الأمير المُظلم.. أداة “ترامب” لإسقاط النظام الإيراني

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

في خطوة غير مُعلنة لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باتجاه تغيير النظام الإيراني جاء تعيين “مايكل داندريا” أو المعروف باسم “آية الله مايك” أو كما يلقبونه بـ”الأمير المُظلم” رئيسًا لقسم إيران في السي آي إيه، وهو شخصية معروفة بانخراطها في إدارة عمليات عدة ضد القاعدة والميليشيات المسلحة في أنحاء العالم، لتبرز خطط الاستخبارات الأمريكية الجديدة في التعامل بشدة مع إيران.

ويعد قرار تعيين “مايكل داندريا” لوحدة إيران في السي آي إيه واحدًا من خطوات الوكالة الاستخباراتية والتي تدل على مقاربة تعتمد على إبراز العضلات بشكل أكثر من اعتمادها على التجسس، وتنفيذ العمليات المموهة التي يقودها مدير المخابرات المركزية مايك بومبيو، خصوصًا مع صعوبة العمل على الساحة الإيرانية.

الأمير المظلم

“مايكل داندريا” معروف عنه انخراطه في إدارة عمليات كثيرة ضد القاعدة وعملائها حول العالم، وورد ذكر اسمه في تحقيقات للكونجرس فيما يتعلق بممارسة التعذيب على السجناء والمعتقلين من القاعدة لإجبارهم على الاعتراف، والتي تولاها عقب هجمات 11 سبتمبر.

وتشير المعلومات الصحفية إلى أن “مايكل دارندريا” كان أحد المنخرطين في عملية اغتيال عماد مغنية عام 2008 في دمشق، حيث تولت السي آي إيه بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي وعناصر لبنانية وسورية عملية اغتيال الرجل المتهم بتنظيم عمليات إرهابية ضد الأمريكيين خصوصًا تفجير مبنى السفارة الامريكية ومقر المارينز عام 1983.

وبحسب صحيفة “النيويورك تايمز” فإن داندريا كان يتولى منصب مدير عمليات مكافحة الإرهاب منذ عام 2006 ،حيث أشرف على “اصطياد” الزعيم السابق لتنظيم القاعدة ،” أسامة بن لادن”، الذي قتل على يد القوات الأمريكية في مدينة أبوت آباد، الباكستانية في 2011.

جدير بالذكر أنه أشهر إسلامه منذ عدة سنوات وتزوج من مسلمة وأصبح معروفاً باسم “آية الله مايك” إبان توليه منصب مكافة الإرهاب في العراق، ينحدر من أسرة عملت مع وكالة الاستخبارات المركزية لثلاثة أجيال أي منذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية.

يقال إنه ولد في ولاية فرجينيا الشمالية في منتصف الخمسينات لعائلة تمتد علاقتها بـ”سي آي إيه” لعقدين ماضيين، وانضم للوكالة بنفسه في 1979، معروفَا بعمله الجاد والشرس وتعامله الفظ مع العاملين معه.

قال عنه المحامي روبرت إيتنغر -الذي عمل مع “السي آي اي” وانخرط في برنامج الوكالة المتعلق بالطائرات من دون طيار- إن “داندريا أدار برنامجاً عدائياً جداً، ولكن بذكاء كبير”.

وردًا على سؤال “النيويورك تايمز” عما إذا كان تعيين داندريا مؤشراً إلى أن “السي آي إي” تنوي اعتماد خط أكثر تشدداً حيال طهران، فأجاب إيتنغر : “لا أعتقد أن هذه قراءة خاطئة”.

وصفه مايكل موريل النائب السابق لرئيس “سي آي إيه” بأنه “أحد أفضل ضباط المخابرات في جيله”، وهو ما ينبغي أن يدفع الإيرانيون للتساؤل عن معنى تعيين أندريا لملاحقتهم.

سياسة متشددة

لا توجد صلاحية لضابط الاستخبارات المركزية الأمريكية في تحديد سياسات واشنطن تجاه بلد ما ، ولا تزال مواقف “مايك” من إيران غير معروفة ، ولكن متابعة سيرته الاستخباريتة تشير إلى أن عملة ضد القاعدة كان مؤشرًا على خطط السي آي إيه المقبلة .

عندما تولى مايك مكافحة الإرهاب في الوكالة ، ارتفعت نسبة الهجمات بالطائرات بدون طيار حتى فاق عدد الهجمات مع مجيء “إدارة أوباما” أكثر من المئة هجمة سنويًا منذ عام 2009 ، وتسببت في قتل العشرات من تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان لتتوغل العمليات إلى اليمن.

تأتي السياسات الجديدة لإدارة ترامب في تعييناته الاستخباراتية ، بسبب الصعوبة التي تواجهها واشنطن في العمل على الساحة الإيرانية ، فعدم وجود سفارة يمنع السي آي إيه من إعطاء غطاء دبلوماسي لضباط الاستخبارات ، وهذا لم يمنع الرئيس الأمريكي من معارضة التصرفات الإيرانية معتبرًا إياها من أكثر الدول الراعية للإرهاب في العالم.

مايك ينضم للصقور

يرى المراقبون أن اختيار مايك للإشراف على عمليات وكالة الاستخبارات الأمريكية في إيران مناسب له تماماً، ويناسب قدراته ومواهبه الأمنية التي عرف بها خلال سنوات خدمته في وكالة الاستخبارات الأمريكية.

وبهذا التعيين ينضم مايك لمجموعة الصقور التي حرص ترامب على تعيينها في إطار احتوائه لإيران ، ممن لديهم الدافع لإسقاط النظام عبر العمليات السرية لـ “السي آي إيه” وهم:

ــ الجنرال ماكماستر، مستشار الأمن القومي، كان قائد لواء خلال السنوات الأولى من الحرب في العراق ، ويتهم عملاء إيرانيين بمساعدة المتمردين العراقيين على قتل عدد من جنوده.

ــ ديريك هارفي، مدير رفيع المستوى للشرق الأوسط .

ــ عزرا كوهين، كبير مديري الاستخبارات الأمنية والمسؤول الرئيسي في البيت الأبيض لوكالة الاستخبارات، ونُقل عنه إنه استخدام جواسيس أمريكيين للمساعدة في طرد الحكومة الإيرانية .

ــ مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية  الذي يمثل جنوب وسط كنساس في مجلس النواب، وكان من بين أشرس منتقدي الكونجرس في صفقة إيران.

والسؤال هو هل تنجح تعيينات ترامب الإستخباراتية في ملاحقة إيران وتغيير نظامه؟ ويحقق أحد وعوده الانتخابية بإلغاء الاتفاق النووي ومواجهة إرهاب إيران بالمنطقة.. ربما هذا ما تجيب عنه الأيام القادمة.

ربما يعجبك أيضا