هل اعترف العالم بخطورة قطر علي أمنه القومي؟

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

أمستردام – تمويل دولة قطر للإرهاب ليس بالأمر الجديد ولا الخفي على أحد، و دعمها لكافة استثمارات الجماعات السلفية في دولة هولندا ومعظم دول أوروبا وأمريكا، معلوم لكافة الجهات الأمنية الغربية، وكان حديث الإعلام الدولي في الفترة الأخيرة.

ومع ذلك لم يخرج  حتى الأن إدانة دولية لقطر لدعمها للمنظمات الإرهابية، وذلك بالرغم من المستندات والوثائق التي نشرتها الدول التي أعلنت المقاطعة تؤكد بالأرقام والاسماء دعم قطر للجماعات والمنظمات الإرهابية وتهديدها للسلام والسلم العالمي، نجد الحديث الان عن المصالحة العربية مع قطر ولم الشمل العربي، بدلاً من التحقيق  في ما سبق ذكره والمطالبة الرسمية من الدولة القطرية بتقديم مستندات تنفى عنها  تهمة دعمها للإرهاب، وهذا التقرير يقدم بعض ما نشر في الاعلام الغربي علي مدار الشهور الماضية معرفة الغرب بدور قطر في دعم الارهاب.

هولندا

نشر في وسائل الاعلام المختلفة ومنها موقع “أخبار هولندا”، عن أزمة تمويل دولة قطر لكافة استثمارات الجماعات السلفية في دولة هولندا، حيث لاتزال قضية التمويلات المالية الخارجية للمراكز السلفية الإسلامية تثير قلق المؤسسات الأمنية بهولندا وأيضا البرلمان الهولندي، وقد كانت احدي الصحف الهولندية قد نشرت في يونيو الماض، تقريرا عن مخاوف الاستخبارات الهولندية وذلك بعد شراء قطر مبنى في مدينة روتردام بقيمة 7و1 مليون يورو.

وذلك عبر المدير التنفيذي لمؤسسة الوقف نصر الدمنهوري من أجل تحويله لمركز تعليمي إسلامي ، ذلك الامر الذي قد اثار حالة من اللغط في وسائل الاعلام الهولندية ، حول الأهداف الحقيقية لتنامى الاستثمارات التي مصدرها دولة بعينها، ولمراكز ذات توجهات سلفية، علما بان نصر الدمنهوري له علاقة أيضاً بمؤسسة “وقف” التي أرادت العام الماضي دعوة عدد من الأئمة المتطرفين من دول عربية لمسجد الفرقان بأيندهوفن، لتقديم محاضرات ولكن في النهاية لم يتم دعوة الأئمة.

ولاشك ان العمليات الارهابية التي طالت مُدنا أوروبية في باريس وبروكسل تثير مخاوف الأمن في هولندا خاصة بعد مُشاركة شباب هولندي مُسلم في أعمال عُنف مُسلحة بسوريا.

وقد اكد وقتها الدمنهوري بانه ليس له دخل بأي أعمال تطرف أو ارهاب، أنه مُمثل رسمي لمؤسسة النور في ألمانيا وعدد من الهيئات الخيرية في الخليج وخاصة دولة قطر، وهى التي اشترت رسمياً مؤخراً مبنى في روتردام لإنشاء مركز تعليمي إسلامي، ودوره كان تنفيذ صفقة الشراء والبحث عن مصدر تمويل.

وقال الدمنهوري علمت من مصادري بأن المبنى في مكان حيوي يصلح للاستثمار الإسلامي فقمت على الفور باقتراض مبلغ 100 الف يورو من عدة أشخاص وسارعت بدفع المبلغ “عربون” ووقعت عقدا ابتدائيا شخصيا مع المالك.

وأوضح إنه قام على الفور بعمل اتصالات مع مجلس إدارة مؤسسة النور في المانيا وهى التي وفرت ثمن الشراء، حيث ان أعضاء مجلس ادارتها قطريون ولهم اتصالات بالأسرة المالكة القطرية، وتم تحويل قيمة الشراء  1.7 مليون يورو من بنك في العاصمة القطرية الدوحة الى الموثق العقاري الهولندي مباشرة لإتمام الصفقة ، وتم توقيع العقد بمعرفة مؤسسة النور.

وأكد أن مؤسسة “الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية” وهى واحدة من أكبر 3 مؤسسات خيرية ورئيس مجلس ادارتها من الأسرة المالكة في قطر من دفع قيمة المبنى وعن دور مؤسسة الوقف في هولندا قال الوساطة فقط وانه قام باسترداد الـ 100 الف يورو العربون بعد اتمام الصفقة وتوقيع عقد الشراء.

