“لجم إعلام الإرهاب”.. أبرز ثمار التعاون بين مصر والإمارات

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضوء تعزيز الشراكة الاسترتيجية ين مصر والإمارات، اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسي مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مكافحة تمويل الإرهاب وإمداده بالسلاح والمقاتلين، والتصدي للمنابر الإعلامية الموالية له.

وفقا لبيان رئاسة الجمهورية، ركزت المباحثات المصرية – الإماراتية على أهمية تضافر جهود الدول العربية والمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب على جميع المستويات.

وشدد الجانبان على ضرورة العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة في بعض دول المنطقة، بهدف الحفاظ على وحدة أراضي تلك الدول وسلامتها الإقليمية، وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية، بما يحقق لها استعادة الأمن والاستقرار.

وبحث السيسي ومحمد بن زايد آخر تطورات الأوضاع بالمنطقة، لا سيمًا الأزمة الناشئة بسبب مواقف دولة قطر السلبية، وخاصة ما يتعلق بدعمها للإرهاب، كما بحثا تحديات خطر الإرهاب، وتدخل بعض الدول والقوى للعبث بأمن واستقرار الدول العربية.

جاءت المباحثات المصرية الإماراتية، بعد أيام من بيان عربي مشترك لكل من “مصر، السعودية، الإمارات، البحرين”، بشأن محاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه.

واتفقت الدول الأربع – أول يونيو الجاري – على تصنيف “59” فرداً و “12” كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، التي سيتم تحديثها تباعاً والإعلان عنها.

وهذه القائمة المدرجة مرتبطة بقطر، وتخدم أجندات مشبوهة في مؤشر على ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى.

وأكدت الدول الأربع التزامها بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرارفي المنطقة.

يشار إلى أن بعض الدول العربية من بينها “مصر والسعودية والإمارات والبحرين” قررت قطع علاقتها الدبلوماسية مع دولة قطر، أول يونيو الجاري، بسبب دعمها وتمويلها للتنظيمات الإرهابية والجماعات المتشدده، فضلًا عن تبني الدوحة أجندة إيرانية مما يهدد أمن واستقرار المنطقة.

لَجْم إعلام الإرهاب

شهدت الأيام الأخيرة تحركًا عربيًا في كل من السعودية ومصر والإمارات للجْم مواقع إلكترونية وقنوات إعلامية أغلبها تدار من قطر أو تمول منها، بسبب ما تبثه من محتويات داعمة للإرهاب والتطرف وما تتعمده من نشر للأخبار الكاذبة.

وجاء هذا التحرك، ضمن الحرب التي تخوضها تلك الدول على التطرف وداعميه، وباعتبار تلك الوسائل الإعلامية “توفر للمنظمات والدول والجماعات الإرهابية منصة للدعاية والترويج ومظلة للأفكار الإرهابية”.

في غضون ذلك، نقلت فضائية “سكاي نيوز عربية”، عن الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، قوله، إن خطوة إغلاق تلك المنافذ الإعلامية أتت من أرضية قانونية، إذ أن من حق أي دولة ضمن صلاحياتها السيادية إغلاق الوسائل الإعلامية التي تزعزع الأمن وتقوض الاستقرار فيها، حسب خبراء القانون.

ومن بين المواقع الإلكترونية والقنوات التي تم حظرها في السعودية ومصر والإمارات كل من “الجزيرة نت” و”قناة الشرق” و”مصر العربية” و”الشعب” و”عربي 21 ” و “رصد” و”حماس أون لاين” وكلها قنوات تدعم وتروج لمنظمات متطرفة عباءتها الرئيسية جماعة الإخوان.

وأيّد عبد العزيز حظر تلك المنافذ الإعلامية وخاصّة قناة الجزيرة قائلا إن “تغطيتها للشأن العربي عامة، والشأنين المصري والسوري على وجه الخصوص أثبت أنها أداة فعل سياسي تحريضي وليست وسيلة إعلام”، مضيفًا أن “كثيرًا من الرسائل التي يبثها الإرهابيون لم تجد سوى قناة الجزيرة منصة لإيصالها.”

واعتبر عبد العزيز حظر مواقع وقنوات الوسائل الإعلامية الراعية للإرهاب خطوة أولى في معركة كبرى أحد أهم محاورها تجفيف الأصوات الداعمة للإرهاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ورأى أن تلك المواقع التواصلية لا تزال الوسيلة الأسرع للمتطرفين لبث رسائلهم في وقت قياسي، كما كانت وسيلة رئيسة لتجنيد الكثير من المسلحين الأجانب الذين انضموا إلى داعش والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وغيرهما.

خبراء: قطر تحصد نتائج تمويلها واحتضانها للإرهاب

أكد محامون أن قطر ستحصد قريباً نتيجة تمويلها واحتضانها الجماعات الإرهابية، مشيرين إلى أن هناك عقوبات دولية آتية في الطريق لا محالة، وأن للشعوب المتضررة من إرهاب قطر الحق في المطالبة بمحاسبتها أمام محكمة العدل الدولية.

وبحسب صحيفة “البيان” الإماراتية، قال المحامي زايد الشامسي رئيس جمعية المحامين والقانونيين الإماراتية، إن شعوب دول الإمارات والسعودية واليمن ومصر وتونس وليبيا لن تسامح قطر بدماء شهدائها، وآهات جرحاها وتشرد أبنائها، إذا ثبت بالأدلة القاطعة تورطها في دعم الإرهاب والجماعات المسلحة غير الشرعية، مادياً وإعلامياً أو عبر المجموعات التخريبية بقصد زعزعة الأمن والاستقرار وإذكاء جذوة الإرهاب، مرجحاً مزيداً من العقوبات والإجراءات ضد هذه الدولة إذا ظهرت في المستقبل المزيد من الأدلة حول تورطها في ما ذُكر.

مصر والإمارات.. علاقات راسخة واحترام متبادل

تتسم العلاقات الإماراتية- المصرية  بأنها نموذجاً يُحتذي في العلاقات العربية ـ العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة أو من حيث استقرارها ونموها المستمر أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسؤولين فيها .

وتحظى مصر بمكانة خاصة لدى الإمارات منذ قام مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد آل نهيان، بإرساء وتطوير هذه العلاقات.

وامتد التنسيق ليصل إلى حد التكامل والتطابق في المواقف، فالإمارات تؤكد دعمها المطلق لأمن مصر، ووقوفها إلى جانبها في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وإلى جانب ذلك، يتبنى الطرفان مواقف متشابهة من أزمات سوريا والعراق وليبيا واليمن.

 

ربما يعجبك أيضا