تصريحات منسوبة لأمير قطر تثير ضجة واسعة

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبد النبي

في تطور مفاجئ للعلاقات الخليجية مع قطر، جاءت تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني شنّ فيها هجومًا على عدة دول خليجية وعربية وأبرز فيها دعمه لإيران، وتبعتها تغريدات لوزير خارجيته بسحب سفراء قطر من دول خليجية ومصر، لتثير زوبعة من الخلافات قد تؤثر على العلاقات القطرية العربية والخليجية.. وبرغم نفي قطر هذه التصريحات جملة وتفصيلا، والتأكيد على اختراق وقرصنة وكالتها الرسمية (قنا)، إلا أن صدى تلك التصريحات بات واضحًا بعد حجب قناة الجزيرة وبعض الصحف القطرية في بعض الدول.

الوكالة تهاجم وقطر تنفي

أثارت تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وبثتها وكالة الأنباء القطرية، حالة من الاستياء لدى العديد من الدول، بعد مطالبته للعديد من الدول بمراجعة مواقفها المناهضة لقطر، فضلًا عن مدحه للنظام الإيراني واصفًا إياه بالثقل الإقليمي الذي لا يمكن التخلي عنه.

وعقب بث تلك التصريحات المثيرة للجدل على الوكالة الرسمية “قنا”، تناقلتها العديد من الوكالات والمواقع الإخبارية مثل “الأناضول”، “الجزيرة”، لتثير حفيظة دول مجلس التعاون الخليجي ما اضطر قطر لمحاولة إدراك الموقف والإعلان عن اختراق مواقعها الرسمية على شبكة الإنترنت.

وكان أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قد أكد -في تصريحات منسوبة لهبثت على الوكالة الرسمية وكذلك في الشريط الإخباري للتليفزيون الرسمي- تعرض قطر لحملة ظالمة تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة بهدف ربطها بالإرهاب وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار، على حد قوله.

وجاء في التصريحات المنسوبة له قوله: “لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله” داعيًا الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة” – على حد زعمه.

وشملت تصريحاته أيضًا، أن” قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أمريكا وإيران في وقت واحد؛ نظرًا لما تمثله إيران من ثقل إقليمي وإسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة”.

وعقب نشر تلك التصريحات المنسوبة وتداولها على مواقع الأخبار والوكالات، أعلنت قطر تعرض الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية الرسمية للاختراق .

وقال مكتب الاتصال الحكومي في قطر الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني: إن “موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) قد تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن، وتم نسب تصريح مفبرك للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد”.

وقال متحدث باسم الحكومة، لـ”رويترز”، إن الأمير حضر مراسم تخريج دفعة من المجندين بالخدمة الوطنية لكنه لم يدل بأي حديث أو تصريحات.

من جهته قال المدير العام للوكالة القطرية يوسف إبراهيم المالكي: إن موقعها تعرض لاختراق من جهات لم تعرف بعد، ولكن تمت السيطرة على الوضع الآن.

وأكد المالكي، أن الأمير لم يلق أي كلمة في حفل التخرج، مشيرا إلى أن بيان مكتب التواصل الحكومي ووكالة “قنا” أكدا تعرض موقع الوكالة للاختراق.

مواقف خليجية

عقب التصريحات المنسوبة للوكالة القطرية وأميرها، قامت وسائل إعلام سعودية بمهاجمة أمير قطر بسبب تصريحاته التي تحدث فيها عن أن “إيران قوة كبرى تضمن استقرار المنطقة وتمثل ثقلا إقليميا لا يمكن تجاهله”، مُكذبة مزاعم قناة الجزيرة باختراق موقع الوكالة القطرية.

صحيفة “الوطن” السعودية عبر “تويتر” قالت: إن ” نشر التصريحات على كافة منصات وكالة الأنباء القطرية يبعد حجة الاختراق”.

صحيفة “الاقتصادية” السعودية نشرت “قطر تعتقد أنها تتذاكى بينما هي تورط نفسها في أمور لا قدرة لها عليها وعلى ما ينجم عنها من مخاطر»، وأضافت: “تصريحات أمير قطر غير المقبولة إطلاقا تشي بدور مشبوه تؤديه قطر”. 

وفي الإمارات، أطلق هاشتاج بعنوان #اوقفوا_قناة_الجزيرة لوقف بث القناة على أراضيها بسبب دعمها الدائم للإخوان والإرهاب، وانتشرت في نفس التوقيت أنباء على شبكات التواصل الاجتماعي عن حظر قناة الجزيرة وموقعها في الإمارات .

قطر تسحب سفرائها .. والنفي يتواصل

برغم نفي قطر للأخبار المتداولة بشأن التصريحات المنسوبة لأميرها عبر الوكالة القطرية، إلا أن تغريدات سحب قطر لسفرائها من مصر والبحرين والإمارات والسعودية والكويت انتشرت على عدة مواقع لتنذر بحدوث بوادر أزمة جديدة بين قطر ودول الجوار.

وعقب انتشار تغريدة “سحب السفراء”، نفت وزارة الخارجية القطرية تلك الأخبار، وأكدت أن الأخبار المنسوبة لوزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عبر حساب وكالة الأنباء القطرية “مفبركة”.

كان حساب وكالة الأنباء القطرية -عبر تدوينات قصيرة على “تويتر”- قد أفاد بأن “وزير الخارجية يؤكد وجود مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت”، بحسب التغريدة.

وذكرت الوكالة في تغريدة ثانية”، أن “وزير الخارجية يعلن سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلب قطر مغادرة سفراء هذه الدولة خلال 24 ساعة”، إلا أن حساب الوكالة القطرية عاد للتغريد بعد ساعة لينفي هذه المرة التغريدتين السابقتين.

ورغم نفي قطر لتلك الأخبار والتغريدات المنسوبة لأميرها والوكالات الرسمية التابعة لها، إلا أن صداها بدأ يسري مفعوله، والتي تأتي عقب القمة العربية الإسلامية في الرياض وتأكيدها على دعم ورعاية إيران للإرهاب.

ربما يعجبك أيضا