السلاح الكيماوي السوري بين التهديد والوعيد

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

“يعرفون المجرم.. يتوقعون الجريمة القادمة.. لن يمنعوه من تنفيذها.. لكنهم سيحاسبونه عليها أو هكذا يدّعون”. هذا هو مضمون التصريحات الأمريكية التي حظيت بدعم بريطاني فرنسي للرد عسكرياً على نظام الأسد، وذلك بعد رصد واشنطن نشاطات كيماوية في مطار الشعيرات تشبه استعدادت محتملة لاستخدام السلاح الكيماوي.

واشنطن تربط التحذير بالتهديد وتقول إن الأسد وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً حال استخدامه، وإن الرسالة للروس والإيرانيين أيضاً وليس الأسد فقط، داعية مجلس الأمن الدولي لمناقشة هذا المستجد.

هجوم محتمل

البيت الأبيض يتهم الحكومة السورية بالتخطيط لشن هجوم آخر بالأسلحة الكيميائية، وحذر الرئيس السوري بشار الأسد بأنه سيدفع “ثمنا باهظا” هو وجيشه إذا نفذ هجوما من هذا النوع.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية شون سبايسر في بيان: “الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيميائي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء”.

وأضاف سبايسر أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن “مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم الذي شنه بالسلاح الكيميائي في 4 أبريل/نيسان”، والذي ردت عليه الولايات المتحدة بضربة عسكرية شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة جوية في سوريا.

وفي السياق ذاته أكدت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، على أن أي اعتداءات أخرى على الشعب السوري، سيكون الأسد مسؤولاً عن ذلك، بالإضافة لروسيا وإيران اللتين تدعمان الأسد لقتل شعبه على حد قولها.

استفزازات مرفوضة

روسيا حليفة الأسد والداعمة لنظامه سياسياً وعسكرياً رأت في التخمينات الأمريكية وتهديد دمشق استهدافاً لها توعدته بالرد على لسان وزير خارجيتها، سيرجي لافروف الذي قال “سنرد بكرامة وبشكل متناسب مع الوضع الفعلي الذي قد يحدث”.
وأكد المتحدث باسم الكرملين “ديمتريبيسكوف” أن التهديدات التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد القيادة “الشرعية”في سورية بزعم امتلاكها معلومات بشأن احتمال استخدام الكيميائي “غير مقبولة”.

ترحيب أممي

تشديد واشنطن للهجة وتوعد النظام السوري بالرد “دبلوماسية” حازمة حيّاها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس الذي أكد على جدواها في هذه المرحلة.

غوتيريس وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون قال ” اعتقد أنه تحذير جدي وأظن أن التحذيرات الجدية ستكون مسموعة”. ويتطلع المجتمع الدولي لقمة العشرين التي ستعقد الشهر المقبل في ألمانيا حيث سيتواجد الزعيمين الروسي والأمريكي وسط توقعات بلقاء أول يجمعهما في سبيل تقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالأزمة السورية.

الأسد يشرف شخصياً

مجلة “نيوز ويك” قالت إن بشار الأسد أشرف شخصياً على تطوير سلاح الأعصاب لاستخدامه ضد شعبه. ونقلت عن تقرير نشر في “ميديا بارت” الفرنسية أن الأسد طلب تجهيز سبع قواعد عسكرية بمرافق تخزين للمواد الكيميائية.

وجاء أن الاستخبارات الفرنسية تمتلك قنبلة لم تنفجر من الهجوم الذي وقع في نيسان 2013 على الغوطة الشرقية. وقال التقرير إن الأسد طلب من القسم 300 تعديل القذائف والقنابل لتحتوي على غاز الأعصاب ليتم استخدامها ضد المعارضة. ووفق تقرير صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فإن نظام الأسد يواصل إنتاج السلاح الكيميائي حتى الآن.

ويرى مراقبون بأنه يجب أن تؤخذ التهديدات الأمريكية مأخذ الجد وأنها ليست “مسرحية” خاصة وأنها قوبلت بتأييد بريطاني وفرنسي ما يدلل على أن النظام ينوي حقاً استخدام السلاح الكيماوي بحق المدنيين.

ربما يعجبك أيضا