أنقاض وركام ودماء.. هكذا أصبحت حاضرة العراق !

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

بغداد –  ممارسات ليست المرة الأولى التي يتهم فيها عناصر الجيش العراقي والميلشيات المتحالفة معها وعلى رأسها ميليشيا الحشد الشعبي المدعوم من إيران والمتهم من قبل منظمات حقوقية دولية بارتكاب فظائع ترقى إلى جرئم حرب وكلها تأتي بغطاء مذهبي.

دائرة الاتهام بارتكاب جرائم حرب بالموصل تتسع، وأصابع الاتهام تتجه مجدداً نحو القوات العراقية. ممارسات لا تختلف كثيراً عن ممارسات التنظيم الإرهابي “داعش” بل تكاد تكون نسخة منها ولكن تحت غطاء “مكافحة الإرهاب” !

تهديد السلم الأهلي

منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية تقول إن القوات العراقية ارتكبت خلال أشهر عملياتها بالمدينة شكلاً من أشكال العقاب الجماعي عندما هجّرت بشكل قسري أسر من قالت إنهم أعضاء بتنظيم داعش إلى أحد مخيمات التأهيل وهو ما يعتبر جريمة حرب تعرقل السلم الأهلي وتفاقم التوترات الطائفية.

المنظمة الحقوقية الدولية تصنّف مخيم إعادة تأهيل أسر تنظيم داعش على أنها معسكرات اعتقال لبالغين وأطفال كما تفتقر لأدنى مقومات الحياة فضلاً عن فقدان المئات حياتهم قبل وصولهم للمخيم أو بداخله نتيجة الجفاف.

وذهبت المنظمة إلى حد اتهام قوات الأمن والجيش العراقي بعدم بذل ما يكفي لوقف الانتهاكات وفي بعض الحالات مارستها بنفسها.

فيما قال سعد معن، المتحدث باسم وزارة الداخلية والناطق باسم عمليات بغداد إن الفيديو الذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر رمي مواطنين عراقيين من علو مرتفع يخضع للتحقيق رافضاً أي انتهاك بحق أي مواطن مهما كان.

أرقام مفزعة

في مسح مبدئي للخسائر التي تكبدتها الموصل وأهلها في معركة الأشهر التسعة سقط أكثر من 16 ألف قتيل ونحو 30 ألف جريح حسب تقارير طبية عراقية، ويشكّل الأطفال والنساء نحو 61% من القتلى، هذا مع ترجيح وجود نحو 5 آلاف شخص تحت الأنقاض.

النازحون فاق عددهم الـ 900 ألف نازح، 676 ألف منهم لم يعودوا بعد إلى مدينتهم حسب احصائيات الأمم المتحدة. فيما بلغت نسبة الدمار بالموصل 80%، فمن أصل 54 حياً بالموصل الغربية دمر بشكل كامل أكثر من 32 ألف منزل في 15 حياً. فيما دمر 23 حياً بشكل جزئي لتبلغ تكلفة إعادة إعمار الموصل نحو 700 مليون دولار. هذا فضلاً عن تدمير 9 مستشفيات و76 مركزاً صحياً و6 جسور على نهر دجلة.

ومع تدمير أكثر من ثلثيها، دمرت أكبر حاضرة في العراق تاريخياً بعد العاصمة بغداد فقد شمل الدمار مدناً أثرية أبرزها مدينة النمرود والحضر وسور نينوى ومتحف نينوى التاريخي.

تحرير بنسخة ثانية تحتاجه الموصل إذن كما باقي المدن التي خرجت من يدي داعش لتكون بيد من حذّر التحالف الدولي من أنهم سيخلقون داعش جديدة إن واصلوا سياساتهم الراهنة.
https://www.youtube.com/watch?v=cBpHAq15Y6A
https://www.youtube.com/watch?v=GYUELFyWM_I
https://www.youtube.com/watch?v=e4PVCjN4TJg

ربما يعجبك أيضا