“هند وجيه” أول حارسة خاصة لـ”رؤية”: أحلم بتأمين “السيسي” و”أفلام الأكشن”

سهام عيد

سهام عيد

اقتحمت عالم الرجال وتفوقت عليهم في أقوى الألعاب القتالية.. أثبتت أن المرأة لا تقل عن الرجل بل بـ100.. غامرت في مجال الحراسات الخاصة حتى حازت على لقب أول حارسة خاصة بشهادة وزارة الداخلية المصرية.. قادت فريق كرة القدم وأصبحت أول مدربة لياقة بدنية لفريق رجال بأحد النوادي الخاصة.. لم تكتفي بذلك بل تطمح في الانضمام لطاقم حراسة رئيس الجمهورية لتكون أول حارسة أنثى تشغل هذا المنصب.. هي “هند وجيه عثمان“.

هند، تخرجت من كلية تربية رياضية، وحصلت على دورة “إصابات ملاعب” ودورة  “العلاج الطبيعي”، تروي لـ”رؤية” تفاصيل عشقها للألعاب القتالية في حوار شيق.

ألعاب العنف.. شغف البدايات

“بدأت ألعاب قتالية منذ أن كان عمري 14 سنة كنت بشتغل في العمر ده، وحبيت إني ألعب لعبة قتالية عشان أحصن من نفسي، وأبقى ماشية واثقة من نفسي، لعبت “كراتية”، و”كونغو فو”، “مواي تاي”، و”كيك بوكس”، و”الجيت كوندو”، ولعبت فن ايكيدو أي “فن كسر العظام””.. بهذه الكلمات أوضحت هند شغفها بالألعاب القتالية.

تقول “اتجهت إلى ممارسة رياضة كمال الأجسام”، مشيرة إلى أنها فضلتها بالرغم من عدم وجود اتحاد نسائي لكمال الأجسام في مصر، لتثبت أنها ليست قاصرة على الرجال دون الفتيات.

طريق لا يخلو من عقبات

استطاعت هند أن تتجاوز نظرات المجتمع وتساؤلاته الاستفزازية وأن تكمل طموحها نحو تحقيق النجاحات في مجال نادر الوجود بين الفتيات.

وأكدت أن عائلتها وأقاربها لم يعترضوا في البداية فهي تمارس الألعاب القتالية منذ نعومة أظافرها، إلا أنها واجهت بعض الإحباطات من المحيطين بها، لاسيما وأن مثل هذا المجال العنيف صعب على فتاة مثلها، بيد أن هند حاولت أن تثبت لكل المحبطين العكس بتحقيق النجاحات واحد تلو آخر.

لقد بدأت نظرة المجتمع تتغير هكذا تابعت حديثها، لقد كنت ملاحقة في البداية بكثير من التساؤلات الاستفزازية وأجواء مشحونة بالسلبية والإحباط واستفسارات مثل، طب انتي هتوصلي لحد فين؟، عايزة ايه؟، هتستفادي ايه؟ غير انني مع مرور الوقت تمكنت من تجاوزها واحتواءها لتتحول إلى دعم واعجاب وتشجيع.

هند كأي فتاة في مثل سنها، مرتبطة بشاب وقف إلى جانبها وساندها في طريق تحقيق أحلامها وطموحاتها وتفهم شغفها فلم تمنعها ألعابها القتالية من الحب والارتباط.

 أنثى برغم العنف

إن ممارسة الفتاة للألعاب القتالية تقليد غير مرحب به في الشرق ويرى الكثيرين أن مثل هذه الممارسات قد تؤثر وتقلل من الأنوثة والنعومة التي من المفترض أن تتمتع بها الفتاة.

وعلى عكس هذا الاعتقاد ترى هند أن الرياضة لاسيما القتالية تقتل غريزة الخوف بداخل الفتاة وتجعلها أكثر ثقة في نفسها وتساهم في تحسين مظهر جسدها وتزيد من لياقتها البدنية فضلًا على تزويدها بردود فعل سريعة للاستجابة للمواقف الطارئة.

