اللاجئون السوريون.. عيد بلا وطن

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

رغم انتظارهم لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، ورغم التكدس والزحام الشديد عند المعابر، إلا أن حنين السوريين لوطنهم وأهلهم كان أقوى من كل الصعوبات والعوائق.

ومؤخرًا عاد آلاف اللاجئين السوريين إلى بلادهم قادمين من تركيا حاملين حقائب السفر وأكياس التسوق والأطفال الصغار، استعدادًا للاحتفال بعيد الفطر.

الاحتفال بعيد الفطر

وتجاوز عدد السوريين العابرين عبر بوابتي باب الهوى وباب السلامة إلى سوريا لقضاء عطلة إجازة العيد نحو 100 ألف شخص، ومن المتوقع أن يصل العدد مع انتهاء المدة المحددة إلى حوالي 135 ألف.

وذكر مسؤولون أتراك في المعبر أنه منذ بداية شهر يونيو الحالي حتى يوم الثلاثاء (20 يونيو 2017) شهد معبر باب الهوى على الحدود التركية السورية تدفقا كبيرا للسوريين العائدين إلى بلدهم .

حق العودة

وتمنح أنقرة الآن اللاجئين السوريين حق العودة إلى تركيا خلال شهر إذا أرادوا الذهاب إلى بلادهم للاحتفال بعيد الفطر.

وقال بعضهم إنهم يريدون استئناف حياتهم في بلدهم وأنهم سيعودون خلال شهر إذا لم تمض الأمور بصورة جيدة في حين ذكر آخرون أنهم يريدون العودة إلى سوريا نهائياً متعللين بصعوبة إيجاد عمل في تركيا.

ويعيش اللاجئون السوريون بغالبيتهم في تركيا خارج مخيمات أقامتها الحكومة ويجدون صعوبة في الوفاء باحتياجاتهم، بخاصة أن كلفة الطعام وإيجار المسكن والملابس تتجاوز دخولهم عادة.

وتقدّر الحكومة التي شددت أمن حدودها بعد اتفاق في 2016 مع الاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة غير الشرعية، أنها أنفقت نحو 25 بليون دولار على إيواء اللاجئين.
 
صعوبات وعقبات

يذهبون بعد الإفطار مساءً وينتظرون في العراء حتى الصباح تجت لهيب الشمس شيبا وشبانا ونساءً وأطفالاً لا يثنيهم عن هدفهم شيء، فرائحة الوطن تشدهم وتناديهم وهم على بعد أمتار منه لا يفصلهم سوى تجاوز بوابتي الحدود التركية والسورية.

صعوبات كبيرة عاشها العابرون وخاصة على معبر باب السلامة الذي فتح أبوابه مؤخرا ومتأخرا عن باب الهوى قرابة الأسبوعين.. حالات إغماء وتدافع وتزاحم وانتظار طويل يصل إلى عشرات الساعات كلها أسباب دفعت إدارة معبر باب السلامة لمطالبة الجانب التركي باتخاذ اجراءات من شأنها تخفيف الازدحام والسماح بمرور أعداد أكبر.

وحسب الصفحة الرسمية لإدارة معبر باب السلامة فإن الجانب التركي وافق على زيادة عدد أجهزة الحواسيب والكادر وفتح مخرج ثاني يخفف الازدحام ويستوعب أعدادا أكبر علاوة على ذلك تمديد ساعات الدوام حتى الساعة 11 مساءً بعد أن كانت فقط بين الساعة 8 صباحاً حتى الخامسة عصرا.

وسيبقى معبر باب الهوى مفتوحًا حتى آخر يوم رمضان بينما باب السلامة حتى يوم الجمعة في 23 يونيو.

5.5 مليون لاجئ سوري

بلغ عدد اللاجئين والنازحين قسرا في العالم، حتى أواخر 2016، نحو 65.6 مليون شخص، بينهم 5.5 مليون سوري، يعيش نحو 3 ملايين منهم في لبنان وتركيا.

وأفاد تقرير أصدرته مؤخرا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن الحروب والعنف والاضطهاد تسببت حول العالم بنزوح المزيد من الأشخاص قسرا من ديارهم أكثر من أي وقت مضى.

وأكد التقرير أن الصراع السوري لا يزال أكبر منتج للاجئين في العالم، بنحو 5.5 مليون شخص.

ربما يعجبك أيضا