في رمضان.. ذكرى النكسة والنصر

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

لولا الهزيمة ماجاء النصر” ، واقعة نادرة تحدث هذا العام النكسة والحرب في يوم واحد ، فخلال شهر رمضان تجتمع الذكرى الـ50 للنكسة والـ44 لحرب أكتوبر كلاهما، في يوم واحد، العاشر من رمضان الموافق 5 يونيه ومابين النكسة والانتصار أحداث سجلها التاريخ ولم يهملها..

50 عاما على النكسة

هجوم غادر قام به سلاح الجو الإسرائيلي على المطارات والقواعد الجوية المرافق الجوية المصرية وفي خلال ساعات دمرها بالكامل ، وبناء عليه فقد تم إبطال قدرة 420 طائرة مقاتلة يتألف منها الأسطول الجوي المصري، وبمعدل 12 طائرة إسرائيلية على كل مركز جوي مصري تم القذف، وكانت البنية التحتية المصرية الدفاعية سيئة ، وعلى الرغم من وجود بعض المطارات المزودة بملاجئ خاصة للطائرات، قادرة على حماية الأسطول الجوي المصري من التدمير، إلا أن الملاجئ لم تستعمل، فالطائرات الإسرائيلية حلقت على علو منخفض لتفادي الرادار فوق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية من فوق البحر الأحمر.

في ذلك التوقيت كان القائد العام للجيش المصري المشير” عبدالحكيم عامر” على متن طائرة متجه إلى سيناء ولم يعرف بالضربة الجوية الإسرائيلية إلا حين لم تجد طائرته مكانًا للهبوط في سيناء، بسبب تدمير جميع مدرجات المطارات ، فعاد إلى مطار القاهرة.

خسائر الحرب

خسائر إسرائيل في الحرب قدرت بين 776 و983 جندي إلى جانب جرح 4517 جندي وأسر 15 جندي إسرائيلي،بينما القتلى والجرحى والأسرى في جانب الدول العربية أكبر بكثير، إذ إن نحو 9800 إلى 15,000 جندي مصري قد قتلوا أو فقدوا،كما أسر 4338 جندي مصري.

خلال الضربة الجويّة المصرية وطبق البيانات الإسرائيلية تم تدمير 209 طائرة من أصل 340 طائرة مصرية، وحول مجمل خسائر مصر العسكرية، نقل أمين هويدي عن كتاب الفريق أول محمد فوزي أن الخسائر كانت بنسبة 85% في سلاح القوات البرية، وكانت خسائر القوات الجوية من القاذفات الثقيلة أو الخفيفة 100%، و87% من المقاتلات القاذفة والمقاتلات، كما اتضح بعد المعركة أن عدد الدبابات مائتا دبابة تقريبًا دمر منها 12 دبابة وتركت 188 دبابة للعدو.

الثأر للكرامة

بعد النكسة قام الجيش المصري بعدة عمليات ناجحة ضد إسرائيل وثأر المصريون لكرامتهم بعمليات نوعية موجعة ونجحت القوات المصرية في إلحاق خسائر فادحة باسرائيل في الكثير من العمليات ومنها “رأس العش، ورأس العين، وإيلات ، تفجير الحفار الإسرائيلي ،وقامت “المجموعة ٣٩ قتال” بعمليات نوعية بقيادة العميد إبراهيم الرفاعي وأعادت هذه العمليات الثقة للمصريين.

الحرب الأكثر تأثيرًا

رأت مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية ، أن الصراع بين العرب وإسرائيل عام 1948 كان اشد وطأة من حرب 67، وليس العكس بحسب الأسطورة الرائجة إعلاميا وسياسيا، حيث ان صراع 48 خلق دولة إسرائيل، ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وقضايا الهوية لعام 1948، ولا تزال تعتبر اكثر قضايا المفاوضات جدلا.

وأضاف الكاتب أن حرب أكتوبر عام 1973 كانت نتاج صدام ست سنوات منذ حرب عام 1967، ولا يمكن التقليل من حجم مكاسبها وإعتبار حرب 67 هي الأكثر تأثيرا وحسب.

حرب الكرامة 73

ليلة من أسوا الليالي في حياتنا” هكذا تحدث آرئيل شارون  قائد الفرقة 142 المدرعة، في كتابه “المحارب”ويضيف : “بعد 24 ساعة من بداية الحرب اتجهنا جنوبًا إلى الصحراء وكانت هناك حالة من الفوضى ونظر إليّ أحد الضباط بذهول وقال لي: “إن هذا أمر لا يصدق يا سيدي إننا لا نستطيع إيقافهم .. لا نستطيع إيقافهم”، ويضيف شارون: “قُتل حوالي 300 مجند وأصيب 1000، قضينا ليلة من أسوأ الليالي في حياتنا”.

حرب الغفران كما يدعوها الإسرائيلين ، بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية المحتلة لسيناء وهضبة الجولان، وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.

عبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.

أما في نهاية الحرب انتعش الجيش الإسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث أو محاولة رد القوات المصرية للضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى.

تدخلت الولايات المتحدة لتعويض خسائر إسرائيل في الحرب بمد جسر جوي بين البلدين يزود إسرائيل بأحدث أنواع السلاح في تلك الفترة، في حين كان السلاح السوفيتي هو المصدر الرئيسي الذي تعتمد عليه كل من مصر وسوريا. في نهاية الحرب تم وقف إطلاق النار بعد مماطلات وخداع من الجانب الإسرائيلي.

انتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقيات فك الاشتباك بين جميع الأطراف ، وبذلك تحطمت أسطورة “الجيش الذي لايقهر”.

ربما يعجبك أيضا