السيسي وترامب في مواجهة الإرهاب .. خندق واحد ويد من حديد

حسام السبكي

إعداد – حسام السبكي

أضحت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، لاعبًا أساسيًا ومحوريًا على طريق مواجهة الصراعات والأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ، وأصبحت لها كلمة مسموعة على المستويين الإقليمي والدولي بشأن المقترحات والحلول حول شتى القضايا التي تمر بها المنطقة المضطربة خلال السنوات الست الأخيرة .

توحد عربي وبيان ضد الإرهاب الممول من قطر

قبل نحو أسبوعٍ من الآن، قررت الدول العربية الكبرى في المنطقة، وهي المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في خطوة متزامنة، قطع كافة العلاقات الدبلوماسية والرسمية مع دولة قطر، تبعتها في ذلك دول عربية وإسلامية أخرى، بعضها حذا حذو الدول العربية، فقطع العلاقات بشكلٍ كامل، فيما اكتفى البعض الآخر بتخفيضٍ للتمثيل الدبلوماسي مع الدولة القطرية.

وقد جاءت الأسباب التي دفعت الدول العربية لقطع علاقاتها مع قطر، ممثلة في دعمها الواضح والصريح للإرهاب، إلى جانب إيوائها للعديد من الجماعات والعناصر الإرهابية المختلفة ومنها جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة وحركة طالبان، فضلًا عن تدخلات الدوحة السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية، وكذلك التعامل مع إيران “كقوة إقليمية”، واعتبار ميليشا حزب الله اللبناني من قوى المقاومة في المنطقة، وكذلك حركة حماس كممثل شرعي ووحيد عن الشعب الفلسطيني، وقد جاءت تلك الأسباب في البيان المنقول عن الأمير القطري في خطابٍ له أواخر مايو الماضي.

كما أصدرت الدول العربية الأربعة، مساء الخميس الماضي ، بيانًا مشتركًا حول الأزمة الأخيرة مع قطر ، حملت عنوان ” بيان عربي مشترك حول تمويل قطر للإرهاب ” ، والذي أصبحت كلماته الثلاثة الأخيرة ، وسمًا يعد هو الأعلى على مواقع التواصل الاجتماعي حتى اللحظة ، والجديد والأهم في البيان العربي ، أنه أورد صراحةً أسماء 59 شخصية إرهابية من جنسيات عربية مختلفة و12 كيانًا ومنظمة إرهابية تم حظرها على نطاق الدول العربية ، وقد لاقى البيان ترحيبًا إقليميًا ودوليًا واسع النطاق ، وتعهدت الدول العربية خلاله بمتابعة تحديث قوائم الإرهاب ، والعمل على مواصلة الحرب على الإرهاب أيًا كان مصدره ومع جميع الحلفاء والشركاء .

دعم أمريكي للقطيعة العربية.. ومطالبة مباشرة لقطر بوقف تمويل الإرهاب

بعدما أصدرت الدول العربية والخليجية والإسلامية ، بياناتها المختلفة حول قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ، سارعت الولايات المتحدة وكانت أول المُباركين للخطوة ، وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه لتلك الإجراءات ، واصفًا عزل قطر بأنه يشكل “بداية النهاية” للإرهاب.

وبالأمس ، وجه الرئيس ترامب رسالة قوية إلى قطر وحكامها بأنه قاد حان الوقت لأن توقف الدوحة تمويل الإرهاب ، مؤكدًا أن قطر تعتبر الممول التاريخي للإرهاب في المنطقة والعالم .

كلمة السيسي بالقمة العربية الإسلامية الأمريكية .. واعتمادها كوثيقة دولية

تعد المشاركة المصرية في القمة العربية الإسلامية الأمريكية ، و التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض ، مميزة على كافة المستويات ، كما شكلت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطًا واضحًا ومباشرًا نحو شكل الحرب الجديدة على الإرهاب ، والتي تضمنت محاور أربعة وهي:

* التصدي لكافة التنظيمات الإرهاب دون تمييز، فالمواجهة لابد أن لا تختزل في تنظيم أو اثنين، فالتنظيمات الإرهابية تنشط وتعمل في إطار شبكة سرطانية متشابكة ومعقدة.

* مواجهة أبعاد ظاهرة الإرهاب بشكلٍ كاملٍ ، فيما يتعلق بالتمويل والتسليح والدعم على المستويين الأيديولوجي والسياسي ، فالإرهابي ليس من يحمل السلاح فحسب، وإنما من يقوم بالتدريب والتمويل والتسليحي ، ويوفر الغطاء السياسي والأيديولوجي أيضًا .

* القضاء على قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد مقاتلين جدد ، عبر مواجهته على نحوٍ شامل على المستويين الفكري والأيديولوجي .

* تعزيز وحدة واستقلال وكفاءة المؤسسات الوطنية للدول العربية واستعادة ريادتها ومكانتها، بما يلبي تطلعات الشعوب وإراتها نحو النهوض بأوطانها .

وبعد طلبٍ مصريٍ ، قرر مجلس الأمن الدولي اعتماد خطاب الرئيس المصري أمام قمة الرياض ، كوثيقة رسمية ورؤية استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب .

توافق مصري أمريكي حول سبل مواجهة الإرهاب

منذ قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مع نهاية الشهر الأول من العام الجديد ، والعلاقات العربية الأمريكية بشكلٍ عامٍ ، والمصرية الأمريكية بشكلٍ خاصٍ ، تشهد تحولًا إيجابيًا وانتعاشًا ملموسًا ، على مستوى الرؤى التوافقية من القضايا الهامة والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط ، بعد فتورٍ وصل إلى حد التوتر في عهد الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس باراك أوباما ، مع دعمها لجماعة الإخوان عقب الإطاحة بالمعزول “محمد مرسي” وجماعته عن حكم البلاد في يوليو 2013 ، والتهاون في الحرب الحقيقية والفعالة على الإرهاب .

وعلى هامش الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين الدول العربية ودولة قطر ، جمع اتصالٌ هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي ، وقد حوى الاتصال ثناءًا مصريًا على المشاركة الأمريكية في القمة ، وما تمخضت عنه من تشكيل جبهة قوية وموحدة ضد الإرهاب على جميع المستويات .

وقد أكد الجانبان على ضرورة التوحد في جبهة قوية وموحدة لمواجهة حاسمة وحازمة للإرهاب ، والجماعات المتطرفة ، والدول الداعمة لها ماديًا أو معنويًا.

وفي ختام المحادثة الهاتفية ، شدد الزعيمان على أنه قد بات من غير المقبول استمرار سياسية التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، ودعم الجماعات الإرهابية وأصحاب الفكر المتطرف في منطقة الشرق الأوسط ، في إشارة بالقطع إلى قطر المتهمة من جميع الأطراف بذلك .

ربما يعجبك أيضا