قتل المسلمين.. جريمة مستمرة في سجلات عنصرية أوروبا

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

عاش المسلمون ليلة دامية في بريطانيا راح ضحيتها شخص وأصيب 10 آخرون، عندما دهست سيارة فان المارة قرب مسجد شمال لندن في واقعة تحقق فيها شرطة مكافحة الإرهاب.

شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا اعتبرت حادثة الدهس عملًا إرهابيًا، مؤكدة أن “جميع الضحايا من المسلمين”، وهذا ما أكده أيضًا قائد الشرطة بقوله: «إن حادثة الدهس كانت بشكل واضح هجوما على المسلمين».

شهود عيان أكدوا أن السيارة  دهست مجموعة من المصلين لدى خروجهم من صلاة التراويح في مسجد فنزبري بارك، أو المسجد الكبير في شمال لندن، وأن سائق السيارة كان يقودها بسرعة عالية جداً وأراد قتل أكبر عدد من الأشخاص.

التحقيقات تشير إلى أن القاتل “يميني عنصري معاد للمسلمين والمهاجرين”، فقد تزامن الحادث مع خروج المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح في تلك المنطقة التي توجد بها كثافة إسلامية.

واعتبر مجلس مسلمي بريطانيا، أن حادثة الدهس هي أحد المظاهر العنيفة للإسلاموفوبيا، وأعنف مظاهر إرهاب الإسلام في بريطانيا في الأشهر الأخيرة. 

اللافت أن هذه الحادثة ليست الأولى ولا الأخيرة من جرائم العنف ضد المسلمين في أوروبا والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة ازديادًا كبيرًا في معدل جرائم الكراهية والعنف ضد المسلمين في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها دول غربية.

دعوات ترامب التحريضية

الارتفاع في وتيرة الجرائم ضد المسلمين يؤكد أنهم في أوروبا سيواجهون مرحلة صعبة خلال الفترة المقبلة، بعد الدعوات المتنامية لتهجيرهم، والتي أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شرارتها بعد قراره بمنع دخول رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة.

دعوات الرئيس الأمريكي ساهمت إلى حد كبير في تحريض الجماعات المتطرفة الموجودة في أوروبا على مواجهة المسلمين بالإرهاب والعنف، عبر الهجوم على دور العبادة والمساجد في أمريكا وأوربا واستهداف المسلمين في كل مكان، حيث وقعت 15 جريمة كراهية موثقة ضد المسلمين لمدة 4 أيام متتالية بعد تغريدة ترامب، كان أولها إطلاق نار ضد مسلمين مباشرة بعد ساعة واحدة من دعوة ترامب.

الولايات المتحدة

الولايات المتحدة كانت على رأس الدول الأوروبية من حيث حوادث الاعتداء على المسلمين ومساجدهم، فقد تزامن مع حادث دهس المسلمين في بريطانيا، الاعتداء على فتاة مسملة في أمريكا، حيث عثرت الشرطة على جثمان الفتاة المسلمة «نابرا حسنين» البالغة من العمر (17 عامًا)، في بركة مياه، بعد أن اختفت أثناء توجهها للمسجد بصحبة أصدقائها، بولاية فيرجينيا الأمريكية.

الشرطة وجهت تهمة للشاب “داروين مارتينيز توريس” بقتل الفتاة، بعدما تم إلقاء القبض على تورس عقب العثور عليه وهو يقود سيارته في المكان الذي تبحث فيه الشرطة على جثمان الفتاة.

الواقعة بدأت عندما أوقف شخص يقود سيارة، الفتاة وأصدقاءها أثناء سيرهم من مكان إفطارهم إلى المسجد، وقام بالتعدي عليها فانفصلت عن أصدقائها، وقام باختطافها ثم قتلها وألقاها في بركة ماء بولاية فيرجينيا.

كما شهدت الولايات المتحدة أيضًا الكثير من حوادث الاعتداء على المساجد، ففي شهر يناير، أضرم مجهولون النار في مسجد بواشنطن في مدينة سياتل الأمريكية، واستطاع رجال الإطفاء السيطرة عليه بعد تهشيم النيران لأجزاء كبيرة منه، بينما أعلنت الشرطة القبض على مشتبه به أولي، وفق ما نشر موقع “الدايل ميل” البريطاني.

وأوقفت الشرطة المواطن ايزاك ويلسون، 37 سنة وبدون مسكن، بعد العثور عليه مستلقيا بالقرب من مركز ايست سايد الإسلامي، بأحد ضواحي مدينة سياتل.

 وفي فبراير من عام 2017 وقع اعتداء على مسجد نيو تامبا في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة. وأظهر الفيديو الذي رصدته الكاميرا لحظة إشعال رجل النيران باستخدام كيروسين شديد الاشتعال، وإلقاؤه على الأرض أمام باب المسجد قبل إشعاله، ما تسبب في وقوع أضرار كبيرة له.

دول أخرى

لم تكن الولايات الأمريكية وحدها هى التي شهدت مثل هذه الحوادث من العنف، حيث لم تسلم بريطانيا وإسبانيا وألمانيا والنرويج وهولندا من الاعتداء على المسلمين وحرق مساجدهم وتدنيسها بالأحذية وإلقاء رؤوس الخنازير فيها.

هذه الجرائم وغيرها وثقها “مركز دراسة الكراهية والتطرف” في جامعة ولاية كاليفورنياـ حيث أكد في تقرير صادر له أن جرائم الكراهية ضد المسلمين الأمريكيين ارتفعت إلى أعلى مستوى لها هذا العام منذ هجمات 11 سبتمبر، مما يدعو إلى القلق في ظل الدعوات التي تدعو إلى حظر الوجود الإسلامي في أمريكا.

المحللون يرون أن العوامل التي ساهمت في ارتفاع الخطاب المعادي للمسلمين والعنف ضدهم هي عوامل معقدة، ولا تنحصر فقط في الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها دول غربية، كذلك الأحكام المسبقة والصور النمطية المشوهة التي تدرج كافة المسلمين على قائمة الإرهاب.

فضلا عن ذلك أرجع المحللون جزء من أسباب هذه الجرائم إلى تصريحات السياسيين المعادية للإسلام في حملاتهم الانتخابية والتي خلقت مناخ من الكراهية، خاصة مع دعوات المرشحين الجمهوريين إلى إغلاق المساجد وقتل عائلات الإرهابيين، وتطوير اختبارات دينية لقبول اللاجئين، ووصف اللاجئين المسلمين بالكلاب المسعورة، وفرض حظر على جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وإنشاء سجل وطني لجميع المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.

أخيرا، إن ما حدث مؤخرا يؤكد أن المسلمين يواجهون موجات كبيرة من العنف مع تصاعد اليمين المتطرف في أرجاء أوروبا، ساهمت في تصاعد الاعتداءات على المهاجرين العرب، وامتداد لظاهرة الإسلاموفوبيا التي بدأت تجتاح عددا كبيرا من المدن الأوربية، تنوعت بين الحرق المتعمد من قبل متعصبين، أو الاعتداء المباشر على المصليين، بالإضافة إلى إلقاء زجاجات المولوتوف على المساجد، ورؤوس الخنازير.
 

ربما يعجبك أيضا