زيارة السيسي لألمانيا تجني استثمارات جديدة للمنطقة

أميرة صلاح

رؤية – أميرة صلاح

القاهرة – في إطار أهتمام مصر بتفعيل التعاون ما بين الدول الأفريقية و مجموعة العشرين فى مختلف المجالات التنموية .

تأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى ألمانيا وتستغرق ثلاثة أيام. وتكتسب الزيارة أهمية خاصة خلال الفترة الراهنة، حيث تنفذ مصر برنامج إصلاح اقتصادي شهد العالم على نجاحه خلال الفترة الماضية، بشهادة المؤسسات الدولية.

كما أن مشاركة الرئيس السيسي بالقمة التي دعت إليها المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” تأتي في إطار الأهمية التي توليها مصر لتفعيل التعاون ما بين الدول الأفريقية ومجموعة العشرين في مختلف المجالات التنموية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.

ومن المفترض أن تجني هذه الزيارة العديد من النتائج التي ستساعد على دفع الاستثمار في مصر، وخاصة بعد اللقاءات التي عقدها “السيسي” على  هامش القمة منها قمة ألمانية مصرية، كما استقبل زعيم الأغلبية البرلمانية ووزير الخارجية الألماني.

الاستثمارات

تعتبر العلاقات الاقتصادية بين البلدين قوية حيث يتواجد الكثير من المؤسسات الألمانية الكبرى فى مصر, فألمانيا تعد ثالث أهم شريك تجارى لمصر على مستوى العالم وتأتي في المرتبة الأولى أوروبيا, وتعمل على دعم وتقوية الاقتصاد والسوق المصري.

وبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 5 مليارات و567 مليون يورو فى العام الماضى 2016 بزيادة 10% عن عام 2015, و سجل حجم الاستثمارات نحو 619.2 مليون دولار , في قطاعات المواد الكيماوية وصناعة السيارات والاتصالات والحديد والصلب والبترول والغاز والأدوات الصحية ومكونات السيارات, حيث تحتل ألمانيا المركز ال` 20 في قائمة الدول المستثمرة بالسوق المصرية.

أيضا وصل حجم الواردات الألمانية لمصر بنحو 4.4 مليار يورو، فى حين بلغ حجم الصادرات المصرية لألمانيا نحو 1.1 مليار يورو, وبلغ حجم الاستثمارات المصرية في المانيا نحو 46.1 مليون دولار.

وعن ثمار الزيارة قال الدكتور رضا شتا رئيس جمعية الصداقة المصرية الألمانية –في تصريحات صحفية- إن هناك ثمارا عديدة لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا خصوصًا في المجال الاقتصادي؛ حيث تعد هذه الزيارة ذات أهمية قصوى لمصر، فضلا عن أنها تعد مؤتمرًا مصريًا ألمانيًا من ناحية ومؤتمرًا ألمانيًا أفريقيًا من ناحة أخرى.

وأضاف «شتا» أن ألمانيا قوة ضاربة في القارة الأوروبية والاتحاد الأوروبي، والتعاون معها مثمر للغاية، فألمانيا تعد أول اقتصاد أوروبي وأغنى سادس اقتصاد على مستوى العالم، لافتًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وألمانيا بلغ 5.50 مليار يورو سنويًا.

وعلى صيد آخر، قال إن هناك فرصة كبيرة لاستفادة مصر من ألمانيا في مجال إنتاج الكهرباء وتصديرها، فشركة سيمنز الألمانية تبني الآن في مصر 3 محطات لتوليد الكهرباء بتكلفة 8.50 مليار يورو، وبالتالي فإنه سيتم تصدير التكنولوجيا المتقدمة الألمانية في بناء وتشغيل المحطات الكهربائية إلى مصر، عن طريق تنفيذ هذه المحطات الثلاث بالمشاركة مع شركات مصرية.

