“الجيزة” من أكثر المناطق تكرارًا للحوادث الإرهابية.. تعرف على الأسباب

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

تعتبر محافظة الجيزة من أكثر المناطق التي شهدت عدد كبير من الحوادث الإرهابية في الأونة الأخيرة، نظرًا لتنوع مناطقها ما بين ريفية ومدن وأحياء شعبية شديدة الزحام ومناطق صناعية لها امتداد صحراوي شاسع ومنافذ هروب وحدود مع محافظات أخرى.

ومن العمليات الإرهابية التي شهدتها المحافظة اغتيال رئيس نقطة مرور المنيب بشكل وحشي ومجند وحرقهما داخل سيارتهما بشبرامنت وتفجير شقة في أحد العقارات بمنطقة اللبيني واغتيال عدد من رجال الشرطة في عمليات متفرقة بالوراق وكرداسة وأوسيم واستهداف العديد من المنشآت الحيوية والهجوم الإرهابي على  كمين المرازيق 39 فضلًا عن محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق بمدينة 6 أكتوبر، وحادث استهداف سيارة شرطة بالبدرشين أمس.

الجيزة على خط النار في المواجهات الأمنية

على الرغم من الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن بالجيزة فإنه مازال هناك العديد من التحديات التي تواجهها والتي تعتبر اختبارا صعبًا للأمن في الجيزة، فطبيعة المحافظة المعقدة وتنوع مناطقها يجعل الجرائم التي تقع بها شديدة التنوع، ويأتي علي رأس هذه التحديات حوادث الارهاب الذي عانت منها تلك المحافظة معاناة شديدة وقد بدا ذلك جليا في الأحداث التي شهدتها البلاد عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة،  كما أن جميع اقسام شرطة الجنوب بدءًا من أبو النمرس وحتى العياط قامت عناصر جماعة الإخوان بحرقها، ومناطق بشمال الجيزة منها الوراق ومنشأة القناطر وأوسيم و إمبابة، والتي تعد مركزًا لعمليات التخريب وتظاهرات عناصر الجماعة إرهابية، أما مدينة 6 أكتوبر فكانت وكرًا لاختباء العناصر الإرهابية حيث ألقي القبض على العديد من القيادات الإخوانية بها، أما مناطق العمرانية والطالبية والبدرشين والحوامدية فكانت من أكثر المناطق التهابا.

أما التحدي الثاني والذي لا يقل أهمية عن مواجهة الارهاب فكان مداهمة البؤر الإجرامية، وأبرز تلك البؤر المنطقة الصحراوية بالصف والتي تعتبر أكبر مركز لتجميع السيارات المسروقة وتجارة المخدرات والسلاح وتأوي مئات الهاربين من أحكام بالاعدام والسجن المؤبد في جرائم جنائية متعددة بالاضافة الي المنطقة الجبلية بالعياط والتي لا تقل خطورة عنها وكانت وراء ارتكاب العشرات من جرائم السرقة بالإكراه والاستيلاء علي الأفدنة من أراضي الدولة وفرض الإتاوات علي المواطنين، بحسب صحيفة “الأهرام” المصرية .

وقد نجح رجال الأمن خلال الفترة الماضية في اقتحام العديد من تلك البؤر الإجرامية حيث تم تصفية أحد العناصر الاجرامية الخطرة بمنطقة العياط، واقتحام جزيرة نيليلية بالصف، ومواجهات بطريق الفيوم الصحراوي مع تجار الهيروين، وأيضا في المناطق الشعبية المزدحمة بالسكان والتي انتشرت بها العديد من العناصر الاجرامية التي تروع المواطنين .

كما أن العشوائية والتعديات علي الميادين والشوارع من الباعة الجائلين وسيارات السرفيس والتي تتسبب في تعطيل حركة المرور واعاقة الطرق تعد أحد أهم التحديات التي تواجه رجال الامن وتحتاج إلى جراحات عاجلة وجهود مضنية فعلي الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققها رجال الأمن سواء في مواجهة الارهابية او التصدي للعناصر الاجرامية الخطيرة واقتحام العديد من البؤر الإجرامية والحملات التي تشهدها الشوارع، إلا أنه مازالت هناك طموحات وآمال لدي المواطن ليشعر بأقصي درجات الأمن والأمان بالمحافظة.

