الجزيرة “رأس الأفعى”.. هل تضحي قطر بها؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

دأبت قناة “الجزيرة” القطرية خلال السنوات الماضية، في تغطيتها المشبوهة لأحداث الدول العربية، إلى نشر الفتن وبث الفرقة بين الشعوب.

تحت شعار “الرأي والرأي الآخر” تبث القناة القطرية سمومها وتحرض الشباب العربي على التمرد دائمًا، والسخط على الأنظمة السياسية، فخلقت فجوة كبيرة بين الشعب والحكومة في أكثر من دولة منها مصر وسوريا وتونس، اليمن والعراق وغيرها من الدول التي شهدت انتفاضات الربيع العربي.

من جانب آخر، اتخذت القناة من خطب زعيم القاعدة ومؤسسها “أسامة بن لادن”، نموذجًا لها، وسخرت أجهزتها لخدمة التنظيمات الإرهابية، حتى أصبحت منبرًا لترويج الفكر المتطرف لا سيمًا بعد مواصلة لقاءاتها مع “أيمن الظواهري”، وبعض آئمة وشيوخ الفضائيات الذين أنتجهم الفكر الإخواني وقيادتها الإعلامية لحملات ترويج خفية واستقطاب الشباب كخطوة من خطوات مخططات دمار المنطقة.

قناة الإرهاب

يرى مراقبون، أنه بتتبع تاريخ عدد كبير من “الإرهابيين”، بيد أن بداية ظهور معظمهم كان من خلال قناة “الجزيرة”، فالعالم لم يكن يعرف من هو أسامه بن لادن إلا بعد أن طرحته القناة عبر لقاءاتها المختلفة، بل ونقلت أشرطته وأفلامه وكسبت تعاطف كثير من الشباب والمراهقين الذين تبنوا فكره.

وكذلك الحال بالظواهري والزرقاوي وأبي بكر البغدادي وأبو محمد الجولاني وغيرهم من الشخصيات المثيرة للجدل.

وثائق ويكيليكس

كشفت وثائق نشرها موقع ويكيليكس عن تحركات قطر للسيطرة على الخليج.

ألقت الوثائق الضوء على التحركات القطرية للسيطرة على المنطقة في أعقاب الربيع العربي، وكذلك تحركات الإخوان المسلمين وتلاعبهم بمطالب الشباب الذين قادوا الثورات في دولهم، وسعيهم لتثبيت دعائم سيطرتهم الاقتصادية على هذه الدول.

كما كشفت أيضا محاولات قطر وإيران للسيطرة على الخليج.

 

أداة الحاكم

كشفت الوثائق أن صانع القرار القطري “الحاكم” هو الذي يفرض أجندته على المذيعين والعاملين بها والذين أغلبهم ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو المتعاطفين معها، “كورقة” ضغط على سياسات الدول العربية، وبالرغم نفي مسؤولي القناة اتباعهم تعليمات أو تنفيذهم سياسات معينة نجد أن القناة عادة ما تطرق إلى شؤون الدول العربية جميعها باستثناء “قطر” وهو ما يعكس دورها في المنطقة.

المبالغة والتهويل

اعتادت قناة “الجزيرة” في تغطيتها للأحداث السياسية المختلفة إلى سياسة التهويل والمبالغة، والانتهازية، مما يثير الجدل في المنطقة ويزيد الصراع والفتن.

سقوط مهني

سياسة التحريض والعدوانية التي تنتهجها القناة، وترويجها للفكر المتطرف، أفقدها الكثير من المهنية، حيث ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير لها، أن سقوط قناة “الجزيرة” يعكس التغيرات الديناميكية في المنطقة عامة ومصر خاصة، ومدى السياسة المتبعة من قطر نحو البلدان العربية المحيطة بها.

هل تضحي قطر بـ”الجزيرة”؟

عقب الخلاف الخليجي مع قطر، الذي أسفر عن قطع العلاقات الدبلوماسية معها، قررت عدد كبير من الدول إلغاء تراخيص مكاتب القناة لديها، ليبقى تساؤل هل ممكن أن تضحي قطر بـ”الجزيرة” لإصلاح علاقتها مع جيرانها؟

يرى الكاتب الأمريكي تشارلز رايلي في تقرير له على شبكة “سي إن إن”، إن الأزمة الديبلوماسية التي تحاصر قطر يمكن أن تطاول واحداً من رموز هذا البلد، وهو قناة الجزيرة الفضائية، معتبراً أن هذه الشبكة الإعلامية المدعومة من الدولة باتت علامة تجارية عالمية وإنما أيضاً قوة استقطاب، وصنعت أعداء من الرياض إلى القاهرة.

وأضاف رايلي أن مايكل ستيفنز الزميل الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، قال إن قطر ستُجبر على إجراء مساومات رئيسية، موضحاً أنه ليست ثمة مطالب محددة بعد، لكن الجزيرة في خطر. وقال: “لا شيء سيفاجئني في هذه اللحظة. يمكنني فعلاً أن أتوقع مثل هذا الطلب”.

وقال محللون إن أحد المطالب قد يكون إقفال قناة الجزيرة.

 

ربما يعجبك أيضا