التجديف في باكستان.. طريق من صفحة «الفيسبوك» إلى غرفة الإعدام

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

بتهمة ممارسة “الكفر” أو ما يطلق عليه “التجديف” على فيس بوك، قضت محكمة باكستانية، (السبت 10 يونيو 2017)، بإعدام مواطن باكستاني، في أول حكم يتصل بتهم التجديف على مواقع التواصل الاجتماعي.

حالة من الجدل سيطرت على إسلام أباد، بسبب خلاف  الباكستانيين حول قضية التجديف، التي يعاقب عليها القانون، ما جعلها مسار قلق بالنسبة للكثير هناك.

ما هو التجديف؟

التجديف هو محتوى يتم نشره على الإنترنت وخصوصًا على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا المحتوى يسيء للذات الإلهية والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إلى انتقاد القرآن والدين الإسلامي وتعاليمه والصحابة وما إلى ذلك.

ويتم التجديف عن طريق عدة طرق كالتطاول على الله عز وجل أو سبَ النبي محمد، أو برسم صور مسئية وغير لائقة له، أو انتقاد القرآن بالإشارة إليه بكلمات وصور مستفزة، وغيرها من الأساليب التي تسيء للدين الإسلامي والمسلمين.

أول حكم إعدام

وفي أول حكم يتصل بتهم التجديف عبر الانترنت، أدين الباكستاني “تايمور رازا” بتهمة إهانة الرسول محمد، بحسب ما أفاد مدعي النيابة شفيق قرشي.

ودخل رازا في نقاش حول الإسلام مع شخص اتضح أنه مسئول في إدارة مكافحة الإرهاب، ووجه هذا المسئول الاتهامات لرازا استنادًا إلى تعليقات الأخير على موقع فيس بوك.

ووفقًا لمفوضية حقوق الإنسان فى باكستان، ألقى قسم مكافحة الإرهاب العام الماضي القبض على 15 شخصا من بينهم تيمور رازا بتهم تتعلق بالكفر.

خارج إطار القانون

ويعد التجديف عقوبة حساسة في المجتمع الباكستاني المحافظ، حيث يمكن حتى للمزاعم غير المثبتة أن تثير الجموع الغاضبة ما قد يؤدي إلى إعدام المتهمين خارج إطار القانون، وهو ما حدث في أبريل الماضي حين لقي طالب باكستاني مصرعه على أيدي زملائه في الجامعة بعد اتهامهم له “بالتجديف”.

وأفادت الأنباء وقتها بأن طالبين قد اتُهما بنشر تعليقات مسيئة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لينتهي الأمر بمقتل أحدهما وجرح الآخر.

عقوبة التجديف

ينص القانون الباكستاني على أن من يدان بتهمة التجديف يواجه عقوبة تتراوح ما بين دفع غرامة إلى الإعدام. وتعد قضية التجديف في باكستان مسألة خلافية ذات حساسية كبيرة. وأحدثت هذه الأحكام خلافًا وانشقاقًا بين الباكستانيين، حيث يرى المعارضون أن التجديف في باكستان يأتي ضد الأقليات الدينيّة، وأنه يحد من حريّة التعبير والرأي.

يقول منتقدو قضايا التجديف، التي قد تصدر فيها أحكام بالإعدام، إن الغرض من تلك القوانين هو قمع الأقليات بينما منتقدون آخرون ينظرون إلى الأمر على أنه حملة ضد الرأي الآخر.

ما علاقة “الفيس بوك”؟

هذه القضية التي أصبحت مسار جدل في باكستان جعلت الباكستانيين يطالبون من “فيسبوك” المساعدة في التحقق من “المحتوى التجديفي” الذي ينشره مستخدمو صفحات شبكة التواصل الاجتماعي في باكستان.

وهذا ما وافق عليه “فيسبوك” وأرسل فريق إلى هناك للتحقق من المحتوى على صفحاته، حسبما قالت وزارة الداخلية الباكستانية.

التجديف.. جريمة

رئيس الوزراء الباكستاني نواز الشريف، أعرب في وقت سابق، عن دعمه لحملة واسعة على المحتوى التجديفي على شبكات التواصل الاجتماعي، ووصف شريف في تصريح له على حساب حزبه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” التجديف بأنه “جريمة لا يمكن العفو عنها”.

وأصدر شريف أوامره للسلطات االباكستانية باتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لحجب المحتوى الذي يتضمن تجديفا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنع تداول هذه المحتويات في الفضاء الألكتروني في المستقبل، وذلك حسب قناة جيو الباكستانية.

وطالب رئيس الوزراء بتعقب الذين يتداولون محتويات تتضمن تجديفا على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى وجوب أن يتلقوا أقصى عقاب بالتوافق مع القانون، لاحترام مشاعر المسلمين.

كما أشار الشريف إلى أنه يجب التواصل مع المؤسسات الدولية ذات الصلة بمواقع التواصل الاجتماعي من أجل حجب المحتويات التي تتضمن تجديفا، مضيفا إنه على وزارة الخارجية لعب دورها في هذا الشأن.

ربما يعجبك أيضا