 

أمنيون: الجيزة ضمن المحافظات الأكثر تكرارًا للحوادث الإرهابية لعدة أسباب

قال محمود قطري الخبير الأمني، ان محافظة الجيزة بها بؤر إرهابية تتمركز بها جماعات إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان مثل كرداسة التي تعتبر من أكبر المناطق تشددًا حيث يوجد بها عدد كبير من أصحاب الفكر التطرفي.

وتابع الخبير الأمني: تكرار الحادث يشير إلى فشل كبير في عملية جمع المعلومات لأن الخارجية الألمانية حذرت رعاياها  من قبل من وقوع عمليات إرهابية، متسائلا عن عدم تضمن أوامر الخدمة آليات لحماية العساكر .

وأكد حسام سويلم الخبير الأمني والاستراتيجي، أن معظم مناطق إيواء الإرهابيبن موجودة في الجيزة لأن طبيعة الأرض والمنطقة هناك تساعد على ذلك مثل صحراء دهشور ومنطقة ناهيا وكرداسة المعروفة بقادة الإرهاب.

ولفت “سويلم”، إلى وجود بعض العرب في صحاري المحافظة الذين يعاونون الإرهابيين مقابل المال وهو أمر صعب في ظل الظروف التي تشهدها المنطقه مع قطر، منوها بأن أي هجوم يقع على كمائن الشرطة يسفر عن خسائر متبادلة من الشرطة وجماعات الارهاب.

وأشار الخبير الأمني والعسكري، إلى عدم وجود أى قصور من جانب قوات الأمن، متوقعًا أن يكون منفذو تفجير كمين “أبوصير” من أهالي منطقة البدرشين أو كرداسة لأنهم على علم بجميع مداخل ومخارج المنطقة.

وأوضح اللواء رضا يعقوب خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن محافظة الجيزة كبيرة تجمع بين الجزء المدني والحضري وعناصر الإرهاب تتمركز في كلتا المنطقتين، مشيرًا إلى أن قرى المحافظة تعزز من اختبائهم بها.

ومن جانبه قال اللواء محمد إبراهيم، مدير الإنتربول المصري الأسبق،  مساعد رئيس حزب الوفد، إن محافظة الجيزة تأتي ضمن المحافظات الأكثر تكرارًا للحوادث الإرهابية وذلك لسببين هما “جغرافي– إعلامي”  نظرًا للطبيعة الجغرافية حيث تتمتع محافظة الجيزة بحدود مترامية الأطراف، كما أن الأقسام الأمنية تجمع بين الأماكن الحضارية كالدقي والعجوزة، وأنه من الصعب أن يحدث في مثل تلك الأماكن حوادث نظرًا لوجود منشآت حيوية وتكثيف أمني بالمناطق المجاورة.

وأضاف إبراهيم أن السبب الثاني يرجع إلى أن الإرهابي  يحرص على اختيار حادثة تؤدي للهدف الذي يسعى إليه وهو أن يكون حادثًا يحظى بمتابعة إعلامية جيدة ليكون محط أنظار الإعلام، بخلاف من يرتكب حادثًا جنائيًا داخل محافظة إقليمية ومن الصعب التعتيم الإعلامي.

وقال اللواء احمد الفولي، مدير إدارة الأمن الأسبق بمكتب وزير الداخلية، ان السبب الرئيسي في تكرار الحوادث الإرهابية بمحافظة الجيزة يرجع إلى انها تمتلك ظهيرًا صحراويًا وبها العديد من الطرق الصحراوية التي يعرفها المجرمون جيدًا وتؤدي نهايتها إلى ليبيا ما يسهل الأمر عليهم في الهروب، كما أن المحافظة يعيش بها سكان الريف والحضر مثال العياط والبدرشين والحوامدية، أيضًا مدن صحراوية و6 أكتوبر حتى الواحات فطرقات المحافظة متشعبة.

وأوضح الفولي أنه يجب أن يتم تأمين الكمائن بطرق ووسائل أفضل من الموجودة الآن، وتغيير الاستراتيجية القائمة حتى يتم الحد من انتشار مثل هذه الجرائم.

وطالب الفولي بوجود أكثر من سيارة في الكمائن الثابتة، حيث إن سيارة واحدة لا تكفي، ولابد أن يكون هناك سارتان تقفان إحداهما في مواجهة الأخرى وبينهما مسافة كافية للتحرك في أي وقت، مشيرًا إلى أنه لابد أن يكون بالكمين الثابت كمين آخر متحرك.

ربما يعجبك أيضا