عندما خذلت ريما الرحباني “جارة القمر”

سهام عيد

كتبت – علياء عصام الدين

لمين بتسهر النجمة، لمين؟
ليه بتخلص العتمة؟
إلك؟ أو إلي؟
أو مش لشي؟ مش لشي؟
ولا أي شي
لمين بيبكي الحور، لمين؟
ليه الأرض بتدور؟
إلك؟ أو إلي؟
أو مش لشي؟ مش لشي؟
ولا أي شي

كلمات خرجت بها “ريما الرحباني” ابنه السيدة فيروز لتكسر قلوب جماهير ترقبت صوت ” قيثارة السماء” بعد غياب طال لسنوات.

هذا الشغف الذي ينتظر به عاشقوا فيروز أغانيها سرعان ما انطفأ على وقع مقطع فيديو تم تسريبه من ألبومها المرتقب “ببالي” تحت عنوان ” لمين” حمل كلمات ركيكة ولحن هجين مستوحى من أغنية Pour Qui Veille L’Etoile الفرنسية وبتوزيع غاية في السوء.

ما يناسب تاريخ فيروز لا يمكن الاستهانة به، والخروج به على هذه الشاكلة، هو تخاذل من صانعي العمل الفني إن كان يمكن تسميته بهذا الاسم، فالعودة بفيروز يجب أن تكون ثورية وفريدة وقوية في كل شئ.

فصاحبة “هدير البوسطة” و” نحنا والقمر جيران” لا يمكن الاستهانة بتاريخها العريق.

لقد تورطت فيروز في أغنية من صناعة ابنتها، أغنية افتقدت إلى الحس الفني والروح التي تعودناها معها، أغنية من مقطعين، بتكرار ممل في العبارات، وتوزيع لا يتناسب واللحن ومحاولة إيحائية بروح الجاز باءت بالفشل، فاختفت منها معالم الصوت الذي ظهر متقطعًا صعبًا بفعل غياب الموهبة.

هذا الصوت الملائكي الذي لا زال محتفظًا من وراء كل هذه “البشاعة” بتألقه لم تخذله سوى “ريما”.

ويظل العمل الفني أياً كان صانعه خاضعًا للنقد والتعديل، لا يرتبط بقامة صانعه أو تاريخه، ويتم تقيمه بمعزل عن هالات التقديس والتأليه.

فكيف تلجأ السيدة فيروز لمثل هذا الخيار في ظل وجود قامات فنية وموسيقية قادرة على صناعة عمل يليق برقي وتاريخ صاحبته، إلا على اعتبار أنها “نزوة” فنية اختارت فيها أن تسمح لابنتها “ريما” بصناعة عمل “شخصي” تحيي من خلاله الذكرى الـ31 لرحيل والدها الموسيقار عاصي الرحباني.

ولكن لمين؟ لمين يا ريما هذه الكلمات الضعيفة لعاصي أم للسيدة فيروز!

لا يمكننا من خلال أغنية واحدة مرتبطة بمناسبة الحكم على الألبوم الذي يحمل اسم “ببالي” والمتوقع أن يصدر في 22 سبتمبر القادم، فمن الصعوبة بمكان الإشادة بالعمل أو ذمه قبل سماعه كاملًا، ومعرفة ما إذا كانت روحه ستلتبس بروح أغنية “لمين”، لاسيما أن ريما الرحباني هي منتجة الألبوم.

ويبقى الانتظار سيد الموقف الذي سيقرر هل من المفترض أن ” تنام ريما ” وتبتعد عن الكتابة بعد هذه الفاجعة التي صنعتها أم تكتفي بالإنتاج فقط وهو الأمر الذي سيتحدد بعد طرح الألبوم.

بيد أن سقطة واحدة – اعترفنا بها أو لم نعترف- لن تزلزل عرش “جارة القمر” ، لن تخنقق هذه صوت العصافير في الصباحات الفيروزية أو تخفي رائحة المطر في الشتاء البارد، ولن تقتل صوت السفينة والشواطئ والأشرعة، صوت الشعر والموسيقى صوت ” قيثارة السماء”.

 
https://www.youtube.com/watch?v=Kh-bQ63PgO8

ربما يعجبك أيضا