“كوليبالي”.. مصير الفتى الهارب من الأبواب الخلفية للقلعة الحمراء!

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

بين ليلة وضحاها فجر اللاعب الإيفواري سليمان كوليبالي -المحترف في صفوف الأهلي المصري- أزمة قوية داخل جدران القلعة الحمراء، وذلك بعد الخبر الصادم الذي تلقته جماهير النادي، أمس الخميس، حيث فوجئت بنبأ هروب اللاعب إلى لندن دون إذن مسبق من الإدارة.
من جانبه قام اللاعب في وقت لاحق بإرسال رسالة هاتفية للكابتن سيد عبدالحفيظ -مدير الكرة بالنادي- أبلغه من خلالها بسفره إلى العاصمة الإنجليزية لظروف صعب شرحها، بحسب تصريحات مدير الكرة بالنادي الأحمر.

تعطيل عجلة التهديف

قال سيد عبدالحفيظ -مدير الكرة بالنادي الأهلي- أن اللاعب الإيفواري ارتكب 3 أخطاء كارثية، الأولى عندما سافر دون الحصول على إذن من الجهاز الفني.

وتابع: “الثانية عندما كذب بخصوص أسباب تواجد جواز سفره معه”، حيث أن كوليبالي قد أخطر إدارة النادي الأهلي بأنه يستخدم جواز السفر الثاني للحصول على أمواله من البنك.

وواصل: “الثالثة لأنه ترك النادي قبل مباراة حاسمة ومهمة للغاية أمام مصر للمقاصة، لأن الفريق يستعد لهذه المواجهة المحددة يوم الإثنين القادم، ضمن منافسات الجولة الـ 30 من الدوري المصري الممتاز”.

وعن العقوبات المنتظرة، أكمل عبد الحفيظ حديثه قائلًا: “عقوبة كوليبالي قد تصل إلى خصم نصف مستحقاته، ولكن حتى الآن العنوان الأمثل للأزمة هو سفر اللاعب بدون إذن وليس هروب كوليبالي”.

“كوليبالي”.. ليس الأول
على الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها اللاعب الإيفواري في صفوف النادي الأهلي، إلا أن جماهير القلعة الحمراء تعلقت به كثيرًا، حيث غزا قلوبهم بأهدافه في شباك منافسي فريقه، وتألق بشكل لافت للنظر على مدار عدة مباريات تعد على أصابع اليدين.

ولكن لم يكن “كوليبالي” الأول الذي فقد عقله في التعامل بشكل احترافي مع ناديه، بل هناك الكثير والكثير من اللاعبين الأفارقة الذين اخلوا بالوعود وتركوا أنديتهم وفارو هاربين، ومنهم:

أجوجو

يعد اللاعب الغاني أجوجو -لاعب الزمالك المصري- هو من استهل مسلسل هروب اللاعبين الأفارقة من أنديتهم بالكرة المصرية، وقص شريط فرار الأفارقة من أنديتهم خلال العصر الحديث، حيث هرب اللاعب الذي عُرف باستهتاره وسوء أخلاقه من صفوف الزمالك عقب أقل من موسم قضاه داخل أسوار القلعة البيضاء في 2009، ليلجأ مجلس النادي للمحكمة الدولية ويفرض عقوبة مالية كبيرة عليه، قبل أن تقضي الحكمة بدفع الزمالك للاعبه مستحقاته المالية المتأخرة قيمة التعاقد.

جون أويري
وهو لاعب نيجيري هرب هو الآخر من صفوف النادي الإسماعيلي، بسبب عدم حصوله على مستحقاته المالية المتأخرة والأزمة المالية التي ضربت الدراويش في موسم 2012.

رزاق أوموتويوسي
هذا اللاعب الذي أحدثت صفقة تعاقده مع الزمالك المصري ضجة كبيرة في موسم 2012، حيث توقعت جماهير القلعة البيضاء أن يسير اللاعب على خطى المهاجمين الأفارقة العمالقة الذين تناوبوا على تاريخ فريق الكرة بالنادي، إلا أن رزاق خيب كل الأمال وفر هاربًا بسبب تأخر حصوله على مستحقاته المالية عقب فترة قصيرة له داخل أسوار ميت عقبة.

راينر هولمان
يعد الألماني هولمان هو واحد ممن طعنوا الأهلي بسكين الهروب هو الآخر، حيث ترك المدير الفني السابق للأحمر فريقه في منتصف موسم 1997-1998، بحجة وجود أعمال إرهابية في مصر ضد الأجانب، عقب حادث شرم الشيخ الشهير أنذاك.

محمد كوفي

كما وضع المدافع البوركيني محمد كوفي، نادي الزمالك المصري في موقف حرج للغاية، بهروبه قبل انتهاء الموسم الكروي في مصر في العام الماضي، وعودته لبلاده، لتلجأ إدارة النادي الأبيض للمحكمة الدولية من أجل الحصول على حقوق النادي، حيث وقع اللاعب عقب هروبه بأيام على عقود انتقاله لصفوف فريق الاتفاق السعودي.

صامويل أفوم

عقد الغاني صامويل أفوم عقدًا استثنائياً مع فريق نادي سموحة في موسم 2010-2011، وتألق بشكل كبير وقتها، لتغريه أموال أوروبا من خلال مفاوضات مع إحدى الأندية السويسرية، ليفر اللاعب هاربًا من النادي السكندري للعب بالدوري السويسري في صدمة كبرى تلقاها مسؤولو النادي الأزرق حينذاك.

ما بعد الأزمة !

