نهاية زعيم داعش.. وكلمة السر في الموصل

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

بعد سجالات ومشادات وعقوبات بالجلد لمن يتحدث عن مقتل “أبو بكر البغدادي” زعيم تنظيم داعش، تأكد الخبر بإعلان مقتضب للتنظيم عن مقتله والبحث عن خليفة جديد ، والتي تزامنت مع إعلان تحرير الموصل من داعش بالأمس.. وكأن الحدث كان بانتظار ما ستسفر عنه معركة الموصل بين القوات العراقية وما تبقى من مسلحي التنظيم .

ويلقي التقرير الضوء على معركة الموصل وعلاقتها بمقتل البغدادي، مع عرض نبذة عن البغدادي وأبرز المرشحين لخلافته وتأثير ذلك على وضع “دولة الخلافة” المزعومة بعد طرد مسلحيها من معقلها بالموصل.

معركة الموصل

مع اشتداد معارك الموصل في الشهور الأخيرة، تواردت الأنباء في شهر مايو الماضي نقلًا عن مصادر أمريكية وعراقية عن هروب البغدادي من الموصل واختبائه في الصحراء.

ورجحت المصادر هروب البغدادي من الموصل بسبب غياب أي بيانات رسمية من قيادات التنظيم، فضلًا عن كون البغدادي هدف مراوغ كثير التنقل، وسط توقعات باختبائه بين المدنيين في قرى صحراوية بعيدة عن مناطق القتال.

ومع احتدام المعارك، تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على الموصل التي خضعت لسيطرة التنظيم في يونيو 2014،  حيث تمكنت القوات المشتركة من استعادة الشطر الشرقي في يناير الماضي تلاها عمليات عسكرية للسيطرة على الشطر الغربي.

ومع تقدم القوات واستعادة المسجد الكبير الذي أعلن منه “البغدادي” إعلان دولة الخلافة المزعومة في الموصل، بات التنظيم وقياداته في عزلة.

كانت أخر رسالة مسجلة للبغدادي في نوفمبر الماضي بعد أسبوعين من بداية معركة الموصل ، عندما دعا أنصاره لقتال “الكفار” وإراقة دمائهم أنهارًا.

ومنذ ذلك الحين، ركزت بيانات داعش على  بعض الهجمات التي يشنها الانتحاريون في مواقع مختلفة في العراق وسوريا، ولكنها لم تعلق أهمية خاصة للموصل رغم كون المدينة الساحة الرئيسية للقتال.

بيان داعش

تمهيدًا لإعلان مقتل “أبو بكر البغدادي” رفع تنظيم داعش العقوبة التي أقرّها ضد كل من يتعرض بالحديث عن مصرعه ، بحسب مصدر في محافظة نينوى العراقية.

وبحسب المصدر، فقد قام التنظيم في تلعفر بإلغاء – عقوبة الـ 50 جلدة لكل من يتحدث عن مصرع “البغدادي” ، ليوحي القرار الأخير بوجود معلومات لدي قادة التنظيم عن مصرعه .

ولم يمر يوم على إلغاء العقوبة ، حتى بادر تنظيم “داعش” بإعلان مقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي” في بيان مقتضب، اليوم الثلاثاء ، مُتحدثًا عن قرب الإعلان عن اسم “خليفته الجديد”، وداعيًا مسلحيه إلى مواصلة ما أسماه “الثبات في المعاقل” وعدم الانجرار وراء الفتن في إشارة لوجود مشاكل معقدة داخل التنظيم نفسه.

وعقب إعلان مقتله ، بدأت حملة اعتقالات واسعة في صفوف مؤيدي “البغدادي” وحالة من الانقلاب الداخلي في قضاء تلعفر غرب الموصل ، لحسم المعركة بين أقطاب داعش التي كانت بانتظار التحقق من مقتل زعميها للانقضاض على مناوئيها والتبوء لمناصب أعلى.

ويرى خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية، أن أبرز المرشحين لخلافة التنظيم هما، إياد العبيدي وعياد الجميلي، وهما ضابطان سابقان في الجيش العراقي إبان حكم صدام حسين، وهم أهم مساعدي البغدادي.

ويرجح مراقبون، أن تكون حظوظ العبيدي أكثر من الجميلي كونه أقدم في التنظيم، بالرغم من استبعاد أن يحظى أيا منهما بلقب الخليفة.

نبذة عن البغدادي

“أبو بكر البغدادي” – زعيم تنظيم داعش – إسمه الحقيقي ” إبراهيم عواد إبراهيم البدري” ولد في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971 لأسرة سنية متوسطة.

حصل البغدادي على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996 ، ثم شهادتي الماجيستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عامي 1999 و 2007 على التوالي.

بعد مرور أشهر على الغزو الأمريكي للعراق 2003 ، ساعد في تأسيس جماعة “جيش أهل السنة والجماعة المسلحة” ، وألقت القوات الأمريكية القبض عليه في 2004  حيث ظل سجينأ بأحد معتقلات الجهاديين لمدة عشرة أشهر .

وبعد إطلاق سراحه، انتقل البغدادي لدمشق معلنًا انضمامه لتنظيم القاعدة ، وبعد حل التنظيم في 2006 تم تأسيس “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق” ، ومن خلالها قام البغدادي بوضع موطئ قدم داخل التنظيم ، حيث تم اختياره أميرًا جديدًا وبدأ في إعادة بناء التنظيم مستغلًا الاضطرابات التي عصفت بسوريا في 2011.

وفي 2014، سيطر التنظيم على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وبعد فترة وجيزة أعلن المتحدث باسم الجماعة إقامة دولة الخلافة تحت اسم “تنظيم الدولة الإسلامية”، ليلقي بعدها البغدادي خطبة الجمعة في الموصل ، مُعلنًا نفسه خليفة المسلمين .

ماذا بعد؟

بعد هزيمة داعش في الموصل  ومقتل زعيمها، يسعى التنظيم إلى بناء قاعدة تنظيمية جديدة من أجل البقاء بمساعدة عدد من الجهاديين العراقيين ، بحسب ما أفادت وكالة أمريكية.

وبحسب الوكالة ، فإن التنظيم الجديد سيكون مزيجًا من فلول تنظيم داعش وعدد من الجهاديين في سوريا والعراق والعالم ، يرتبطون ببعضهم بطريقة رقمية لإعادة تشكيل الصفوف وإطلاق التنظيم الجديد، الذي يتكون من خلايا إرهابية صغيرة هاربة من معارك سوريا والعراق بالإضافة لعناصر جديدة.

ويرى الخبراء بأن سيناريوهات ما بعد داعش تتلخص إما في عودة القوات الأمريكية للعراق مرة أخرى، أو عودة تنظيم القاعدة في شكل جديد، أو تنظيم جديد يقوم بالتمرد بعد انتهاء فوضى الخلافة المزعومة لداعش.

ربما يعجبك أيضا