فرنسا

نشر ما يفيد بانه تداول نشطاء خليجيون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فيديو يطالب فيه بعض السياسيون الفرنسيون بالتحقيق في دعم قطر للإرهاب وقطع العلاقات معها.

ويتضمن الفيديو تصريح لوزير الاقتصاد الفرنسي الحالي، “برونو لو مير”، خلال لقاء تليفزيوني، أنه بالفعل لديه شكوك حول دعم قطر للإرهاب والذي أكده تقرير وزارة الخزانة الأمريكية وتقارير الخارجية الأمريكية، كما طالب بتبديد هذه الشكوك، وأنه لا يقبل أي شيء من قبيل الخديعة من الدول التي تمثل تحالف مع فرنسا.

وأضاف “لو مير” أنه طالب عام 2012 بإنشاء لجنة تحقيق برلمانية لتقصي الروابط بين بعض الدول الخليجية والشبكات الإسلامية، من حيث روابط الرعاية والدعم الضمني وروابط التمويل، دون الانتظار لعام 2015 أو النظر إلي الأحداث المثيرة التي تجري حالياً، لكن هذا الاقتراح تم رفضه ولم يتم حتي مناقشته.

وتضمن الفيديو أيضاً، تصريح للأمين العام لحزب الجبهة الوطنية، “نيكولا باي”، قال خلاله إنه يعتقد أن هذه البلدان التي قطعت علاقاتها مع قطر علي صواب، الكل يعلم أنها تدعم وتمول الجماعات الإسلامية في هذه المنطقة من العالم.

وشدد قائلاً: “يجب علينا أن نكون منسجمين في مواقفنا، حيث لا يمكن أن نسعي وراء القضاء علي التطرف ومحاربة الإرهاب، بينما نحتفظ بعلاقات مميزة مع قطر، حزبًا اليمين واليسار كلاهما طور العلاقات مع قطر وخاصة العلاقات التجارية”.

وأضاف أن فرنسا باعت لقطر تراثها بثمن بخس، كما أعفتهم من الضرائب علي المبيعات العقارية في فرنسا، وشدد علي ضرورة وضع حد لهذا التواطؤ وأن الطريقة الأنسب لذلك تشكيل لجنة برلمانية خاصة لتحديد روابط النخبة السياسية مع قطر.

وقال إن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر سيكون رسالة قوية للتأكيد علي أنه لا يمكن محاربة التطرف، أو الادعاء بفعل ذلك بينما تحتفظ فرنسا بعلاقات مميزة مع قطر وذلك حسب موقع خليجي.

وكذلك  تأكيد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ضرورة أن “تتحلى قطر بالشفافية التامة والرد على الأسئلة التي وجهت إليها من جيرانها” حسب وكالات الانباء الانجليزية.

لندن

قالت وكالات الانباء الإنجليزية،  من الصفات التي تميز السياسة القطرية،  صفتين هما الأبرز منذ بدء الأزمة الخليجية الأخيرة، وهما إنكار الاتهامات المواجهة ضد الدوحة، على جميع الأصعدة، وبشكل خاص ما يتعلق بدعم “تنظيمات متطرفة واستضافة قيادات إسلاميين مطلوبين في بعض الدول العربية” على ما تقول السعودية الإمارات والبحرين ومصر، والمكابرة بشأن أي تأثير محتمل لقطع العلاقات مع بعض الدول الخليجية والعربية على اقتصاد الدولة الغنية بالغاز والنفط، وتأكيد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده “لن تستسلم”.

المانيا

التقى القائم بالأعمال في السفارة السعودية لدى ألمانيا عدنان بوسطجي وسفراء كل من دولة الإمارات والبحرين ومصر، مدير إدارة ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الألمانية فيليب أكرمان.

من جانبه أكد فيليب أكرمان تفهم بلاده لتلك الإجراءات. كما أنه دعا جميع الأطراف إلى حل الخلافات بالحوار والطرق الدبلوماسية، مؤكدا في ذات الوقت أن برلين تدعم الوساطة الكويتية في هذا الشأن.

من جهته أكد القائم بالأعمال بسفارة المملكة في ألمانيا أن السعودية لم تفرض حصارا كما تدعي قطر، بل هي مجرد إجراءات تم اتخاذها ضد الدوحة من خلال عدم تقديم تسهيلات لها عبر الحدود السعودية، الأمر الذي تمارس فيه المملكة حقها السيادي الذي يكفله القانون الدولي.

