الأسطورة الأرجنتينية « ليونيل ميسي».. 30 عامًا من الإبداع والتميز

حسام السبكي

إعداد – حسام السبكي

يحتفي عشاق ومحبو كرة القدم، اليوم، بميلاد أحد أساطير كرة القدم الأرجنتينية، إن لم يكن أحد أهم المُبدعين في العالم، والذي يحمل الرقم المميز “10” سوءًا في فريقه برشلونة الإسباني، أو على مستوى منتخب التانجو الأرجنتيني، كما أنه يعده خليفة للنجم التاريخي لبرشلونة والأرجنتين أيضًا “دييجو أرماندو مارادونا”، إنه النجم الرائع “ليونيل ميسي”.

ميلاد ميسي

ربما لا يتسع المقام هنا لسرد القائمة الطويلة للجوائز التي حصل عليها النجم الأرجنتيني “ليونيل ميسي”، إلا أننا يمكننا ذكر أبرزها، فقد حصل اللاعب على “كرة الفيفا الذهبية”، 4 مرات، في أعوام 2010 و2011 و2012 و2015، كما حصل على “الكرة الذهبية” في عام 2009، وحصل أيضًا على لقب “أفضل لاعب في الدوري الإسباني” 3 مرات، في ثلاث أعوام متتالية 2009 و2010 و2011،  كما حصل على لقب “هداف الدوري الإسباني”، في عامي 2010 و2012، كما حصل على “هداف دوري أبطال أوروبا”، 5 مرات، في أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2015، وحصل أيضًا على لقب “أفضل لاعب في العالم” 3 مرات، في ثلاثة أعوام متتالية هي 2009 و2010 و2011.

ولد “ليونيل ميسي كوتشيتيني” أو “ليو” ، في 24 يونيو 1987، وهو لاعب كرة قدم أرجنتيني ويلعب حاليًا مع فريق برشلونة الإسباني، وهو أحد أبناء النادي الكتالوني، ويجيد “ميسي” اللعب في مركزي المهاجم الصريح والجناح المتحرك.

يعتبره الكثيرون أحد أفضل لاعبي كرة القدم من بين لاعبي الجيل الحالي، بل ويذهب البعض إلى كونه الأفضل بين لاعبي كرة القدم في التاريخ ، وقد ترشيح “ليو” في العديد من المرات لنيل جائزة الكرة الذهبية التي تُمنح لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، وهو في سن 20 و21 ، وفاز بها للمرة الأولي وهو في عمر 22، يقارن البعض بينه وبين الأسطورة الأرجنتينية التاريخية “دييجو أرماندو مارادونا”، سواءً على مستوى طريقة اللعب أو المهارات، إلى الحد الذي أعلن فيه “مارادونا” بنفسه، أن “ميسي” هو خليفته في ملاعب كرة القدم.

وعلى ذكر الشبه بين “مارادونا”، و”ميسي”، فهناك هدفان سجلهما كلا الأسطورتين الأرجنتينيتين، الأولى كانت من “مارادونا” في ربع نهائي كأس العالم 1986 والتي استضافتها المكسيك، وكان ذلك في مواجهة المنتخب الإنجليزي، والثانية كانت من “ميسي” في مباراة برشلونة وخيتافي، حيث اختار كلا النجمين، المرور من وسط الملعب، والعبور بمهارة من جميع لاعبي الوسط والدفاع في الفريق المنافس، إلى جانب مرواغة حارس المرمى، حتى إحراز الهدف.

تاريخ ميسي مع برشلونة


بدأ الأسطورة الأرجنتينية “ليونيل ميسي”، مسيرته مع كرة القدم في سن مبكرة، فقد غادر مدينة “روساريو” ، والتي كان يلعب فيها في فريق الناشئين بـ “نيولز أولد بويز”، في الأرجنتين، وذلك في عام 2000، حين كان يبلغ 13 عامًا، وقد انتقل مع أسرته إلى القارة الأوروبية، وهناك بدأت تظهر موهبته، من خلال متابعته من قبل المدير الرياضي لنادي برشلونة وهو ” كارلوس ريكساش” ، والذي ذُهل بموهبته اللافته للأنظار، وفي الرابع عشر من شهر ديسمبر من العام 2000، تم إبرام أول عقد بين “ميسي” وفريق برشلونة الإسباني، وقد تكفل الفريق الكتالوني بمصاريف علاج النجم الأرجنتيني، و الذي كان يعاني من نقص في هرمونات النمو، والتي كانت تبلغ في هذا الوقت 900 دولار أمريكي، وقد أعجزت فريق “ريفر بليت” الأرجنتيني عن إتمام تعاقده مع “ميسي” رغم إعجاب إدارة الفريق الشديدة باللاعب.

