خسائرها بالمليارات.. نيران الطبيعة تحاصر العالم

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

أدت درجات الحرارة المرتفعة الأخيرة والجافة، والرياح العاصفة، إلى اندلاع الآلاف من حرائق الغابات في مختلف أنحاء العالم.

وعلى الرغم من إجلاء الآلاف من السكان، واحتراق عشرات الآلاف من الأفدنة، تدعي السلطات أن معظم الحرائق تحت السيطرة في الوقت الراهن.

إيطاليا

ما زال رجال الأطفاء الإيطالية يكافحون موجة قياسية من الحرائق المنتشرة التي التهمت في الأسبوع الأخير مساحات نباتية شاسعة تعادل كل ما التهمته النيران العام الماضي مستببه في خسائر قيمتها نحو مليار يورو “1.15 مليار دولار”.

وأخمدت فرق الإطفاء المدعومة بالطائرات خلال الفترة ما بين 10 الى 17 من يوليو الجاري 325 حريقًا، فيما قام “الأسطول الجوي”  بجهد استثنائي، حيث نفذ خلال شهر 2000 ساعة طيران منذ منتصف يونيو الماضي مقابل 509 ساعة طيران في العام الماضي”.

وتشير بيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، الى أن 122 حريقًا ضخمًا و272 واسعاً التهمت في أنحاء إيطاليا خلال أسبوع، 27 ألف هكتار من الغابات، تعادل كل ما التهمته النيران طوال عام 2016، كما تجاوزت المساحة التي أتت عليها النيران منذ بداية عام 2017 الجاري 52 ألف هكتار منها قرابة 35 ألف هكتار في النصف الأول من شهر يوليو الحالي وحده.

وقدر تقرير بيئي الخسائر المالية الناجمة عن احتراق الغابات التي يتطلب إعادة إحيائها 15 عاما بنحو 900 مليون يورو (نحو مليار دولار) في العام الحالي بينما تصل الخسائر الناجمة عن دمار 447 ألف هكتار منذ عام 2010 الى 9 مليارات يورو (4ر10 مليار دولار).

فرنسا

تجددت الحرائق في الغابات جنوب فرنسا، بسبب سرعة الرياح والجفاف الشديد، والتهمت 500 هكتار من المساحات الخضراء.

وفي إقليم البرانيس، الذي يقع قرب الحدود مع إسبانيا، اندلع حريق هائل أتى على أكثر من 190 هكتارا من الغابات، كما تم إجلاء عدد كبير من الأشخاص من منازلهم، ومنع حركة المرور بالطرق المؤدية إلى الإقليم.

واندلعت النيران في ضواحي نابولي قرب حي بوسيليبو السكني الذي لم يتم إجلاء سكانه، وتوفي شخص لدى سقوطه عن سطح تسلقه.

وأخلت السلطات، بعض المنازل المهددة، وعملت قوات الأطفاء على منع امتداد النيران إلى خط السك الحديد الرابط بين مارسيليا وباريس والطريق السريع “A8” وكذلك إلى بلدة “فينتابرين” في الجنوب.

حرائق كندا

شردت الحرائق التي أخذت في الانتشار بسرعة في كولومبيا البريطانية غرب كندا، الآلاف من السكان، حيث أجبرت 39 ألف شخص على مغادرة منازلهم.

وأرسل الجيش طائرتين وخمس طائرات هليكوبتر للمساعدة في عمليات الإجلاء والنقل، بحسب سكوت برادسلي المتحدث باسم رالف جوديل وزير الأمن العام والطوارئ في كندا.

واستعانت الحكومات المحلية بأستراليا، والتي  أرسلت 50 رجل إطفاء للمساعدة في مكافحة الحرائق، من ثم أصدرت أكثر من 12 أمرا بالإخلاء، بما يرفع عدد من يتم إجلاؤهم إلى 39 ألفا من 14 ألفا الأسبوع الماضي.

