رقيبات السير في الأردن.. اقتدار ينافس قدرة الرجال

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – لساعات طويلة في حر الصيف وبرد الشتاء، تقف رقيبات السير في جهاز الأمن الأردني، لتنظيم حركة المرور بمختلف شوارع المملكة الرئيسة، ليظهرن قدرة وتميزا بتوفير بيئة مرورية آمنة تتفوق أحيانا على قدرة زملائهن من الرجال.
 
وفي رمضان، تنشط رقيبات السير، فما أن تبزغ الشمس حتى يبدأن عملهن بكفاءة عالية واقتدار، في مهنة تتطلب طبيعة العمل بها، مجهودا بدني كبير وسرعة بديهية للحفاظ على انسيابية الحركة المرورية.
 
ولسنوات ليست بقليلة، ظلت مهمة تنظيم السير حكرا على الرجال في الأردن، لأسباب عدة أبرزها، طبيعة المجتمع الشرقي المحافظ، إضافة لأن مثل هذه المهن لا مكان فيها للسيدات لظروفهن ومتطلبات العمل من وجهة نظر السكان.
 
والتقت ” رؤية ” إحدى العاملات في إدارة السير والتي مضى على عملها نحو 10 سنوات، ونفت أن يكون عملها في الشارع ودورها بتنظيم حركة المرور أمر معيب، بل على العكس يثبت قدرتها على الإنجاز في مهمة معقدة.
 
وقالت طالبة عدم ذكر اسمها، إن زميلاتها في الميدان، أثبتن قدرتهن في تحمل المسؤولية والواجب، إضافة لضغوط العمل.
 
وإضافة لمسؤوليتهن بتنظيم حركة السير، في بلد يعاني أزمة مرورية خانقة في ساعات الذروة، ويزيد فيها عدد المركبات عن طاقتها الاستيعابية بأضعاف، فرقيبات السير أيضا أمهات وزوجات وربات منازل.
 
وتقول رقيبة السير وهي برتبة وكيل، إنها تمضي نحو سبع ساعات من نهارها في الميدان، وتعود بعد ذلك إلى منزلها لتقوم بواجباتها كربة منزل وزوجة.
 
وأشارت إلى أنها ورغم صعوبة عملها في بعض الأحيان، إلا أن ذلك يدفعها للاستمرار به “خدمة للوطن” ولرغبتها في كسر الصورة النمطية لدى جمهور واسع من المواطنين بأن مثل هذه المهن لا تليق بالمرأة.
 
ولا تقتصر مهمات رقيبة السير في الأردن، على تنظيم حركة السير فقط بل يتعدى الأمر، لتحرير المخالفات وتوقيف المخالفين، إضافة إلى أن بعضهن يقدن دراجات نارية لملاحقة المركبة ذات السرعات المتهورة.
 
وبحسب الأرقام الرسمية، تعمل لدى إدارة السير المركزية نحو 200 امرأة كرقيبات سير، من مجموع 2600 رقيب سير يعملون في مختلف مرافق المديرية.
 
وتعمل مديرية الأمن العام في الأردن، وضمن خططها المستقبلية على زيادة أعداد الشرطة النسائية العاملات في هذا المجال لتشمل جميع محافظات المملكة، وتوسعة صلاحياتهن بما يشمل التحقيق المروري بحوادث السير.
 
وتسعى الحكومات المتعاقبة في الأردن، لكسر جمود عمل المرأة في مختلف القطاعات، إذ تشير الإحصاءات إلى أن نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة كانت عام 2010 تقدر بـ 16 %، لكنها هبطت إلى 12.6 % في العام 2014، لتصل إلى 14.9 % للعام 2015.
 
ووفق تقرير التنافسية للعامين 2014 – 2015 فقد حل الأردن في المرتبة 142 من أصل 144 دولة بالنسبة لتدني المشاركة الاقتصادية للمرأة.
 
 

ربما يعجبك أيضا