تصريحات ترامب.. تحذر قطر من تدويل الأزمة والحل كان ومازال خليجيًا

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد

تحاول قطر، مطاولة الأزمة مع شقيقاتها الخليجية، من خلال تدويل وأقلمة الأزمة، لكن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة، تعتبر خط أحمر إلى قطر، ولايوجد لها خيار غير الجلوس والحوار مع شقيقاتها الخليجية، وعدم الرهان على أطراف خارجية.
 
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يوم 14 تموز 2017، إن “قطر عُرفت بتمويل الإرهاب”، مشيرًا إلى أننا “أبلغناهم بضرورة التوقف عن تمويل الإرهاب.. ولا يمكن أن تقوموا بذلك”، وفي إشارة إلى القاعدة العسكرية في قطر، أعلن أن “علاقتنا جيدة مع قطر، ولكن لو اضطررنا إلى ترك القاعدة هناك، سترحب عشرات الدول ببناء قاعدة”. وأضاف ترامب، في حديث خاص إلى قناة Christian Broadcasting Network، أن “الإرهاب وحش، ولا بد من الاستمرار في تجويع هذا الوحش”.
 
وقعت دول مجلس التعاون الخليجي الست والولايات المتحدة في الرياض يوم 21 مارس 2017  مذكرة تفاهم لإنشاء مركز لمكافحة “تمويل الإرهاب”، خلال قمة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة الخليج.
 
زيارة وزير خارجية ألمانيا
 
قام وزير الخارجية الألماني يوم 03 يوليو 2017 بزيارة لأهم العواصم الخليجية، في أعقاب موافقة السعودية ودولة الإمارات على تمديد مهلة لقطر، كان من المقرر أن تنتهي  بعد 48 من بدأ الزيارة. وقبل أن يغادر العاصمة الألمانية برلين، قال غابرييل: إنه يعتزم أن يبقى محايداً في هذا النزاع وقال: “لن ننحاز لأي جانب. لكن الصراع في الخليج لا يؤثر فقط على الأطراف المعنية مباشرة في النزاع بل أيضاً على مصالحنا”. وفي اعقاب الزيارة اعلنت المانيا موافقة قطر على فتح جميع ملفاتها للاستخبارات الألمانية وأوضح أنه تم الاتفاق مع قطر على “كشف جميع أوراقها، بما فيها تلك التي تخص أشخاصاً أو هياكل”!
 
زيارة وزير خارجية بريطانيا
 
وصل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم 08 يوليو 2017، إلى السعودية لبحث أزمة قطر وبحث جونسون الأزمة مع ممثلين من السعودية وقطر والإمارات والكويت. وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، “حث وزير الخارجية جميع الأطراف على الاصطفاف خلف جهود الوساطة الكويتية، التي تدعمها بريطانيا بشدة، والعمل على وقف التصعيد ووحدة الخليج من أجل الاستقرار الإقليمي”.
 
زيارة وزير الخارجية الأمريكي
 
اعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يوم 11 يوليو 2017 أن قطر تراجع مطالب دول الخليج المجاورة من أجل إنهاء الخلاف الدبلوماسي المستمر منذ أسابيع. وقال تيلرسون: “بدأت قطر مراجعتها ودراستها الدقيقة لسلسلة من المطالب قدمتها البحرين ومصر والسعودية والإمارات”. وخلال زيارت تيلرسون لقطر، وقعت الدوحة وواشنطن مذكرة تفاهم للتعاون في مكافحة تمويل الإرهاب خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون لقطر. وجاء التوقيع على المذكرة قبيل اجتماع خماسي تستضيفه جدة السعودية لوزراء خارجية الدول المقاطعة مع تيلرسون.

وقالت مصادر دبلوماسية أمريكية: إن تيرلسون لا يتوقع  لجهوده أن تؤتي أُكلها فورا، محذرة من أن أشهرا طويلة ربما تفصل الأطراف عن الانفراج وتسوية خلافاتها.
 
زيارة وزير خارجية فرنسا
خلال زيارة الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم 15 يوليو 2017 الى السعودية والكويت والإمارات، قال إن بلاده تريد المساهمة في جهود الوساطة التي تقوم بها الكويت لحل النزاع بين قطر ودول عربية.
 
الموقف الخليجي

 
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية  قرقاش يوم 17 يوليو 2017 إن هناك جهود لإعادة النظر في التدابير الـ 13 واتخاذ الإجراءات اللازمة. وأشار قرقاش إلى أن هذه الجهود تختلف عن تلك التي قامت بها قطر سابقا. وأضاف الوزير الإماراتي أن قطر تفضل تقديم التنازلات لـ”الأصدقاء الدوليين” عن الجلوس إلى طاولة الحوار معهم. وأوضح قرقاش أن الدول المقاطعة لا تريد تغيير النظام في قطر، وإنما فقط تعديل السلوك فيما يخص دعم الإرهاب. ودعا الوزير الإماراتي إلى حل إقليمي وفرض مراقبة دولية على قطر للتأكد من التزامها بتعهداتها.
 