تقول “الرياضات القتالية لا تغير الشكل الأنثوي للفتاة إلا في حالة واحدة وهي تعاطيها لـ”هرمون ذكورة” أو “هرمون النموgroth hormone”، في هذه الحالة فقط تغير الرياضة من شكل جسدها.

وتضيف “يظل جسد الفتاة في شكله الطبيعي ما دامت تتمرن بشكل صحيح تحت إشراف طبيب متخصص وطبيب تغذية يعرف كيفية التعامل مع العضلات، وفي هذه الحالة ليس لها أن تقلق على مظهرها كأنثى”.

وأشارت إلى أنها تتناول فيتامينات طبيعية غير مضرة للبنات مثل “انفينتي سبلمينت، واي بروتين، بي سي دبل ايه، ومالتي فيتامين، وكالسيوم فقط”، وكلها أشياء طبيعية تحت إشراف كابتن يوسف مكرم وكابتن محمد دوري صاحب شركة انفينتي سبلمنت.

أردفت أنا أمارس رياضة كمال الأجسام “الفيتنس” وليست “البدي بيلدنج” الذي يركز على تربية العضلات الضخمة بيد أن رياضة الفيتنس تركز على تربية العضلات البسيطة.

وتابعت: “بدأت أنزل تمارين في صالات رياضية “جيم”، واجهت بعد الصعوبات وناس كثير مستغربة إن بنت بتتمرن وسط أولاد، لكن أثبتلهم إن عادي مفيش فرق بين بنت وولد، وبدأت أتمرن مع أكثر من بطل عالم وأثبت وجودي وكفائتي حتى بدأت أمرن ومعايا ولاد كمان بمرنهم وداخلين بطولة فيتنس قريب”.

الحراسات الخاصة

تقول هند وجية، إنها بدأت عمل في مجال الحراسات الخاصة العادية حيث التحقت بإحدى شركات الحراسة التي تتولى تأمين الحفلات والممثلين، إلا أنها رغبت في أن تطور من ذاتها وأن تتولى تأمين شخصية دبلوماسية كسفير أو وزير إلا أنها لابد أن تكون مدربة لذلك التحقت بالمعهد الأمني للتنمية وحصلت على دورة أمنية متكاملة برفقة ضباط الداخلية والصاعقة وضباط الأمن المركزي وكان الأمر في غاية الصعوبة كونها أول بنت تخوض مثل هذه التجربة.

وتابعت: “اتعلمت في دورة الحراسات الخاصة كيفية استخدام السلاح، ومتى يستخدم بشكل آمن، وكيفية تأمين شخصية هامة أو في أي بي”، مشيرة إلى أنها تدربت على مسدس “إير سوب” وهو مسدس هوائي مضغوط بنفس امكانيات ورد فعل  المسدس الحقيقي بس المجذوف الخاص به ليس ناري حتى نتجنب الإصابات أثناء التدريب، كما تعلمت على الإسعافات الأولية في حالة حدوث أي مكروه للشخصية التي أتولى تأمينها كيف أسعف الحالة حتى تأتي الجهات المختصة.

أضافت، “اتعلمت استخدام السلاح يعني لو حد داخل عليا بخنجر أو داخل عليا بسكينة ازاي أقدر أتجنبه، ازاي يكون فيه عندي رد فعل سريع لحماية الشخصية الفي أي بي”، مشددة على أن الحارس الشخصي لازم يتجنب المشاكل بقدر الإمكان ويكون هناك بروتوكول في التعامل مع الناس، مردفة: “اتعلمت التعرف على العبوات الفارغة والمفرقعات وإزاي آامن المكان، وازاي أعمل التغطية اللازمة للفي أي بي قبل وصوله”.

تؤكد هند أنها ترغب في تغيير المفهوم في مصر وأن مهنة “الحارس الخاص” ليست حكرًا على الرجال، فهناك حالات خاصة كوجود سفراء بنات أو أميرات يلزمهن حماية خاصة وهو ما توفرهن الفتيات عكس الرجال.

