بعد أعوام على اختفائها.. “الماليزية المفقودة” تكشف أسرار المحيط

ياسمين قطب

رؤية – ياسمين قطب

الطائرة “بوينغ 777-200 إي أر” التابعة للخطوط الجوية المليزية، رحلة رقم 370، هي اللغز الأكبر في عالم الطيران الحديث، كانت ومازالت رافضة البوح بسر اختفائها، ورغم مرور أكثر من 3 سنوات على اختفائها إلا أن عمليات البحث والتنقيب في محيط اختفائها تنشط وتختفي من آن لآخر.
وأعلنت اليوم الأربعاء الحكومة الأسترالية عن مفاجآت وكنوز تم العثور عليها أثناء تنقيب المحيط بحثًا عن الطائرة الماليزية “اللغز”.

كنوز أفصحت عنها الطائرة:
رغم اختفائها المحير وتضافر جهود عدة دول في البحث عنها، ولم يتم العثور عليها ولا على دليل يقرب منها أو يرشد إلى موقع تحطم أو سبب اختفاء للماليزية المفقودة، إلا أن عمليات البحث عنها كشفت عن مفاجآت وكنوز غابت عن أجهزة البحث والتنقيب في العالم.

وصرح “تشاريتا باتياراتشي” أستاذ علم المحيطات بجامعة وسترن أستراليا، لوكالة “رويترز” اليوم بأن المعلومات التي تم الحصول عليها أثناء عمليات مسح مضنية لنحو 120 ألف كيلومتر مربع من المياه النائية غربي أستراليا ستزود الصيادين وعلماء المحيطات والجيولوجيا برؤية مفصلة على نحو لم يسبق له مثيل.

 ومن أبرز تلك المفاجآت:

·  خرائط مفصلة لقاع المحيط الهندي.
·  بيانات تساهم بشكل كبير في اكتشاف “مصائد” عظمى جديدة.
·  اكتشاف مناطق ذات أسماك ثمينة وكنوز بحرية نادرة.
·  العثور على مواقع جبال بحرية ستكون وجهة أنظار كبار الصيادين حول العالم.
·  بيانات تساهم في معرفة حركات بحرية قديمة تعود لعصور ماقبل التاريخ.
·  مواطن تساعد علماء الجيولوجيا في دراسة تأثير أمواج المد العاتية “تسونامي” وطرق مواجهتها ربما.
·  تغيير النتائج التي توصل إليها الإنسان بخصوص انفصال قارة جوندوانا الكبيرة القديمة.

لغز الاختفاء المحير

في يوم السبت الموافق للثامن من مارس لعام 2014، انطلقت الرحلة رقم “370” التابعة للخطوط الجوية الماليزية، من العاصمة كوالالمبور، متجهة إلى العاصمة الصينية “بكين”، وكان من المقرر لها أن تصل للعاصمة الصينية في الساعة 06:30 من نفس اليوم، وجاء في تقرير مركز سوبانغ لمراقبة الحركة الجوية أنه فُقد الاتصال مع الطائرة في تمام الساعة 02:40.

 أعلن سلاح البحرية الفيتنامية أن الطائرة تحطمت في خليج تايلاند، ورصدت الأقمار الصناعية قطعًا لحطام على أبعاد مختلفة تصل إلى 24 مترًا، إلا أن تلك المنطقة تعتبر خطا بحريا رئيسيا، وفيها العديد من الحطاموتبين فيما بعد أن المحروقات التي عثرت عليها طائرات فيتنامية يوم الحادث لا علاقة لها بالطائرة.

توسعت عمليات البحث لتشمل مناطق بعيدة عن مسار الطائرة مثل بحر أندامان والساحل الغربي لماليزيا، والجنوب الطرف الشمالي لجزيرة سومطرة الإندونيسية.

وشارك في عمليات البحث 42 سفينة، و39 طائرة من 12 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين واليابان. وتشمل منطقة البحث قرابة 27 ألف ميل بحري.

وأعلنت ماليزيا، سحب الرمز “إم إتش 370” من قائمة الرحلات “احتراما” لركاب وطاقم الرحلة. والرحلة بين كولالمبور وبكين بات رمزها “إم إتش 318”.

التقط قمر صناعي “ومضات” صادرة عن الطائرة بعد اختفائها عن شاشة الرادار بنحو 7 ساعات، مما يعني أنها ظلت تطير لمدة تجاوزت السبع ساعات نحو الثامنة و11 دقيقة صباح ذلك اليوم، لذلك عمليات البحث شملت في تايلاند وإندونيسيا وخليج البنغال وجزر تابعة للهند في المحيط الهادي، وباكستان وأفغانستان.
 

بحث بلا جدوى
رغم تعاون أكثر من عشر دول في عمليات البحث، مضى أسبوع على اختفاء الطائرة الماليزية دون أن تتمكن أي جهة من ايجاد دليل موثوق على مكان سقوط الطائرة أو تحديد سبب اختفائها. وكل ما يملكه أهالي الضحايا حالياً هي عدة فرضيات عن مصير الطائرة، دون أي إثبات على صحة إحدى هذه الفرضيات.

وأحدث الدلائل على مكان سقوط الطائرة حددتها صور من القمر الصناعي الصيني تظهر 3 أجسام ضخمة طافية على سطح الماء في منطقة قريبة من نقطة انقطاع الإتصال مع الطائرة، ولكن السلطات الماليزية نفت أن تكون الصور لبقايا الطائرة المفقودة، وذلك بعد أن أرسلت طائرة للتحقق من من منطقة الصور الملتقطة.

ثم أعلن الجيش الفيتنامي اكتشاف بقع من الزيت في بحر الصين يحتمل أن تكون أثراً لسقوط الطائرة. وثبت بعد التدقيق والبحث أنها لا تعود للطائرة المفقودة.

كما أخذت على محمل الجد شهادات العيان في المناطق الساحلية المحيطة بدائرة البحث، والتي أفاد بعضها بمشاهدة طائرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق بحر الصين الجنوبي. ولكن هذه الشهادات لم تأت بنتيجة هي الأخرى.

حادث أم عمل إرهابي
 بالإضافة إلى الدلائل المغلوطة، فقد أثارت بعض المعلومات المتعلقة بركاب الطائرة نظرية “العمل الإرهابي”، والتي لايزال الطرف الأمريكي يضعها ضمن الإحتمالات القائمة، بينما استبعدها الإنتربول.

واستندت النظرية إلى معلومات حول استخدام جوازي سفر مسرقوين في حجز مقعدين على الطائرة، أحدهما سويسري والآخر إيطالي.

 ولم يتم إثبات حدوث عمل إرهابي أو عملية اختطاف حتى الآن. كما وضعت السلطات الماليزية احتمال انفجار الطائرة في الجو، ما اعتبرته الأطراف الأخرى المشاركة في عملية البحث احتمالاً يفتقر إلى معلومات تسنده، وذلك لأن الأقمار الإصطناعية والرادارات العسكرية لم ترصد أي إشارة لحدوث انفجار في الجو.

 وتعتبر حادثة اختفاء الطائرة الماليزية (بوينغ 777) من أعقد ألغاز حوادث الطيران في التاريخ حتى الان.
https://www.youtube.com/watch?v=YipCTlWYoiY

ربما يعجبك أيضا