إيران ومخطط تطويق المنطقة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

لم يعد سراً استخباراتياً أن طهران تخطط عبر استراتيجية الإخلال بالأمن لتطويق شبه الجزيرة العربية عبر دعم الميليشيا الموالية لها بالسلاح بهدف زعزعة استقرار أنظمة الحكم في دول الخليج، وأن تحل محل الأنظمة السنية في المنطقة.

التدخل في اليمن إدانة غائرة في التفاصيل، فمجموعات من ضباط وعناصر من الحرس الثوري الإيراني وكذلك حزب الله اللبناني بحسب تقرير نشر على موقع “وور إن زي روكس” تغدو وتروح على “صعدة” معقل الحوثيين في اليمن وقرى محيطة بصنعاء للتدريب والإعداد والتخطيط  بمعزل على نقل وتركيب وصيانة منصات إطلاق الصواريخ الباليستية التي ما كان للحوثي أن يعرف تشغيلها أو صيانتها لولا إيران.

في الثامن من مارس 2015 أعلن قيادي في ميليشيا حزب الله مقتل 8 من مقاتلي الميليشيا في اليمن وبعد ثلاثة أسابيع من ذلك التاريخ ألقت عناصر قبلية مناهضة للحوثي القبض على ثلاثة من ضباط الحرس الثوري الإيراني ومستشار من حزب الله يقاتلون جنباً إلى جنب مع ميليشيا الحوثي في المحافظات الجنوبية والشرقية من عدن وشبوة.

ورغم سلسلة الغارات الجوية التي قتلت ما لا يقل عن 44 عنصراً من الحرس الثوري وحزب الله في اليمن في العامين الأخيرين، إلا أن طهران لا تفتأ تنكر أية تواجد لها في اليمن وكأن كل هذا العتاد والتمويل أمطرت به السماء.

‫اليوم يعلن القائد في ميليشيا الحشد الشعبي العراقي “أبو مهدي المهندس”، أن ميليشياته وصلت إلى الحدود السورية وأنها مستمرة في التقدم للقضاء على تنظيم داعش والسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في اعتراف صريح بحقيقة الوجود الإيراني في سوريا.

والتساؤل الآن: هل أمريكا غافلة عن التمدد الإيراني بالمنطقة خاصة مناطق التوتر في سوريا والعراق واليمن؟ أم أن التمدد الإيراني يتم بمباركة الإدارة الأمريكية تأكيداً للرأي القائل بأن إيران “دولة وظيفية” في المنطقة تؤدي الدور المطلوب منها.

قمة الرياض والمخطط الإيراني

إيران وتهديدها لأمن المنطقة كان محور قمة الرياض التي حضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب، بإعتبارها المعرقل الأساسي لإيجاد حلول للأزمات في سوريا والعراق واليمن. فهي تدعم نظام الأسد بالأسلحة والمقاتلين من عناصر الحرس الثوري، وتدعم الانقلاب على الشرعية في اليمن بتدريب الإنقلابيين الحوثيين ومدهم بالسلاح وكذلك الصواريخ التي يطلقونها على المملكة العربية السعودية.

ليس هذا فحسب فالتدخلات الإيرانية في العراق يرى فيها سياسيون نذيراً لحرب أهلية تلوح في الأفق، إذ تواصل إيران دعمها لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية التي ترفض بدورها عودة الأهالى إلى منازلهم في المناطق المستعادة من داعش ضمن مخطط يهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي في تلك المناطق خدمة لمشاريع إيران وأطماعها التوسعية .

بصمة إيران حاضرة كذلك في البحرين والكويت، فالسلطات في كلا البلدين ضبطت العديد من الخلايات الإرهابية التي أثبتت التحقيقات صلتها بإيران وحصولها على التمويل والتدريب اللازم بهدف زعزعة أمن واستقرار دول الخليج العربي. 

ربما يعجبك أيضا