30 يونيو.. ثورة المصريين التي أطاحت بالإخوان من الحكم

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – “يسقط يسقط حكم المرشد.. عبد الناصر قالها زمان الإخوان مالهمش آمان.. هو يمشي مش هيمشي” قبل 4 سنوات من الآن دوت تلك الهتافات في ربوع مصر لتعلن عن انتفاضة جديدة ضد نظام الرئيس المصري حينها الدكتور محمد مرسي العياط، والذي شهدت فترة حكم التي لم تدم سوى عام واحد الكثير من الأزمات التي كادت تطيح بوحدة الصف المصري.

“حركة تمرد”

في 26 أبريل من عام 2013 أعلن عدد من شباب القوى المحسوبة على ثورة 25 يناير عن إطلاق حركة معارضة تحمل أسم “حركة تمر” لسحب الثقة من نظام الإخوان، تحت شعار “تمردوا فإن الأرض تحني رأسها للمتمردين، فما خلق الله الشعوب لتستكين” داعيين المصريين إلى التوقيع على وثيقة تحمل نفس الأسم، مدون بها عدد من المطالب التي تثبت فشل الرئيس الإخواني وجماعته في الإصلاح.

ومع انطلاق الحملة وتفاعل شباب القوى السياسية المصرية سواء من الأحزاب (جبهة الإنقاذ) أو من الحركات السياسية الثورية منها: “الجمعية الوطنية للتغيير السلمي و6 أبريل والاشتراكيين الثوريين”، أعلن المتحدث باسم “تمرد عن جمع نحو 200 ألف توقيع، ثم تلاها إعلان آخر خلال أول مؤتمر صحفي لها أعنت أنها جمعت جمع 2 مليون ونصف المليون توقيع، حتى وصل إلى 22 مليون توقيع على الوثيقة التي أطلقت قبل أسابيع قليلة.

وبدأت الحركة تأخذ مسارا جديدا بعد الدعم الإعلامي التي لاقته من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية وحتى من القنوات والإعلاميين المحسوبين على نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وسماح وزارة الداخلية المصرية لها بتنظيم مسيرات واعتصامات، حتى أصبحت حديث الشارع المصري، والمطلب الرئيسي له، في ظل أزمات الاستحواذ المتفرد على السلطة وإطلاق القوانين التي تحمي الرئيس وجماعته، إضافة إلى القبض العشوائي على المعارضيين والتنكيل بهم، مرورا بأزمات العيش والبنزين والكهرباء والغاز.

“الحراك الشعبي”

شهدت شوارع مصر في تلك الفترة حراك ثوريا وشعبيا، حيث خرج المئات في كل محافظات الجمهورية العربية لجمع توقيعات المواطنين، وسط رفض واعتداء من المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي، إلا أن الجماعة لم تستطع حينها الاصطدام بالشارع في ظل حالة “المراهقة السياسية” الموجودة.

وبدأ الزخم الإعلامي والشعبي في الاستعداد إلى الموعد الذي أعلنه شباب حركة تمرد، لبدء تنظيم مظاهرات تجوب كل الميادين المصرية معلنة رفضها لوجود الرئيس الإخواني وجماعته، وسط تهديدات من “مرسي” وجماعته، وإعلانهم عن تنظيم اعتصام في ميدان رابعة العدينة بمدينة نصر في وسط القاهرة، وآخر بميدان النهضة بمحافظة الجيزة لرفض مطالب “تمرد” بسحب الثقة من مرسي وإجراء انتخابات مبكرة.

وأعلنت عدد من القوى الإسلامية عن إطلاق حملة موازية لحركة “تمرد” أطلقوا عليها اسم “حركة تجرد”، معلنين عن تمسكهم بأول رئيس مصري مدني منتخب، ومؤكدين تأييدهم له تمسكهم ببقاءه حتى انتهاء مدته.

“تدخل الجيش”

وقبل ما يقرب من 10 أيام يدأ الجيش المصري في التحرك لرأب الصدع الموجود في الشارع، حيث أعلن على لسان وزير الدفاع الذي عينه “مرسي” الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن إعطاء مهلة أسبوع لكافة القوى السياسية للاجتماع على صورة توافقية والخروج من الأزمة إلا أن هذا الوقت مضي “دون ظهور أي بادرة أو فعل”، مؤكدا أن يقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية.

وخرج الرئيس الإخواني في خطابة في 26 يوليو، مؤكدا أن الاستقطاب السياسى بلغ مدى يهدد التجربة المصرية الجديدة، وأن لكل ثورة أعداء ولكل شعب منافس وأمام كل أمة تحديات نحن المصريين قادرون على تجاوز المرحلة.

وتابع مرسي في كلمة له بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر وسط مؤيديه: “مر عام منذ وقفت بينكم فى ميدان التحرير أؤدى قسم اليمن لتحكم المسئولية فى مرحلة حرجة يحدونا الأمل التى طالما نحلم بها .. ياشعب مصر العظيم اقف امامكم اليوم أنا المواطن محمد مرسى المواطن المصرى قبل أن أكون الرئيس المسئول عن مصير أمة ومستقبل شعب اقف أمامكم أخاف على وطنى وبلدى وامتى ومصر الغالية التى لا قدر الله إذا إصابها مكروه يؤثر على العالم العربى والعالم كله”.

وعقدت القوى السياسية والثورية اجتماعات تنسيقية لبحث التحركات وسط حالة من الاستقطاب بلغت مداها مع اقتراب 30 يونيو، لتبدأ التحركات في كل ميادين القاهرة الكبرى والمحافظات، وكشفت تقارير عن تظاهر ما يقرب من 30 مليون مصري في هذا اليوم، وسط هتافات رافضة للإخوان.

وفي 1 يوليو أعطى الجيش المصري القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب وفي حال انتهائها ستتقدم القوات المسلحة بـ”خارطة طريق” جديدة للشعب، وقال السيسي في البيان: “القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر في تحمل مسئولياتها”.

“نهاية الإخوان”

وبدأ الرئيس مرسي في خطابه الأخير متمسكا بمقاليد الحكم، حيث ردد في خطابه الأخير لفظ “الشرعية” 56 مرة متحديا الملايين الموجودة بالشوارع، ومهددا بالعنف وإراقة الدماء في حالة تهديد منصبه.

وفي مساء 3 يوليو خرج وزير الدفاع المصري حينها عبد الفتاح السيسي بعد اجتماع عقده مع شباب تمرد وقيادات الأحزاب السياسية وممثلي الأزهر والكنيسة، ليعلن عن خارطة طريق جديدة، والإطاحة بالرئيس الإخواني وإسقاط الدستور، وتولي رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور رئاسة مصر لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

ربما يعجبك أيضا