عداد الموت يحصد ضحايا أسوأ أزمات الإنسانية

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
يعيش أهالي جنوب السودان حالة من الفقر المدقع وسوء التغذية وسط قلة المساعدات الإنسانية، ثم أصبحوا مجرد أرقامًا في عداد الموت يوميًا.

وتعد المرة الأولى التي تعلن فيها الأمم المتحدة المجاعة في إحدى مناطق العالم، منذ ست سنوات، وتحسن الوضع قليلًا لا يخفت من حجم مصيبة مواجهة أكثر من 6 ملايين أشخاص المجاعة التي أطاحت بالبلاد.

واقتربت جنوب السودان، أصغر دولة في العالم، من حافة الهاوية بعدما دخلت الحرب الأهلية وتفشي وباء الكوليرا، وتواجه حكومة جنوب السودان والمتمردين اتهامات بخلق واحدة من أسوا الأزمات الإنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتتصاعد جرائم الحكومة والمتمردين بارتكاب فظائع ضد اللاجئين الفارين، مما يعرض مستقبل جنوب السودان للخطر، بعدما حقق الجنوبيون مطلب الانفصال عن الشمال في استفتاء عام 2011 حتى دخلت الدولة الوليدة في حرب أهلية طاحنة بعد شجار نشب بين الرئيس سلفاكير انذاك ونائبه ريك مشار.

وتصاعد الخلاف إلى صراع عرقي واغتصاب جماعي, اكل لحوم البشر, وتشريد حوالي 2 مليون لاجئ في الجنوب السوداني، وفي مايو القادم يرحل حوالي 1500 لاجئ إلى أوغندا يوميًا.

وتلقت الأمم المتحدة 53% من إجمالي من 1.25 مليار دولار تعهد المجتمع الدولي بدفعها للتصدي للمجاعة.

وتضخمت أزمة اللاجئين الجنوب سودانيين بسرعة وبلغت مستوى غير مسبوق مع فرار نحو 1,8 مليون من قراهم ومدنهم، أحصت الأمم المتحدة بينهم نحو مليون طفل.

ومن بين مليون طفل لاجئ، فصل نحو 75 ألفا عن عائلاتهم أو لم تعد لديهم أسرة أو أقارب على الإطلاق.

وكشف تقرير لمنظمة حقوق الإنسان الدولية “أمنستي” عن أن حكومة جنوب السودان والميليشيات الداعمة لها تحتجز أناسا في أكواخ وتقوم بإحراقهم حتى الموت، كما تهاجم المدنيين في القرى النائية بالسواطير.

وبيّن التقرير أن هناك أكثر من 1.7 مليون شخص يعانون من مجاعة شديدة من بين 12.5 مليون سكان جنوب السودان، في حين أن هناك 6 مليون يواجهون خطر التعرض للمجاعة. كما أن وبأ الكوليرا يهدد الآلاف، في حين أن نحو مليون شخص لجأوا إلى أوغندا.

وقالت أمنستي، التي جمعت تقارير من مناطق المواجهات، إن القوات الداعمة للحكومة وقوات المعارضة قطعوا طرق تزويد المواد الغذائية عن مناطق معينة.

وجاء في تقرير أمنستي، الذي نشرته “الجارديان”، إنه يتزايد عدد الأطفال والنساء الذين يتعرضون للاختطاف والاغتصاب، في منطقة أوكوتويا، التي تحولت، بحسب أمنستي، إلى ميدان للقتل.

ربما يعجبك أيضا