“تسونامي” ماكرون يهدد الخصوم في الانتخابات التشريعية

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يواجه حزب الجمهوريين اختبارًا صعبًا خلال حملته الانتخابية استعداداً للانتخابات التشريعية في فرنسا في جولتها الأولى المقرر لها 11 يونيو الجاري.

الحزب الذي أصابه الوهن بعد خسارة مرشحه “فرانسوا فيون”  في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وخروجه من الدورة الأولى للانتخابات، يعاني انقسامات حادة ويواجه تحديًا صعبًا عندما يخوض الانتخابات التشريعية لا سيما في ضوء استطلاعات الرأي ونتائج تصويت الفرنسيين بالخارج، وهو ما يقلب موازين المشهد السياسي في البلاد.

استطلاعات الرأي التي أجراها “مركز أبحاث هاريس التفاعلية” أشارت إلى أن نحو 26٪ من الناخبين سيصوتون لصالح حركة الرئيس إيمانويل ماكرون “إلى الأمام” وستفوز الجبهة الوطنية بنسبة 22٪، كما سيحصل الجمهوريون على نفس النسبة.

فرنسيو الخارج ينتصرون لـ”ماكرون”

أظهرت أرقام كشفتها وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الإثنين، إثر انتهاء تصويت الفرنسيين في الخارج في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية، أن حركة “الجمهورية إلى الأمام” متقدمة بشكل كبير.

وبالبرغم من نسب المشاركة الضئيلة للمصوتين في الخارج في هذه الدورة التي لم تتعد 19 % – بحسب أرقام الخارجية الفرنسية – فإن الأرقام في النهاية تشير إلى تقدم حركة  الرئيس ماكرون في 10 دوائر انتخابية من أصل 11.

صحيفة “لوموند” وصفت نتائج تصويت الفرنسيين بالخارج واكتساح حركة “الجمهورية إلى الأمام” بمثابة ” تسونامي” للرئيس ماكرون . وقالت صحيفة “ليبراسيون” إن حركة الرئيس ماكرون ستحدث هزة غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الخامسة وهو سيتعدى عتبة 289 مقعداً من أصل 577 وهو العدد الذي يضمن الأغلبية في البرلمان.

الرهان على باريس

تراهن حركة الرئيس على الفوز بـ13 مقعداً على الأقل في باريس، هناك حيث حقق الرئيس ماكرون الفوز في الرئاسيات الأولى من الانتخابات. أنصار “الجمهورية إلى الأمام” يراهنون على الفوز، فوز إذا تحقق سيدفع بأنصار الرئيس ماكرون إلى استشراف الانتخابات البلدية المقرر عام 2020.

صحيفة “لوبينيون” أبرزت رغبة مرشحي حركة “الجمهورية إلى الأمام” الـ16 في باريس في تحقيق التوازن بين التجديد والمعرفة السياسية.

رهانات مالية أيضًا !

صيفة “لوباريزيان” سلطت الضوء على الأرباح المادية الذي تعود به أصوات الناخبين عن الأحزب في الانتخابات التشريعية وتكتب على غلافها “رهانات الحملة الانتخابية.. رهانات مالية أيضا!”.

فالحكومة الفرنسية تقدم مساعدات للأحزاب المشاركة في الانتخابات بقدر عدد الأصوات التي يحصل عليها كل حزب، وهو يمثل رهاناً آخر بالنسبة للأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية.

حركة “الجمهورية إلى الأمام” التي لم يمض على تأسيسها سوى عام بخبرة سياسية ضئيلة تمثل وافداً جديداً في الحياة السياسية الفرنسية، و”عصا” الرئيس الجديد للفوز بالأغلبية النيابية، ومن ثم تمرير أجندته السياسية التي وعد بها الناخب الفرنسي.

استطلاعات الرأي إذن تشير إلى أن حركة الرئيس ماكرون ستبلي بلاءً حسناً في الانتخابات التشريعية، فيما تؤشر نتائج تصويت الفرنسيين بالخارج إلى “تسونامي” سيضرب الحياة السياسية الفرنسية في جمهوريته الخامسة عنوانه “ماكرون” الرئيس الأصغر في تاريخ البلاد الذي يحمل طموحات 65% من الفرنسيين الذين صوتوا لصالحه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الأمر الذي يشكّل تهديداً للأحزاب المنافسة ويفرض عليها تحديات أكبر لاستقطاب الناخبين للتصويت لصالحهم.

ربما يعجبك أيضا