على خطى الرؤساء السابقين.. ترامب يمدد بقاء السفارة الأمريكية بتل أبيب

حسام السبكي

إعداد – حسام السبكي

أصدر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” مرسومًا، تراجع بموجبه عن قرار نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس المُحتلة، وذلك في تراجع عن وعدٍ قطعه الرئيس الأمريكي على نفسه إبان حملته الإنتخابية، إلا أنه بوصف البيت الأبيض، قد قرر إرجائه لإعطاء فرصة أكبر لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك على الرغم من تأكيده على التمسك بنقل السفارة.

تعليق البيت الأبيض على قرار ترامب

وفي بيانٍ أصدره البيت الأبيض، تعقيبًا على قرار الرئيس ترامب بتمديد بقاء السفارة الأمريكية في مدينة تل أبيب، وتأجيل قرار نقلها إلى مدينة القدس المحتلة، فقد أوضح البيت الأبيض، أن هذا القرار لا يعني تخلي الولايات المتحدة عن روابط القوية والتزاماتها تجاه إسرائيل، وإنما يأتي في إطار منح الفرص نحو التقدم بعملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية.

البيت الأبيض أضاف أيضًا، أن السؤال حاليًا لا يتعلق بإمكانية حدوث نقل السفارة من عدمه، وإنما يرتبط فقط بتوقيت نقلها.

وطالب البيان، بأن لا يُفسر قرار الرئيس الأمريكي بأنها خطوة نحو التراجع عن الدعم القوي الذي يظهره الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لإسرائيل، وكذلك التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكة وإسرائيل، وإنما تم اتخاذ القرار لمضاعفة الفرص التي يمكن من ورائها إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلًا عن الالتزام تجاه الأمن القومي الأمريكي.

أسباب أمنية وراء القرار الأمريكي

أكد “ريتشارد فايتس”، كبير باحثي معهد هادسون بالولايات المتحدة، في لقاءٍ تلفزيوني مع شبكة “بي بي سي العربية”، أن قرار تأجيل نقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب، ربما جاء لأسباب أمنية، ورجح أن تكون توصيات بعض القادة العرب لترامب بأن هذا قرار نقل السفارة إلى القدس قد يتعارض مع عملية السلام المأمول استئنافها بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

غضب وخيبة أمل إسرائيلية

عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” عن حالة من الغضب الممزوجة بالشعور بخيبة الأمل جراء القرار الجديد للرئيس الأمريكي حول تأجيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، واصفًا إياه بكونه يسهم فيما أسماه “إحياء الأوهام الفلسطينية”، “وكأنه ليست للشعب اليهودي ولدولته أية علاقة بالقدس” على حد زعمه.

وفي بيان صحفي، أكد نتنياهو أن الموقف الإسرائيلي من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ثابتٌ ومثابر ومصمم على ذلك، كما يتوجب نقل باقي السفارات إلى “أورشليم” القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل، على حد ما ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي.

إشادة وترحيب فلسطيني

على الجانب الآخر، رحب الجانب الفلسطيني بقرار الرئيس الأمريكي بتأجيل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، جاء ذلك على لسان “محمود العالول”، نائب رئيس حركة فتح وعضو اللجنة المركزية بها، مؤكدًا أن هواجس القلق حول قرار نقل السفارة الأمريكية “قد تبددت بشكلٍ نهائي” على حد تعبيره، مشيرًا في تصريحاتٍ صحفية، إلى أن السفارة الأمريكية لن تُنقل إلى القدس المحتلة، وستبقى شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.

وأضاف المسؤول الفلسطيني، أن بقاء السفارة الأمريكية في تل أبيب، إنما يعكس نجاح القيادة الفلسطينية في التأثير على الإدارة الأمريكية، وجعلها أكثر تفهمًا للموقف الفلسطيني من عملية السلام مع الإسرائيليين.

ترامب يسير على خطى رؤساء أمريكا السابقين

يعتبر قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بتأجيل نقل السفارة الأمريكية، استمرارًا على نهج رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية السابقين، ففي عام 1995، صادق الكونجرس الأمريكي على “قانون السفارة والاعتراف بالقدس”، والذي يطالب صراحةً بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، إلا أنه في الوقت ذاته يمنح الرئيس الأمريكي الحق في تأجيل القرار كل 6 أشهر، وهو الأمر الذي اعتادت عليه الإدارة الأمريكية في زمن “بيل كلينتون”، و”جورج بوش الابن”، و”باراك أوباما”.

ربما يعجبك أيضا