أما أول مباراة رسمية لـ “ميسي” مع الفريق الأول لنادي برشلونة، فكانت أمام المدير الفني البرتغالي المعروف “جوزيه مورينيو” – المدير الفني الحالي لفريق مانشستر يونايتد – والذي كان يتولى تدريب فريق بورتو البرتغالي في هذه الفترة، وكانت مشاركة ميسي في المباراة الودية التي جرت في 16 نوفمبر 2003، وكان ميسي وقتها يبلغ من العمر 16 عامًا، أما المشاركة الأولى له في الدوري الإسباني، فجاءت عن طريق المدير الفني الهولندي للفريق الإسباني “فرانك ريكارد”، وذلك في 16 أكتوبر 2004، حين كان يبلغ “ميسي” وقتها 17 عامًا، ويعتبر بذلك “ميسي” ثالث أصغر لاعب في صفوف الفريق الأول ببرشلونة، وأصغر لاعب يشارك مع برشلونة في الدوري الإسباني.

أما عن الهدف الأول لـ “ميسي” مع برشلونة، عندما سجل هدفًا رائعًا أمام فريق “الباسيتي”، بعدما تلقى تمريرة متقنة، من النجم البرازيلي “رونالدينيهو”، ليسددها ساقطة فوق حارس المرمى، ليصبح “ميسي” بهذا الهدف، أصغر لاعب في تاريخ برشلونة، يسجل هدفًا في الدوري الإسباني، وهو بعمر 17 عامًا.

وشهد موسم 2004 – 2005، الظهور الرسمي الأول لـ “ميسي” في صفوف “برشلونة”، حيث نجح في تحطيم الرقم القياسي المسجل في الفريق الكتالوني، لأصغر لاعب يسجل هدفًا في الدوري الإسباني، وقد تم تكريم اللاعب بهذه المناسبة، إلا أن التكريم الأبرز بالنسبة له، فهو مشاركته في فوز “برشلونة”، بالدوري الإسباني في أول موسم له، كما حصل مع الفريق على الدوري وكأس السوبر الإسباني ودوري أبطال أوروبا في عام 2006.

وكان موسم 2005 – 2006، موسمًا مميزًا لـ “ميسي” مع فريق برشلونة الإسباني، حيث انضم بشكلٍ رسميٍ إلى صفوف الفريق الأول، ففي هذا الموسم، حصل “ميسي” على الجنسية الإسبانية، ليتمكن من المشاركة مع فريق “برشلونة”، للمرة الأولى بشكلٍ رسميٍ في الدوري الإسباني، فيما لعب “ميسي” أول مباراة له على ملعب “كامب نو” في دوري أبطال أوروبا، في 27 سبتمبر من العام 2005، ضد فريق أودينيزي الإيطالي، وفي هذا الموسم أيضًا، سجل ميسي 6 أهداف، خلال 17 مباراة له بالدوري الإسباني، فيما سجل هدفًا وحيدًا في دوري الأبطال الأوروبي من أصل 6 مباريات شارك بها النجم الأرجنتيني، إلا أن ذلك الموسم انتهى مبكرًا بالنسبة لـ “ميسي”، حيث تعرض لتمزق عضلي خلال إحدى المباريات أمام فريق تشيلسي، بدوري أبطال أوروبا، إلا أن “برشلونة”، نجح في هذا الموسم في الفوز بدوري أبطال أوروبا والليجا الإسبانية.

أما موسم 2006-2007، فكان موسمًا مختلفًا للموهبة الأرجنتينية المميزة، حيث نجح في تسجيل أول “هاتريك” له في مباراة الكلاسيكو الأشهر عالميًا، أمام فريق ريال مدريد، في المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي 3-3، فقد أهدى “ميسي” التعادل لفريقه في الوقت بدل من الضائع، ليصبح بهذا ثاني لاعب بعد النجم التشيلي “زماورانو” لاعب ريال مدريد السابق، الذي يسجل “هاتريك”، وهو أصغر لاعب في تاريخ مواجهات الفريقين يسجل هذا الإنجاز، وقد أنهى “ميسي”، موسم 2006-2007 بتسجيل 14 هدفًا في 26 مباراة لعبها مع “برشلونة”.