أوضحت هند أن هناك فرق بين الحارس الشخصي والبدي جارد، حيث أن البدي جارد يعتمد بشكل أساسي على القوة العضلية، بينما الحارس الشخصي يعتمد أكثر رد الفعل السريع وقوة الملاحظة، وذلك ناتج عن المراقبة والرصد والتحليل ولديه سرعة بديهة ويتمتع بلياقة بدنية عالية فضلا عن كيفية استخدام السلاح.

أوضحت هند أن “الحارس الخاص” يمارس مهام عمله ضمن تشكيل وليس بمفرده والجميع يتلقى التعليمات من الحارس الأول لكل مجموعة “التيم ليدر” وكل شخص عارف مهام عملهويكمل الآخر حتى يتم توفير التغطية اللازمة للشخصية الهامة ومساعدة في الوصول إلى المكان الآمن.

لفتت إلى أن الدورة الأمنية التي حصلت عليها تؤهلها للعمل كحارس شخصي سواء كانت مرأة أو رجل وتم اعتمادها من قبل المنظمة الألمانية للحراسات الخاصة والداخلية المصرية وحصلت على لقب أول بنت تعمل بالحراسات الخاصة على مستوى الوطن العربي.

ردًا على سؤال، هل توافقي على عرض سفر خارج مصر بدعم رياضي؟، قالت هند إنها ترحب بذلك بل وتتمنى أن يكون هناك دعم حتى تواصل مسيرتها الرياضيه وألا يقتصر الدعم على رياضة كرة القدم فقط.

الساحرة المستديرة

عن تجربتها في أنها أول بنت تعمل مدربة لفريق كرة قدم رجال بأحد النوادي الخاصة في مصر، قالت هند “إن الكابتن إبراهيم سعيد، وإبراهيم أبو زيد وهاني سعيد تواصلوا معها لتتولى مسؤولية تدريب فريق كرة قدم لنادي “جولدي”، وكانت حاجة كبيرة أوي بالنسبالي وقبلت العرض ولقبت بأول بنت مدربة أحمال ولياقة بدنية للفريق”.

وتتابع: “وبدأت أنزل وسط الملعب وبدأت أمرن الشباب وهما كانوا مستغربين في الأول انهم جايبنلنا بنت مش جايبين لنا ولد ليه، بس الحمدلله طالما البنت واثقة من نفسها وقادرة توصل المعلومة صح وطالما عارفة بتعمل إيه، يبقى مفيش فرق بين بنت وولد، والحمدلله أنا بدأت دلوقتي أكون مدربة الأحمال بتاعتهم، وأنا مبسوطة إني عملت حاجة زي كدا”.

تأمين “الرئيس”

لم تكتفي هند بالنجاحات المذهلة التي حققتها، إلا أنها تطمح في الانضمام لطاقم حراسة رئاسة الجمهورية حتى تصل لأعلى منصب وهو تأمين الرئيس وتكون أول بنت في فريق الحرس الرئاسي.

كما تأمل هند في المشاركة ببطولة أفلام “أكشن” هادفة بمصر، قائلة، “نفسي أعمل أفلام أكشن هادفة واطلع كل الطاقة الي عندي”.

ختمت هند حوارها برسالة خاصة للبنات قائلة، “يا بنات مفيش حاجة اسمها بنت وحاجة اسمها ولد، البنت دلوقتي قادرة على أنها تعمل أي حاجة، أتمنى أن البنات تنزل تلعب رياضة وأهلهم ميخفوش على شكلهم، على الأقل يتعلموا فنون قتالية لأننا في مجتمع يتطلب فيه إن البنت تكون تقدر تدافع على نفسها ودي حاجة كويسة بتكسر الخوف الي جواها، وبتخليها واثقة من نفسها”.

وأعربت هند عن ما حققته حتى الآن وأنها فخورة بذلك، مضيفة أنها ستلتحق قريبًا بدورة رماية لتصبح أول فتاة حاصلة على دورة رماية في مصر، موجهة شكر خاص لكابتن يوسف مكرم، وأسامة مسعد، وكل من وقف بجانبها وشجعها من أبطال مصر، لا سيما كابتن محمد دوري بطل المنتخب ومحاضر دولي.

ربما يعجبك أيضا