«اقتحامات الأقصى».. إجرام علني وتحد سافر للمجتمع الدولي

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لم يراع الاحتلال الإسرائيلي حرمة شهر رمضان الكريم، وما زال المستوطنون مستمرين في اقتحام المسجد الأقصى بشكل شبه يومي تزامنًا مع احتفالات عيد “الأسابيع” وسط استنفار كبير وبحماية أمنية من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

الدعوات التي أطلقتها جماعة تطلق على نفسها “منظمات الهيكل” المزعوم وفي مقدمتها منظمة “طلاب من أجل الهيكل” عبر مواقعها الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، لاستباحة باحات الأقصى بشكل جماعي، بمناسبة حلول عيد ” البواكير أو شفوعوت أو نزول التوراة” اليهودي وأداء طقوس دينية خاصة بهذا العيد، كانت سببًا كبيرًا في عملية الاقتحام الجماعي المتكرر للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين. 

هذا وتزعم قوات الاحتلال المنتشرة بشكل كبير في البلدة القديمة ومحيطها في القدس المحتلة، والمدعومة بتعزيزات عسكرية أنها متواجدة لحفظ الأمن خلال الاحتفال بالعيد الذي يأتي تزامنا مع شهر رمضان، ومن أجل السماح بحرية العبادة لجميع الديانات والطوائف في المدينة بأمن وسلام، على حد زعمها، مشيرة إلى أن هذه الليلة ستجري احتفالات في الحائط الغربي وصلوات التراويح” في المسجد الأقصى.

المسجد الأقصى يشهد وبشكل شبه يومي منذ بداية شهر رمضان الكريم اقتحامات متكررة من قبل المستوطنين من باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، على فترتين صباحية ومسائية، الأمر الذي دفع عشرات المصلين من القدس والداخل الفلسطيني إلى التوافد يوميًا منذ الصباح إلى الأقصى، والجلوس في حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم لحيلولة دون اقتحامه.

من جانبها، استنكرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية هذه الاقتحامات التي تمثل استفزازا لمشاعر المسلمين، رافضة قيام مجموعة من المستوطنين المتطرفين بصب خرسانة بمضخة عملاقة في منطقة حفريات القصور العباسية الأثرية على بعد أمتار من السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، محذرةً من خطورة ما يجري في المدينة المقدسة، واصفة ما يجري بالانتهاكات الهمجية والعنصرية الصريحة وإجرام علني، متحدية بذلك المجتمع الدولي ومؤسساته.

هذا الإجرام العلني تؤكده الصور التي نشرها المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، لاجتماع حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد الماضي، بأحد الأنفاق أسفل المسجد الأقصى والقريب من حائط البراق بمناسبة مرور 50 عاما على احتلال مدينة القدس.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أنه سيتم زيادة الميزانيات المخصصة للخطة الخماسية لتطوير القدس “تهويد القدس”، حيث سيتم إقامة مشروع سياحي خاص ينطوي على إقامة قطار هوائي سيمتد من محيط محطة القطار القديمة إلى باب المغاربة.

ناجح بكيرات مدير أكاديمية الأقصى للتراث، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يدخل المستوطنين من باب المغاربة للعام الثالث على التوالي دون إذن من الأوقاف خلال شهر رمضان ليس كزوار للمكان ولكن من أجل تنفيذ مخططات يهودية وتغيير صورة المكان مما يؤثر بشكل كبير على تغيير القداسة ومستقبل وجود المقدسيين في القدس، وقد يؤدي إلى خلق حرب دينية.

وحول تطور عمليات الاقتحام قال مدير أكاديمية الأقصى للتراث، إن عملية الاقتحام كانت في البداية عمليات فردية ثم جماعات متطرفة، والآن أصبحت الشرطة الإسرائيلية هى التي تنظمها وتوفر الحماية لهذه الاقتحامات غير الشرعية.

احتجاجًا على عمليات الاقتحام المتكرر، سلمت وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية مذكرة للسفارة الإسرائيلية في عمان، احتجاجًا على إدخال متطرفين إلى المسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.

الخارجية الأردنية أبدت في هذه المذكرة اعتراضها على تكرار دخول المتطرفين إلى الحرم القدسي الشريف، مطالبة بوقف مثل هذه الاعتداءات والاستفزازات فورًا واحترام الدور الأردني في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس الذي اعترفت به معاهدة السلام بين البلدين.
https://www.youtube.com/watch?v=oRNXj2CPysw
https://www.youtube.com/watch?v=e1PKelh0w0Y
https://www.youtube.com/watch?v=4qASWnGb5Ik

ربما يعجبك أيضا