أبوبكر البغدادي.. حي أم ميت؟!

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

ما زال الغموض يكتنف مصير زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، في السادس عشر من يونيو الجاري، عن مقتله بإحدى غارات القوات الجوية الروسية على مدينة الرقة السورية.

وفي الآونة الأخيرة سلطت العديد من وسائل الإعلام الضوء على مصير البغدادي، حيث رجح بعضها مقتله بغارات روسية فيما تكهنت أخرى بأنه ما زال على قيد الحياة ويتنقل ما بين الأراضي العراقية والسورية.

تفاصيل “ضربة البغدادي”

قبل نحو أسبوعين نشرت وزارة الدفاع الروسية، تفاصيل الضربة الجوية الروسية التي ربما قتلت البغدادي، في حين أعلن التحالف الدولي عدم إمكانية تأكيد تقارير موسكو عن مقتله.

وقالت الوزارة الروسية حينها إن الضربة الجوية شنت فجر 28 مايو الماضي، واستهدفت اجتماعا لقادة داعش عقد في الضواحي الجنوبية من مدينة الرقة السورية، معقل التنظيم الرئيسي في سوريا.

وتابعت “وفقا للمعلومات التي يتم التحقق منها عبر قنوات مختلفة، حضر زعيم داعش أبو بكر البغدادي الاجتماع وقتل في الغارة الجوية”.

المصير الغامض لزعيم داعش

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، صرح بأنه لا يوجد حتى الآن تأكيد مطلق على تصفية أبو بكر البغدادي جراء غارة روسية على الرقة أواخر مايو الماضي. كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إنها لا تملك معلومات تؤكد تصفية زعيم تنظيم داعش الإرهابي في تلك الغارة.

في المقابل أكد مسؤول مقرب من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، مقتل البغدادي، حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن علي شيرازي، مندوب المرشد الأعلى في فيلق القدس قوله: “الإرهابي البغدادي حتما مات”، من دون أن يدلي بتفاصيل أوفى.

وفي وقت سابق قال العقيد جون دوريان، المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش بقيادة واشنطن، إن التحالف لا يستطيع في الوقت الراهن تأكيد مقتل البغدادي بغارة روسية.

صاحب خطبة “موت البغدادي”

أبو قتيبة، وهو أحد المقربين جدا من البغدادي، ألقى خطبة يوم الجمعة ( 30 يونيو 2017)، في أحد مساجد تلعفر، لمّحت بشكل واضح لمقتل البغدادي، ما أثار جدلا واسعا.

وأقدم تنظيم داعش على إعدام أبو قتيبة حرقا، بعد تسريبه خبر مصرع زعيم التنظيم، حسبما أوردت وسائل إعلام عراقية.

وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى، الأحد ( 2 يوليو 2017)، بأن داعش أعدم ما سماه “صاحب خطبة موت البغدادي” وسط قضاء تلعفر غرب الموصل، بعد اتهامه بـ”إثارة الفتنة الداخلية”.

وقال المصدر إن التنظيم أعدم “أبو قتيبة” بعد ساعات قليلة على اعتقاله في تلعفر غرب الموصل، مبينا أن عملية الإعدام تمت بالحرق وسط تجمهر العشرات من مسلحي “داعش”.

جلد من يتحدث عن مقتل البغدادي

وفي ردة فعل مفاجئة من قبل التنظيم الذي التزم الصمت حيال مصير زعيمه، ذكرت مصادر في محافظة نينوى العراقية، أن تنظيم داعش، هدد بجلد كل من يتحدث عن موت زعيمه أبو بكر البغدادي 50 جلدة، وذلك بعد إعلان شيخ مقرب منه مقتله.

ونقل موقع “السومرية نيوز” عن مصادر محلية قولها، إن “تنظيم داعش نشر بيانا مقتضبا في أرجاء تلعفر غرب الموصل، حدد فيه عقوبة 50 جلدة لكل من يتحدث عن موت البغدادي.

أقوى المرشحين لخلافة البغدادي

ولا يزال الغموض يحيط بالشخصية، التي قد تخلف البغدادي في حال تأكد مقتله، حيث رفض خبراء في شؤون الجماعات المتشددة تسمية مرشح واضح لخلافة البغدادي، لكنهم اعتبروا أحد أكبر مساعديه الاثنين، إياد العبيدي وعياد الجميلي، وهما ضابطان سابقان في جيش صدام حسين أقوى المرشحين، رغم أنه قد لا يُمنح أي منهما لقب “الخليفة”.

يذكر أن العبيدي، وهو في الخمسينات من عمره، يتولى ما تسمى بـ”وزارة الحرب” في التنظيم، بينما يرأس الجميلي وهو في الأربعينات الوكالة المسؤولة عن الأمن في التنظيم، علما أن الاثنين انضما إلى حركات التمرد المتشددة في العراق عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بنظام الزعيم الراحل صدام حسين في 2003.

وتحول الاثنان إلى أهم مساعدين للبغدادي بعد مقتل كل من نائبه أبو علي الأنباري وأبو عمر الشيشاني وزير الحرب السابق بالتنظيم وأبو محمد الجولاني مسؤول الدعاية في ضربات جوية العام الماضي.

ربما يعجبك أيضا