ويرى الكثيرون، أن موسم 2008-2009، هو أحد أنجح المواسم بالنسبة لـ “ميسي”، حيث تمكن خلاله من تسجيل 38 هدفًا، كما لعب مع فريقه دورًا أساسيًا في تحقيق الثلاثية المميزة، في الليجا وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا.

وفي الموسم الذي يليه 2009 -2010، نجح “ميسي” في تسجيل 48 هدفًا، في جميع المسابقات التي شارك فيها “برشلونة”، ليتمكن من معادلة رقم البرازيلي “رونالدو” مع برشلونة، قبل أن يتفوق “ميسي” عليه في موسم 2010- 2011، بتسجيل 53 هدفًا في مختلف المسابقات.

يُشار إلى أن “ميسي” قبل موسم 2015 -2016، قد حصل مع “برشلونة”، على 7 ألقاب في الدوري الإسباني، و4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، ونجح في التسجيل في نهائيين اثنين بدوري أبطال أوروبا، أمام فريق “مانشستر يونايتد”، في عامي 2009 و2011، و عن تاريخ “ميسي” مع دوري الأبطال أيضًا، فعلى الرغم من عدم مشاركته في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال في موسم 2006، إلا أنه تسلم ميداليته مع فريق “برشلونة”، ومع تسجيل “ميسي” 12 هدفًا في دوري أبطال أوروبا في موسم 2010-2011، فقد أصبح “ميسي” ثلاث لاعب يحتل صدارة ترتيب الهدافين بدوري الأبطال الأوروبي في 3 مواسم متتالية، إلا أن “ميسي”، يعد أول لاعب يفوز مع فريقه بلقب دوري أبطال أوروبا لثلاث مواسم متتالية، بعد تغيير مسماه إلى دوري الأبطال في عام 1992.

تاريخ ميسي مع المنتخبات الوطنية

أما عن تاريخ “ميسي” مع المنتخبات الوطنية في الأرجنتين بأعمارها المختلفة، فقد كان “ميسي”، هدافًا لبطولة كأس العالم للشباب تحت 20 سنة، في عام 2005، حيث سجل خلالها 6 أهداف، من بينهم هدفين في نهائي البطولة أمام نيجيريا.

انضم بعدها “ميسي”، إلى صفوف الفريق الأول في المنتخب الأرجنتيني، وأصبح أحد أهم اللاعبين الأساسيين في الفريق، وقد أصبح في عام 2006 أصغر لاعب أرجنتيني يلعب في بطولة كأس العالم التي استضافتها ألمانيا، قبل أن يخرجوا بركلات الترجيح من دور ربع النهائي على أيدي أصحاب الأرض، كما حصل “ميسي”، مع منتخب بلاده على الميدالية الفضية، في بطولة كوبا أمريكا 2007، بعد الخسارة أمام البرازيل في النهائي.

وقد شهد العام 2008، فوز “ميسي” بأول ألقابه الدولية، كان ذلك مع الفريق الأولمبي الأرجنتيني، في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها بكين، حيث فاز بالميدالية الذهبية، بعد الفوز على نيجيريا بهدف نظيف، سجله “دي ماريا”.

لكن أهم إنجازات “ميسي”، مع المنتخب الأول، كانت في عام 2014، في نهائي مونديال البرازيلي، إلا أن المنتخب الأرجنتيني الذي نجح في إقصاء المنتخب الهولندي الرائع، من نصف نهائي البطولة، بركلات الترجيح، قد خسر النهائي، أمام المنتخب الألماني القوي، الذي أطاح بأصحاب الأرض “البرازيل” بهزيمة مذلة 7-1، فقد سجل ” ماريو جوتسه” هدفه القاتل في المباراة في الدقيقة 113، بعدما امتدت المباراة بين “التانجو” و”الماكينات” إلى الأشواط الإضافية.

وفي آخر بطولات كوبا أمريكا في العام الماضي، أصبح ميسي الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، وقد شهدت البطولة ذاتها، والتي يطلق عليها “كوبا أمريكا المئوية”، احتفالًا بمرور 100 عام على انطلاقها، والتي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن “ميسي” اعتزال اللعب الدولي، بعد أيام قليلة من خسارة منتخب بلاده لقب البطولة، أما فريق “تشيلي” بركلات الجزاء الترجيحية، قبل أن يعود اللاعب عن قراره.
 
جوائز ميسي


ربما يعجبك أيضا