وأضاف أن مصر بإمكانها الاستفادة من ألمانيا في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، خصوصًا أن مصر مؤهلة أن تكون في مقدمة الدول المنتجة للطاقة الشمسية، إلى جانب صناعة الكيماويات والأدوية والإلكترونيات، وأيضًا مشروعات البنية التحتية مثل بناء الطرق والأنفاق والكباري فألمانيا متقدمة جدًا في هذا المجال، كما أن هناك شركة ألمانية تعمل على بناء أحد الأنفاق الأربعة تحت قناة السويس.

ومن جانبه، أوضح السفير بدر عبد العاطي، سفير مصر فى ألمانيا، أن ألمانيا على علم بأن مصر هى محور الاستقرار فى الشرق الأوسط، مشيرًا إلى الدور الذي تقوم به مصر من خلال برامج التنمية فى إفريقيا وفض المنازعات بين الدول الأفريقية، بالإضافة إلى الدور الإقليمي لمصر فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وهي التي تهتم بها دول العالم.

وأكد سفير مصر فى ألمانيا، أن القمة ستركز على المشروعات الاستثمارية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وخلق بيئة صالحة للاستثمار فى مصر، مؤكدًا على أن الرئيس سيلتقي بالعديد من أصحاب الشركات الكبرى فى قطاعات السيارات والأدوية والبنية التحتية.

السياحة

وهناك عدَّد من المجالات التي ستسفيد فيها مصر من ألمانيا، وفي مقدمتها مجال السياحة، حيث إن ألمانيا تعد من المصادر الأولى والرئيسية في إرسال السياح إلى القاهرة، كما أن السائح الألماني سائح غني ومعروف بإمكاناته الشرائية العالية، وهو ما يصب في زيادة العملة الأجنبية الواردة للقاهرة، إلى جانب أن هذه الزيارة ستكون دفعة قوية لجذب الاستثمارات الألمانية، خصوصًا بعد الانتهاء من قانون الاستثمار ودخوله حيز التنفيذ قريبًا.

وتعتبر ألمانيا من أكبر الدول المصدرة للسياحة إلى مصر خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد السائحين الألمان 655 ألف سائح, و125 رحلة طيران شارتر سياحي أسبوعيا تتحرك من ألمانيا إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية .

ويرجع تاريخ العلاقات المصرية الألمانية إلى ديسمبر عام 1957, وتوصف بأنها علاقات بين دولتين لكل منهما ثقله ووزنه داخل المنطقة الإقليمية والجغرافية التي تنتمي إليها .. كما تربط البلدين اهتمامات ومصالح مشتركة ثنائية ودولية، منها عملية السلام بالشرق الأوسط, والعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي والتعاون الأورومتوسطي.

وكانت ألمانيا قد أنشأت قبل 60 عاما فى القاهرة غرفة التجارة الألمانية العربية , وهي أول غرفة تجارة خارجية ألمانية في العالم العربي , فمصر بالنسبة لألمانيا تحتل موقعا استراتيجيا, وتمثل بالنسبة للاقتصاد بوابة إلى المنطقتين العربية والإفريقية.

وإضافة إلي ذلك فإن المصريين يشعرون دائما بأن الألمان لديهم اهتمام كبير بثقافتهم، وهذه الدولة بأجوائها الشرقية وحضارتها الفرعونية ثم الإسلامية، تعتبر واحة يشتاق لها الألمان. فأكثر من مليون سائح يسافرون كل عام إلى أرض النيل، وحتى أولئك الذين لا يسافرون إلى مصر, يريدون أن يكونوا قريبين من الثقافة المصرية, لذا بنى المتحف الجديد في برلين الذي يضم تمثال “نفرتيتي” ويعد واحدامن أكثر المتاحف التي يقبل عليها الزوار في ألمانيا يوميا, إضافة للحضور القوي للمؤسسات الثقافية الألمانية في مصر.

ربما يعجبك أيضا