة عن سن ال64 لتدفن إلى جانب زوجها وطفليها باتريك وأربيلا.

ربما يعجبك أيضا