أمريكا

قالت صحف أمريكية انه قد استشعرت الدوحة جدية الخطر بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن لقطر تاريخاً طويلا في دعم الإرهاب، وأن “الوقت قد حان لوقف ذلك”.

وهناك شهادات لمسؤولين أمريكيين من وزارات الدفاع والخارجية والخزانة و10أعضاء كونجرس أكدوا تمويل قطر وتركيا للإرهاب. و ترامب يعاكس الإدارات السابقة المتساهلة مع ممارسات قطر.

ففي بحث ديفيد واينبرغ حول دور قطر في دعم الإخوان المسلمين والقاعدة ذكر الباحث أسماء ست شخصيات قطرية ومدرجة في قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة الأميركية وفي قوائم الأمم المتحدة. ومن جانب آخر فإن مشروع مكافحة التطرف، وهو مركز يركز على دعم الإرهاب في العاصمة الأميركية يخوض بالتفصيل حول دور عدد أكبر من الأفراد والجماعات في دعم الإرهاب.

ومن أهم ما جاء في التقرير حيث يقول المركز في مقدمة التقرير، إن قطر دعمت، وهي حليفة أميركية طويلة العهد وعضو في الائتلاف العالمي لمكافحة داعش، المنظمات الإرهابية والأفراد الدوليين وتأويهم.

وترسل الدولة الخليجية الغنية دعماً مالياً ومالياً مباشراً للجماعات الإرهابية المعينة دولياً مثل حماس وجبهة النصرة، وتسمح على ما يبدو لقادة أو ممولين إرهابيين مطلوبين دولياً للعمل داخل حدودها.

ويضيف تقرير المركز في مقدمة بحثه المطول عن دعم الإرهاب في قطر، أن الحكومة القطرية قدمت الدعم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وحماس، وجماعة “الإخوان المسلمين”، وجبهة النصرة، وطالبان، بما في ذلك من خلال القروض المباشرة أو مقابل الفدية والتحويلات.

كما أن قطر تؤوي حالياً ما لا يقل عن 12 من الأفراد المدرجين على قوائم الإرهاب، منهم منظر الإخوان المسلمين يوسف القرضاوي، وثلاثة من عناصر حركة طالبان المطلوبين من الأمم المتحدة، وما لا يقل عن سبعة ممولين من تنظيم القاعدة الذين أدرجوا في قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وأن هؤلاء بإمكانهم العيش دون عقاب، وفي بعض الحالات، في حياة الترف داخل قطر وذلك حسب البيان.

تركيا وإيران

أكد الإعلامي الاماراتي حمد المزروعي، أن تركيا بكل طوائفها، وأحزابها ترى أن الأزمة القطرية، تمثل بالنسبة لها فرصة؛ لتوقيع معاهدات اقتصادية كثيرة مع الدوحة، قائلًا: “قطر لا تعد بالنسبة لتركيا إلا خزنة، لوقف نزيف الليرة الذي تعاني منه منذ فترة، ما يشير إلى أن موقف أنقرة انتهازيًا”.

أما عن العلاقات بين قطر وإيران، قال “المزروعي” لـ”دوت خليج”: “اقبال الحكومة القطرية على إيران بتلك السرعة، فهو يوضح أن الإيرانيين أقرب لقطر من الأتراك”، مضيفًا أن “إيران ليست الحليف الجيد، والتقارب معها، والارتماء في أحضان المعسكر الآخر، يدفع حتى بالدول الصامتة أو التي تطالب بالتهدئة تجاه قطر؛ إلى إاخاذ موقف مساند للتحالف الرباعي”.

وأشار الإعلامي الإماراتي إلى أنه على الرغم من العلاقات القطرية الإيرانية الأزلية؛ إلا أن الإدارة الإيرانية تفاجأت من رد فعل تميم، وتقاربه السريع معها؛ فهو بذلك سلم لطهران عاصمة خليجية بكل سهولة، في حين أن ذلك كان يعد حلمًا بالنسبة لإيران، لم تتوقع حدوثه، إلا ربما بعد 50 عام، وقال: “تميم الآن يسلم مفاتيح الدوحة لإيران”. كما أكد على أن قطر قامت بتمويل إيران بالكثير، بهدف حماية تميم ونظامه الحالي”.
 

ربما يعجبك أيضا