الكونغرس يكشف دعم قطر للإرهاب
 
كشف تقرير الكونغرس الاميركي يوم 12 يوليو 2017 دور قطر في دعم الميليشيات الإرهابية والتنظيمات المتطرِّفة في الإقليم العربي، ووصف الإمارة الخليجية الداعمة للإرهاب بأنَّها الدولة المثيرة للجدل على العديد من المستويات؛ بسبب إصرارها على دعم الإرهاب إقليميًّا ودوليًّا، وهو ما دفع دول الجوار لقطع جميع العلاقات معها.وأضاف التقرير البرلماني الأمريكي أن ثالث اسباب إعلان قطر دولة مصدر إزعاج، هم “ساسة الدوحة” الذين يصرون على دعم تنظيم جبهة النصرة في سوريا الموالي لتنظيم القاعدة.
 
رهان قطر على الإخوان

لقد راهنت قطر على نجاحها في الوصول إلى الحكم في البلدان العربيَّة التي شهدت ثورات الربيع العربي، واستخدمت قناة الجزيرة الفضائيَّة كأداةٍ دعائيَّةٍ وإعلاميَّةٍ للتسويق لجماعة الإخوان، في حين أن الواقع يؤكِّد على أن دعمها للثورات والاضطرابات السياسيَّة في المنطقة يهدف إلى إيصال الإسلاميين إلى الحكم من خلال تواصل من خلال دعم الجماعات المسلَّحة في سيناء، وحماس والإخوان.
 
 
النتائج

 
إن حديث الرئيس الأمريكي ترامب يوم 14 يوليو 2017،قائلا: “إن قطر عُرفت بتمويل الإرهاب”، مشيرًا إلى أننا “أبلغناهم بضرورة التوقف عن تمويل الإرهاب”، قد وضع النقاط على الحروف حول الموقف الأميركي. تصريح ترامب جاء في اعقاب زيارة وزير خارجيته تيلرسون إلى الدول الخليجية المقاطهة الى قطر وكذلك الى الدوحة وتوقيعه مذكرة مع الاخيرة حول مكافحة الارهاب.
تصريح الرئيس الاميركي جاء ليضع حد الى التكهنات حول وجود خلافات او تباين مابين ترامب ووزارة الخارجية. ماكانت تحاول عليه قطر هو اللعب على وتيرة ايجاد خلافات مابين الخارجية الاميركية والبيت الابيض، لكن تصريح ترامب وضع حدا لذلك. الدور القطري هذا واسلوب التعامل مع الازمة، يأتي نتيجة  علاقات الدوحة وجهودها بالتحرك على وزارة الخارجية الامريكية وبعض الشخصيات المؤثرة فيها من قبل ضمن سياسة شراء المواقف، اي دعم تلك الشخصيات وتقديم الاموال ودعم مؤسساتهم السياسية سواء كانت في اميركا او استضافتها في الدوحة.
 
السؤال: هل جائت زيارة تيلرسون متأخرة؟ ولماذا وقع تيلرسون مذكرة التفاهم حول محاربة الارهاب في هذا الوقت؟
 
زيارة تيلرسون جاءت في اعقاب زيارة وزير خاارجية المانيا الى قطر وتعهدات قطر الى كشف اوراقها الى الاستخبارات الالمانية، يبدو ان الدوحة تحاول نهج كل الطرق التي ممكن ان تحصل من خلالها الى “شهادة براءة من تورطها في الارهاب” ، وما يثير التسائولات انها لماذا جائت في هذا التوقيت؟ بالاضافة لذلك انها لم تكشف عن اي تفاصيل حول المذكرة !
 
توقيع تيلرسون لمذكرة التفاهم مع الدوحة يتعارض مع مذكرة تفاهم الرياض لذا كان رد ترامب واضحا وسريعا.
ان تصريح ترامب يعتبر خط احمر الى دولة قطر، ومايعنيه ترامب هو توقف قطر عن المراوغة، وعليها ان تجلس مع شقيقاتها الخليجية لحل الازمة، وعدم رهان قطر على ايجاد اطراف دولية، للتاثير على اطراف المقاطعة، ماتحتاجه قطر، ان تدرك، ان الحل هو خليجي من خلال الحوار المباشر، ولاجدوى من ايجاد اطراف خارجية لحل الازمة.
 
*باحث في قضايا الإرهاب والاستخبارات

ربما يعجبك أيضا