رسالة صاروخية شمالية.. لـ “ترامب” و”قمة العشرين”

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبد النبي

قبيل أيام من انعقاد قمة زعماء مجموعة العشرين في ألمانيا، جاءت صواريخ كوريا الشمالية متحدية قرارات مجلس الأمن الدولي والجهود الدولية الساعية للحد من الاختبارات النووية والصاروخية لبيونج يانج، في رسالة موجهة لكل من زعماء قمة العشرين قبل مباحثاتهم المرتقبة بشأن التهديدات النووية لكوريا الشمالية، وإدارة ترامب بعد مباحثاتها مع قادة الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

رسالة باليستية 

نفذت كوريا الشمالية أحدث عملية إطلاق لصاروخ باليستي متوسط المدى من مكان قريب من مطار يانغيون فجر اليوم، قبل أن يسقط في بحر اليابان، بحسب ما جاء في بيان قيادة المحيط الهادي في الجيش الأمريكي.

وعقب إطلاق الصاروخ، أعلنت كوريا الشمالية نجاح اختبار الصاروخ العابر للقارات، والذي جاء بأمر من زعيمها كيم جونغ أون، وقالت: إنها باتت “قادرة على ضرب أي مكان في العالم”، وذلك قبيل قمة لمجموعة العشرين في ألمانيا الجمعة.

وبحسب إعلام كوريا الشمالية، فإن الصاروخ من طراد “هواسونج – 14″، وبلغ ارتفاعه 28.2 كيلو مترًا، ليصيب هدفه بعد 39 دقيقه من إطلاقه.

من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الكوري الجنوبي عملية إطلاق الصاروخ من منطقة كوريا الشمالية الغربية في البحر قبالة الساحل الشرقي لجارتها الجنوبية، مشيراً إلى أنه انطلق لمسافة 930 كيلومتراً.

وفي طوكيو، ذكرت الحكومة اليابانية أن الصاروخ انطلق لنحو 40 دقيقة، وأنه ربما سقط في المنطقة الاقتصادية الخاصة التابعة لليابان، في حين أكد الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني، يوشي هيدي سوغا، أنه انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي.

وكانت أحدث تجارب كوريا الشمالية على الصواريخ في مايو الماضي، حيث أطلقت صاروخين في تجربتين منفصلتين، كلاهما باتجاه بحر اليابان.

يأتي إطلاق الصاروخ في اليوم الذي تحتفل فيه الولايات المتحدة بعيدها الوطني وبعد أيام من انعقاد القمة الكورية الجنوبية الأمريكية التي عقدت في واشنطن وتباحث خلالها الرئيس الأمريكي مع نظيره الكوري الجنوبي الجديد مون جاي- إن في التهديدات الكورية الشمالية.

ترامب يهدد

ردًا على إطلاق الصاروخ، كان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تغريدات على تويتر طغت عليها لغة التهكم، سخر من خلالها من الزعيم الكوري الشمالي وداعيًا الصين لوقف هذه التصرفات.

وجاء في التغريدة الأولى: “أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا جديدًا للتو. هل لدى هذا الشخص (الزعيم الكوري) شيء أفضل يعمله في حياته”.

وأضاف، في تغريدة أخرى، “من الصعب الاعتقاد أن كوريا الجنوبية واليابان يمكن أن تتحملا أكثر من هذا. ربما تمارس الصين ضغطًا كبيرًا على كوريا الشمالية من أجل وقف هذا الهراء للأبد”.

بدورها، قالت الخارجية الصينية: إن قرارات مجلس الأمن الدولي تضع قواعد واضحة لإطلاق كوريا الشمالية صواريخ، وإن الصين تعارض مخالفة بيونج يانج لهذه القواعد.

كانت كوريا الشمالية من الموضوعات الرئيسية في اتصالات هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيمي الصين واليابان، وأعاد زعيما البلدين الآسيويين التأكيد على التزامهما بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

من جهة أخرى، تعول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إمكانية أن تمارس الصين الحليف الأساسي لكوريا الشمالية ضغوطًا على بيونج يانج، ولكنها أقرت بفشل هذه الضغوط الأسبوع الماضي.

وعلى عكس ما ترى كوريا الجنوبية بأن الحوار هو الوسيلة الفعالة للتعامل مع كوريا الشمالية، يرى ترامب أن العقوبات هي الوسيلة الفعالة للتعامل مع تهديدات بيونج يانج، لافتًا إلى أن”جميع الخيارات مفتوحة إزاء هذا الملف، بما فيها الخيار العسكري”.

قمة العشرين

تأتي استفزازت كوريا الشمالية قبيل أيام من انعقاد قمة مجموعة العشرين في ألمانيا يوم الجمعة المقبلة، حيث كان من المقرر أن يتباحث الزعماء ملف الحد من الاختبارات النووية لكوريا الشمالية.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي إنه يعتزم أن يطلب، خلال قمة مجموعة العشرين في السابع والثامن من يوليو الجاري، من رئيسي الصين وروسيا لعب دور أكثر إيجابية في التعامل مع كوريا الشمالية الساعية لتطوير صاروخ قادر على حمل رأس نووي.

بدوره، أكد  الرئيس  الكوري الجنوبي مون جيه إن -خلال جلسة ترأسها للأمن القومي اليوم- أن استفزاز كوريا الشمالية تمثل انتهاكًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وتحديًا ضد التحذيرات المتكررة من قبل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والصين وغيرها من المجتمع الدولي.

كان مجلس الأمن الدولي قد تبنى أحدث مشروع قراراته بشأن العقوبات في مطلع يونيو، بعدما أطلقت كوريا الشمالية ثلاثة صواريخ باليستية في مايوالماضي، في الوقت الذي اعتبرت فيه بيونج يانج هذه الإجراءات العقابية انتهاكًا لحقها السيادي وحقها في اكتشاف الفضاء.

يأتي صاروخ بيونج يانج في رسالة قوية لقمة العشرين وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتأكيد على مواصلة النظام الكوري في تجاربه النووية مُتحديًا القرارات الدولية والمباحثات التى عقدها ترامب مؤخرًا بشأن الحد من التهديدات النووية لكوريا الشمالية، ليشعل طاولة المباحثات المرتقبة في ألمانيا لاسيما من قبل اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة معولين جميعهم على الموقف الصيني لتهدئة الأزمة.

ربما يعجبك أيضا