يتنظر اللاعب الإيفواري -سواء  تلخصت أزمته في السفر بدون إذن إدارة الفريق، أم كان هروب تم التخطيط له من قبل- مصير ونهاية تشتمل على عدة احتمالات تتمثل في:

عودة اللاعب في غضون الأيام المقبلة وتوقيع غرامة مالية كبيرة عليه، بعيدًا عن المُبررات التي سيحتمي فيها فور عودته.

تغريم اللاعب ماليًا بعد عودته مع تجميده على دكة البدلاء لعدة مباريات، فبعيدًا عن الغرامة المالية التي أصبح توقيعها أمر مفروغ منه، هناك من يرى في الأهلي أنه من الأفضل “تجميد” اللاعب لعدة مباريات وبعدها يعود للمشاركة.

عرض احتراف خيالي يلازم اللاعب فور عودته، ومطالبة الأهلي السماح له بالرحيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ووقتها سيكون الأهلي في مأزق، لأن كثيرين لا يرغبون في رحيل اللاعب بهذه الطريقة حتى لو كان العرض خياليًا وسيُفيد الأحمر بملايين الجنيهات.

عدم عودة اللاعب، وهذا الاحتمال صعب وبعيد، لأن عقد اللاعب لايوجد له أية ثغرات تسمح للاعب بالرحيل.

عرض اللاعب للبيع، إضافة للغرامة المالية الكبيرة، فإن إدارة الأهلي من الممكن أن تقوم بعرض اللاعب للبيع فور عودته، لعدم أمانته وعدم إلتزامه مع شروط وقواعد بنود العقد المتفق عليه، وأنه لا يحق له الرجوع لهذا النادي العريق.

وقد تعرض اللاعب الإيفواري المحترف في صفوف فريق الكرة بالنادى الأهلي، لسوء حظ كبير في مواجهات الفريق الأحمر الأخيره، حيث تعطلت عجلة تهديف اللاعب عن الدوران، بعد 6 أهداف متتاليه جعلت منه المهاجم المنتظر في عيون الجماهير والجهاز والمسؤولين داخل الأهلي.

وتسببت حالة عدم التركيز التي عاشها اللاعب الفترة الماضية، إضاعته للفرص السهلة التي أتيحت له أمام المرمى، كما شهدت مواجهة القطن الكاميروني الأخيرة إهدار اللاعب لفرص مؤكدة، وهو ما دفع المدير الفني حسام البدري إلى إستبداله في الشوط الثاني، وتكرر هذا المشهد للمباراة الثانية على التوالي مع المهاجم الإيفوارى، في رسالة جديدة للمدير الفني أنه لا يوجد لاعب مدلل داخل الفريق الأحمر.

العقوبات المنتظرة

بعد خبر هروب كوليبالي من القلعة الحمراء انقلبت الأمور في “الجزيرة” رأسًا على عقب، وقالت مصادر من داخل النادي الأهلي أن عقد اللاعب مع النادي لا ينص على أي شرط جزائي سواء عليه أو على النادي في حالة فسخ التعاقد بشكل فردي، لكن هذا الأمر لا يسمح له بالرحيل.

وتعاقد كوليبالي مع الأهلي في يناير الماضي لمدة 3 مواسم ونصف، غير أنه رحل قبل مرور 6 أشهر فقط من المدة.

وأكدت المصادر على أن العقد الموقع مع اللاعب لا يحتوي على ثغرات ولا يمكن أن يتمكن اللاعب من الانضمام لأى فريق خاصة أنه يشارك بانتظام ويحصل على كافة مستحقاته في موعدها وبشكل منتظم.

الخضوع للائحة “الفيفا”

وعلى ذكر السبق، ينتفي تمامًا في حالة هروب كوليبالي -إذا تأكدت- أن يكون هناك “سبب عادل” والذي يسمح للاعب بالرحيل عن النادي في حالة تحقق شروطه، وهو ما يعني أن اللاعب سيخضع للائحة الفيفا الخاصة بانتقالات اللاعبين تحت بند “بدون سبب عادل”.

وتنص لائحة الفيفا على معاقبة اللاعب الهارب من ناديه من خلال بندين الأول؛ التعويض المادي، والثاني؛ العقوبة الرياضية، التي ستوقع على اللاعب بسبب اخلاله بالعقد.

وينص البند الثالث في لائحة التعويض المادي، على “قد يتفق الطرفان على المبلغ الذي يمكن أن يدفعه اللاعب إلى النادي كنوع من التعويض من أجل إلغاء العقد من طرف واحد، وهو أمر يجب أن يتواجد في عقد اللاعب من بداية التعاقد”.

الإيقاف من 4 إلى 6 أشهر
وتوضح المحكمة الرياضية الدولية التي سيتم إحالة القضية لها بعد تقديم النادي لشكوى ضد اللاعب لدى الفيفا، أن “مع الوضع في الاعتبار لتقدير النادي لقيمة التعويض ستقوم لجنة مشكلة بالنظر في الأضرار التي ألحقها اللاعب بالنادي بسبب إلغاء التعاقد من طرف واحد من أجل تقدير حجم الخسائر وفقًا للوائح الخاصة بها”.

وبالنسبة للعقوبة الرياضية فإن اللاعب الهارب من ناديه خلال فترة الحماية يتعرض لعقوبة بالإيقاف لمدة 4 أشهر من الموسم الجديد الذي سيلعبه مع فريق آخر، وفي بعض الحالات يصل الأمر إلى الإيقاف 6 أشهر.

أخطاء “كارثية”

ربما يعجبك أيضا