حرارة الصيف تشعل معركة الحجاب في إيران

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
يرفض عدد متزايد من النساء في إيران، ارتداء الحجاب أثناء القيادة، ومع دخول الصيف واشتعال درجات الحرارة تزايدت حدة المعركة بين الشرطة والنساء.
 
وعلى الرغم من تشديد عقوبات عدم ارتداء الحجاب أثناء القيادة سواء بفرض الغرامة أو سحب السيارة، إلا أن الكثير من الإيرانيات يرفضن هذا القرار ويخالفنه.

وصرح الرئيس الإيراني حسن روحاني بضرورة احترام خصوية المواطنين وعدم قهر السيدات غير المحجبات، بينما أعلن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي، يوم الخميس، أن رجال الشرطة سيتخذون إجراءات صارمة ضد عدم ارتداء النساء لحجابهن أثناء قيادتهن للسيارات، مؤكداً أن “السيارة لم تعد من خصوصيات مالكها، بحسب رأي المرجعيات الدينية”.

وقال المهدي في مؤتمر صحفي إنه “بعد استفتاء عدد من المرجعيات الدينية أكدوا لنا على أن السيارة لم تعد من الشؤون الخصوصية التي يحق للراكبين فيها من النساء عدم ارتداء الحجاب”، مؤكداً “سنتخذ إجراءات صارمة”.

وأفاد تقرير إيراني، نشر الأسبوع الماضي، بانتشار الممارسات الإباحية في السيارات، بعدما اعتبرت السلطات الإيرانية العام الماضي أن “السيارات تعتبر من الشؤون الخصوصية”، الأمر الذي سمح للفتيات بعدم ارتداء الحجاب وممارسة الجنس.

ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979 أصبح لزاماً على النساء ارتداء الحجاب في إيران، ولكن السنوات الأخيرة شهدت تخفيفاً في القواعد الخاصة بما ترتديه المرأة خصوصاً في العاصمة طهران.

ووصف رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني، العام الماضي، أن بعض شوارع طهران أصبحت تشبه صالونات عرض الأزياء، معتبراً أن تهاون الحكومة وقوات الأمن شكلا دافعاً للفتيات لعدم ارتداء الحجاب.

وأثارت تصريحاته غضب النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تمتنع وسائل الإعلام المحلية عن انتقاد قرارات السلطة مباشرة، ولكنها نشرت تقارير حول تباين وجهات نظر المواطنين تجاه قرار فرض الحجاب.

وقال المحامي حسين أحمدي، لصحيفة “الجارديان” البريطانية، أن التعدي على خصوصيات المواطنين يعد تعدي على حقوق المواطنين، مؤكدًا أن للبرلمان الحق في تحديد ما يخص خصوصيات المواطنين وليس الشرطة.
ويأتي الجدل وسط تزايد الهوة بين الحكومة والسلطة القضائية المتشددة التى تعمل بشكل مستقل عن روحاني.

ربما يعجبك أيضا