في يومهم.. العالم يرفع شعار “مع اللاجئين”

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

قضية اللاجئين ليست وليدة اليوم ولكنها أصبحت قضية شائكة في جميع المحافل الدولية بعد أن طالت العديد من الدول حروب داخلية أجبرت ساكنيها على النزوح منها هربا من الدمار والقتل، ليجدوا أنفسهم على حدود دول أخرى منتظرين الأمان.

اليوم العالمي

بدأ الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في عام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر من نفس العام، ونوه القرار بأن تاريخ 2001 كان يوافق الذكرى الخمسين لإعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، وتم اختيار 20 يونيو لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقي الذي تحتفل به عدة بلدان أفريقية.

خصص 20 يونيو من كل عام، لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم، وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

مع اللاجئين

تعتقد مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن الوقت حان أمام زعماء العالم وقادته لإبراز حقيقة مفادها أن الجمهور العالمى يقف مع اللاجئين، حيث دشنت المفوضية حملة عريضتها المسماة “مع اللاجئين”، لإيصال تلك الحقيقة إلى الحكومات التى ينبغى عليها العمل معها والقيام بما عليها تجاه اللاجئين.

وهذه الحملة مستمرة حتى التوقيع على ميثاق عالمى للاجئين فى عام 2018، وتشير احصائيات مفوضية شئون اللاجئين، إلى أن عددا غير مسبوق بلغ 65.3 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم اضطر للفرار من ديارهم، بينهم ما يقرب من 21.3 مليون لاجئ، أكثر من نصفهم تحت سن 18 عاما.

وهناك أيضاً 10 ملايين شخص من عديمى الجنسية حرموا من الحصول على الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل.

فشل الدبلوماسية الدولية

“العالم أصبح غير قادر على صنع السلام” بهذه الكلمات بدأ ” فيليبو غراندي” المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حديثه، معلنا أن 65.6 مليون شخص هو عدد اللاجئين أو طالبي اللجوء أو النازحين داخليا في مختلف أنحاء العالم طبقا لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ،وأضافت في تقريرها السنوي أن تقديرات اللاجئين في نهاية عام 2016 ازدادت بنحو 300 ألف مقارنة بعام 2015.

وهذه زيادة صغيرة مقارنة بعامي 2014 و 2015 عندما ارتفع الرقم خلالهما إلى خمسة ملايين لاجئ.

وأضاف : “إن الوضع الحالي يؤشر إلى فشل مخيب للآمال بالنسبة إلى الدبلوماسية الدولية” ، ومضى للقول “سترى أن الصراعات القديمة لا تزال تطل برؤوسها، في حين تظهر نزاعات جديدة، ما يؤدي إلى النزوح، والنزوح القسري رمز للحروب التي لا تنتهي على الإطلاق”.

أفضل مكان لللاجئين

في عام 2016 فر نحو 340 ألف من العنف في جنوب السودان باتجاه أوغندا المجاورة.

وهذا الرقم أكبر من أي رقم مسجل في أي بلد آخر بما في ذلك سوريا حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 ألف شخص فروا منها ، فبعد مرور 36 ساعة من عبور الحدود إلى أوغندا عن طريق جسر خشبي بسيط، يتم إعطاء اللاجئين قطعة أرض صغيرة والمواد التي يحتاجون إليها للبدء في الزراعة لتدبير طعامهم بأنفسهم.

وكان الوضع قبل سنة من الآن في قرية “بيدي بيدي” على هذا النحو لكنها تحولت الآن إلى أكبر مستوطنة للاجئين في العالم تؤوي أكثر من ربع مليون شخص وتغطي مساحة 250 كيلومتر مربع.

وقالت الأمم المتحدة إنها تأمل في أن الرقم القياسي الحالي من النازحين من شأنه أن يشجع البلدان الغنية على التفكير مرة أخرى في كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين: أي لا تكتفي بقبول مزيد من اللاجئين وإنما تستثمر في توفير أسباب السلام وإعادة الإعمار في البلدان التي يفرون منها.

تركيا الأكثر استقبالا

أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن سوريا تتصدر لائحة تصدير اللاجئين وأن تركيا تصدرت لائحة الدول الأكثر استقبالا للاجئين في العالم.

وقال التقرير الدولي الصادر عن المفوضية، إن “تركيا تعد أول دولة مستقبلة للاجئين في العالم، حيث تشير المعطيات أن تركيا تستقبل نحو 3 ملايين لاجئ، تليها باكستان بمليون و300 ألف لاجئ، ولبنان وإيران وأوغندا وإثيوبيا”.

واحتلت الأردن المرتبة السابعة في لائحة الدول المستقبلة للاجئين بنحو 664 آلاف لاجئ، تليها كل من ألمانيا والكونغو وكينيا.
وأضافت أن سوريا تصدرت الدول المصدرة للاجئين، تليها أفغانستان والصومال السودان.

ألمانيا الأكثر سخاء

تعتبر ألمانيا من أكثر الدول سخاء من حيث الإنفاق الإنساني حيث أنها استقبلت في السنوات الأخيرة أكثر من مليون لاجئ فروا من الحروب في إفريقيا والشرق الأوسط على الأمر الذي جعلت برلين تنفق حوالي 1.3 مليار يورو “1.45 مليار دولار” على المساعدات العام الماضي.

وقد طالب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل ، بمزيد من الدعم الدولي في التعامل مع أزمة اللاجئين العالمية ، وقال إن ألمانيا “لا تستطيع مواجهة هذه التحديات بمفردها.. نحن بحاجة إلى جهود دولية مشتركة وتوزيع أكثر عدلا للمسؤولية من أجل تخفيف معاناة اللاجئين في جميع أنحاء العالم ومنع حدوث أزمات لاجئين طويلة الأمد في المقام الأول”.

ربما يعجبك أيضا