وأعلن إقليم كولومبيا البريطانية، هذا الشهر أول حالة طوارئ بالمنطقة منذ عام 2013، وخصص تمويلا للطوارئ بقيمة 100 مليون دولار كندي (78 مليون دولار)، وسيوزع الصليب الأحمر الكندي مقررات مالية تبلغ 600 دولار كندي لمساعدة النازحين فيما ستصرف المبالغ المتبقية على إعادة البناء، ووافقت إدارات أخرى على إرسال نحو 260 جنديا إضافيا للمنطقة، يحسب وزارة الغابات والأراضي والموارد الطبيعية في كولومبيا البريطانية.

وتستعر الحرائق على مساحة تتراوح بين 150 إلى 350 كيلومترا شمال شرقي فانكوفر وأثرت على المرافق العامة والصناعات وأنشطة التعدين.

الجبل الأسود

 يكافح رجال الإطفاء لإخماد حرائق واسعة اندلعت في الغابات الممتدة على البحر الأدرياتيك.

وطلبت جمهورية الجبل الأسود مساعدة دولية لمكافحة حرائق الغابات،  التي استعرت على طول ساحل البحر وأدت إلى هروب السياح منها.
 
وساعدت الرياح القوية على انتشار حريق كبير في شبه جزيرة “لوستيكا” ليمتد إلى المنازل والمناطق التي كان يتواجد بها السياح.
 

 كاليفورنيا

يتواصل اشتعال الحرائق في منطقة فوق جوليتا ويواصل العاملون مد خطوط احتواء وطوارئ للسيطرة على النيران، ويستمر اشتعال الجانبين الشرقي والغربي نحو خطوط الاحتواء التي تم اقامتها.

ويكافح رجال الإطفاء في الولايات المتحدة، لإخماد حرائق الغابات بالقرب من سانتا باربرا، حيث واصلت النيران الانتشار بنشاط طوال الليل بسبب وفرة الوقود والتضاريس الشديدة الانحدار، بحسب إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا.

وأجلت السلطات سكان بلدة صغيرة قرب متنزه يوسيميتي الوطني، كما أجلت سكان بلدة ماريبوسا الواقعة في جبال سيرا نيفادا، مع اقتراب الحريق من منطقتهم.
 
وأتت الحرائق على حوالي 19500 فدان من الغابات، وتشكل الحرائق خطرًا أيضا على عدة بلدات صغيرة أخرى.

وهذا الحريق من بين أكثر من 30 حريق غابات منتشرة في أرجاء غرب الولايات المتحدة حيث أصدرت السلطات أوامر إخلاء وتحذيرات في كاليفورنيا وأوريجون ونيفادا.

البرتغال

وفي البرتغال تحطمت طائرة مروحية ونجا طيارها، خلال المشاركة في إطفاء حرائق نشبت بغابات شمال البرتغال، حيث سقطت الطائرة على ضفاف حوض لتجميع المياه، خلال محاولة الطيار سحب المياه إلى خزان المروحية من الحوض القريب من مكان الحرائق والواقع بالقرب من مدينة “أليجو” البرتغالية.

وشارك 260 فردًا من طواقم الدفاع المدني معززين بـ58 عربة إطفاء و8 مروحيات في عمليات الإطفاء في أعقاب نشوب الحرائق.

وتمكنت طواقم الدفاع المدني من إخماد معظم الحرائق باستثناء حريقين كبيرين لم تعلن السلطات المحلية بعد إحكام السيطرة عليهما.

كرواتيا

على طول الساحل الكرواتي، بدأت الأوضاع تعود إلى طبيعتها بعد أن اندلع، حوالي 12 حريقاً في القرى المحيطة بمنطقة سبليت؛ المقصد السياحي الشهير.

وسبليت هي ثاني أكبر مدن كرواتيا، وأتى الحريق على 11100 فدان من غابات الصنوبر والأدغال منذ اندلاعه بالضواحي الشرقية للمدينة.

وتمكن رجال الإطفاء وأفراد الجيش، من منع الحريق من الوصول إلى المدينة نفسها، بحسب رئيس بلدية “سبليت”.

الجزائر

وشهدت الجزائر موجة حر شديدة وصلت فيها درجة الحرارة إلى 44 درجة، وتسببت باندلاع نحو 100 حريق على الأقل.
وأتت النيران على أكثر من ألف هكتار من الغابات، كما أتلفت 49 هكتار من محاصيل القمح و1633 شحرة مثمرة.

ربما يعجبك أيضا