نصابون خلدهم التاريخ.. تعرف عليهم

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

إذا وُلِدَ النصاب يولد أمامه ألف ضحية“.. هكذا يقول التاريخ ، فما لايعرفه الكثير أن فيلم “العتبة الخضراء” للفنان المصري إسماعيل ياسمين في الأصل قصه حقيقة مأخوذة من شخص تخصص في النصب والاحتيال مستغلا الطمع والجشع وحب المال في نفوس البشر، وفي هذه السطور نرصد أبرز قصص النصب التى سجل أصحابها اسمائهم في صفحات الجريمة.

بيع الإمبراطورية الرومانية

في عام 193 ميلاديًا، تمكن الحرس الإمبراطوري الروماني من قتل الإمبراطور، وعرضوا منصب الإمبراطورية لأكثر شخص يدفع لهم، وكان الفائز “يوليان” الذي دفع لكل عضو من الحرس 250 قطعة ذهبية أي ما يعادل بليون دولار في العصر الحالي، وبعد أن اعتلى “يوليان” العرش، أمر بقتل كل الحراس الذين ارتكبوا العملية.

بيع المسيسبي

في عام 1719، خطر للمستثمر الاسكتلندي “جون لو” أن يشد الرحال نحو ولاية “لويزيانا” الأمريكية وأقنع رجال الأعمال والحكومة الفرنسية بأن مستقبلها واعد، وسيحصلون على جبال من الذهب والفضة في حين كانت “لويزيانا” مجرد مستنقعات راكدة، لكن كُشف أمره وفر بصعوبة وعاش 9 سنوات فقيرًا ثم مات.

حيلة العقد الماسي

ربما تسببت عملية النصب هذه في انحراف تام للتاريخ الفرنسي، في عام 1785 وقع الأمير “دي روهان” في حب فتاة ليل ترتدي ملابس الملكة الفرنسية “ماري أنطوانيت”، واقتنع “روهان” بأن الملكة تحبه وبذلك أهداها عُقدًا نفيسًا، واتضح في النهاية أنها مكيدة من عشيقته السابقة لتحتال عليه، وحُكم عليها بالتعري في الشوارع والكي بالحديد، تلك الفضيحة كانت من أسباب اندلاع الثورة الفرنسية التي غيرت أوروبا بعد ذلك.

برج إيفل

في عام 1925، بعد خروج فرنسا من الحرب العالمية الأول، كان برج “إيفل” آيلًا للسقوط، وكان لابد من وجود بدائل، في ذلك الوقت كان المحتال الأمريكي “فكتور لوستيج” متواجدًا وبمخططه أقنع بعض رجال الأعمال أن البرج غير قابل للترميم وسيتم تفكيكه وبيعه، لم يحصل “لوستيج” على الصفقة ولكنه هرب إلى أمريكا برشوة 200 ألف دولار، في نفس الوقت قام صديقه”دانيال كولينز” ببيع البرج لبعض رجال الأعمال الآخرين مرة أخرى ، ولم تمض 24 ساعة علي عمليتي النصب إلا وكان النصابان قد غادرا فرنسا.

يذكر أن “فيكتور لوستيج” مؤلف كتاب “الوصايا الـ10 للرجال المحتالين”، أحد أشهر الكتب مبيعًا.

الموت الوهمي

“إيفار كروجر” أحد الأقطاب في العشرينات والذي كان يملك معظم الشركات وحتى السكك الحديدية والمناجم وخطوط التليفونات والبنوك، ولكن ما لم يعرفه أحد أنها كانت مجرد أوراق، في عام 1929 حاول مستثمر الحصول على ماله نقدًا فلم يستطع وكشف أمر “كروجر”، وللهرب من الفضيحة قتل نفسه ، وكان موت “كروجر” وهميًا، واستطاع بعد ذلك أن يعيش حياة الرفاهية في جزيرة سومطرة.

“وول ستريت”

“وول ستريت” معروف بكونه أغنى شارع في تداول النقود بأمريكا والعالم، وعملية الاحتيال على المصارف والشركات لن تتم فيه إلا بصعوبة، ولكن أكبر عملية احتيال تمت بواسطة العديد من الشركات المالية في عهد “ألان جرينسبان”، الذي تولى منصب رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي في الفترة من 11 أغسطس عام 1987 إلى 31 يناير 2006، حيث سُلبت مليارات من الدولارات وتسبب في نكسة لـ”وول ستريت”.

وعلى عكس كل عمليات الاحتيال، فسطو شارع “وول ستريت” لا يوجد له عقوبة، لأنها عملية عشوائية دون أدلة كافية.

هرم “مادوف” المالي

من أكبر عمليات الاحتيال في “وول ستريت” وفي أمريكا، وتفرق عن عملية “ألان جرينسبان ” في أن “برنارد مادوف” استطاع أن يستمر فيها لسنوات وجمع منها 18 مليار دولار، ولكنه سقط على يد ابنه الذي كشفه عام 2008، فتم تجميد كل أمواله وتعطلت بذلك العديد من شركات الاستثمار والبنوك الأوربية والأمريكية ، الأمر الغريب في هذه القضية  أن معظم الموظفين في شركة “مادوف” كانوا يعرفون احتياله ولكنهم لم يتكلموا، فما السبب؟ لا أحد يعرف حتى الآن.

إفلاس

“كين لاي” الرئيس التنفيذي لشركة “أنرون”، الشركة التي توظف 22 ألف شخص حول العالم، وجنت إيرادات تقدر بـ101 مليار دولار عام 2000، ولكن في 2001 ادعت الشركة الإفلاس، وتسببت في إفلاس العديد من المحاسبين وخروج شركات أخرى من سباق التجارة.
وكتبت مجلة “فورتشن” أن “أنرون” الشركة الأكثر ابتكارًا في أمريكا لمدة 6 سنوات.

“بيكر” العقاري

“بيكر” مجرد شخصية وهمية اخترعها المحتال “وليام كاميرون سميث” الذي ادعى أن ثروة “بيكر” تقدر بـ3 مليارات دولار، ويجب توزيعها بالعدل على كل عائلته، فطالب بحضور كل من في لقبه “بيكر” مقابل ضريبة بسيطة، فجمع “سميث” ما يقارب 25 مليون دولار ، نفس الأمر حدث مع جماعة يحملون لقب “دريك” بأنهم من نسل الملكة “إليزابيث” ولهم نصيبهم في ميراثها.

تشارلز بونزي

واحد من أكبر المحتالين في التاريخ الأمريكي وكان أول من أنشأ طريقة الاحتيال الشهيرة بـ”سلسلة بونزي ” الخاصة بسرقة المال عبر الإنترنت، وقد هاجر بونزي للولايات المتحدة، بعد قضاء فترة قصيرة في جامعة روما، وأكبر رقم حصل له في عالم النصب هو 2.5 مليون دولار.

اكتشف “تشارلز بونزي” أنه يستطيع شراء كوبونات بريدية بسعر منخفض، ويشحنها إلى الخارج ثم يبيعها للحصول على السعر الكامل، ولكن ما احتال فيه هو سعر الفائدة، فبدلًا من أن يأخذ 5 %، قال إن الكوبون سيأتي لصاحبه بـ50 % أرباحا، ما جعل استثماره يصل إلى 10 ملايين دولار، وبعد كشف خداعه، فر من أمريكا ، إلى إيطاليا ليصبح المستشار المالي لـ”موسوليني” وكان سببًا في انحداره.

ربما يعجبك أيضا