بالصور.. فنزويلا تنتفض في ربيع الجوع والدم

أماني ربيع

أماني ربيع

أن يتحول الوطن إلى مقبرة، لا تهدأ إلا بابتلاع شبابك وأحلامك، ويلتقط لنا مصورون اختاروا ان يقفوا على خط النار في ظروف شائكة مشاهد فارقة في حياة أشخاص بين الحياة والموت.

فنرى صورة المتظاهر الفنزويلي الذي يبدو كسباح وسط أمواج من الدخان، يحاول النجاة بحياته بعد مقتل 59 شخصا في 58 يوم عمر انتفاضة مواطني فنزويلا ضد الحكومة التي حظرت واردات أقنعة الغاز والسترات الواقية للرصاصلكي تقهر شعبها وتمنعه من التظاهر فإما القمع وإما الاختناق.

وحاول مئات المتظاهرين ضد الحكومة الانقضاض على منشأة عسكرية في تظاهرة بالعاصمة كراكاس، وألقى المتظاهرون الغاضبون قنابل مولتوف على شرطة مكافحة الشغب التي ردت بالغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه.

وبدأ مجلس الأمن في التفاعل مع الأزمة الفنزويلية، وعقد اجتماع مغلق يوم الأربعاء 18 مايو، حيث تطرقت النقاشات إلى سياسات قمع الأمن الفنزويلي للمتظاهرين والتي أودت بحياة العشرات.

وبعد قرار مادورو بإرسال 2600 جندي إلى ولاية تاتشيرا غرب البلاد، أبدت الولايات المتحدة تخوفها من تحول فنزويلا إلى سوريا جديدة.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي للصحافيين بعد اجتماع مجلس الأمن: “على المجتمع الدولي أن يقول لمادورو عليه احترام حقوق الإنسان لشعبك، وإلا فسيسير في الطريق الذي شهدناه مرات كثيرة من قبل، سرنا في هذا الطريق مع سوريا وكوريا الشمالية وجنوب السودان وبوروندي وبورما”

وحثت المعارضة  المصممة على مطلبها برحيل الرئيس عبر تنظيم انتخابات عامة مبكرة، على استمرار التظاهر، وقال زعيم المعارضة فريدي جيفارا إن احتجاج الجمعة كان يهدف إلى مطالبة الجيش بخفض السلاح ورفض دعم الديكتاتورية.

ودعا الجيش إلى رفض “الجمعية التأسيسية”، التي ستنتخب في يوليو للتكليف صياغة دستور جديد، قائلا إن خطط مادورو سوف تمحي الديموقراطية الفنزويلية إلى الأبد.

وتصاعدت التظاهرات، وخرج مئات الآلاف إلى شوارع فنزويلا التي يسكنها 30 مليون نسمة للتعبير عن غضبهم أزمة اقتصادية تضرب البلاد في عنف، ونقص الطعام والمواد الطبية، وزيادة معدل التضخم، وقتل 59 شخصا في الاحتجاجات.

واتهم الرئيس نيكولاس مادورو المعارضة  بالتسبب في الأزمة التي تشهدها البلاد والقتلى الذين سقطوا من الجانبين، كما اتهم خصومه بمحاولة الإطاحة به في انقلاب بمساعدة واشنطن.

ويطالب المحتجون بإجراء انتخابات والإفراج عن النشطاء المسجونين، كما يناشدون المجتمع الدولي بتقديم بمساعدات للتغلب على الأزمة الاقتصادية وباستقلال المجلس التشريعي الذي تسيطر عليه المعارضة.

ويمثل هذا المشهد، تكرار لعنف مستمر قرابة شهرين يستهدف الرئيس نيكولا مادورو، اعتراضا على أوضاع الاقتصاد المتردية في البلاد، والنقص الشديد في الأغذية.

وردا على هذه التظاهرات، حظرت الحكومة الفنزويلية، إمدادات الإسعافات الأولية، مثل كريم الحروق والشاش، وهو ما يستخدم لعلاج المصابين.

وبدأ حشد من أنصار مادورو النزول في مظاهرة بالقمصان الحمراء قرب القصر الرئاسي وسط كراكاس، كنوع من المحاباة لمادورو الذي بدأ في خطوات لإصلاح الدستور استجابة للأزمة، ويعلق خصومه، إنه يحاول تفادي الانتخابات، ويبدي تشبثا بالسلطة.

وقال المجلس الانتخابي الوطني أنه على من يرغبون في الترشح للانتخابات بالجمعية التأسيسية لصياغة الدستور أن يوقعوا يومي الخميس والجمعة القادمين.

ربما يعجبك أيضا