لمغازلة بوتين.. ترامب يسقط ورقة تسليح المعارضة السورية

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان
 
كشفت “واشنطن بوست” أخيرًا، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر إغلاق برنامج سري لوكالة الاستخبارات المركزية خاص بتدريب وتسليح المعارضة السورية، في خطوة تعبر عن تحول درامي في سياسة ترامب حيال الملف السوري.
 
وقالت الصحيفة الأمريكية نقلا عن مسؤولين بإدارة ترامب، إن القرار الذي اتخذ قبيل لقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي على هامش قمة العشرين مطلع الشهر الجاري، يأتي ضمن مساعي ترامب لتحسين العلاقات مع موسكو التي نجحت إلى حد بعيد مع جماعات تدعمها إيران في الحيلولة دون سقوط حكومة الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات، مقابل الفشل الأمريكي في دعم المعارضة بالشكل الذي يسمح بسقوط الأسد.
 
مغازلة بوتين
 
هذا القرار الذي تم اتخاذه ربما قبل شهر  من الآن بحسب “واشنطن بوست”، اتخذ بمشاركة مستشار الأمن ومدير الـ”سي آي إيه” وعدد من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، إذ يتعلق بإغلاق برنامج سري لجهاز المخابرات بدأ في 2013 في إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما في ذلك الحين للإطاحة بالأسد.
 
وكانت موسكو تنظر إلى هذا البرنامج باعتباره اعتداء صريح على مصالحها، ما يجعل إغلاقه بمثابة إعلان لانتصارها على الأرض واعتراف بالقدرة المحدودة للولايات المتحدة على الإطاحة بحليفها بشار الأسد، وربما هذه الخطوة محاولة جديدة من ترامب لمغازلة بوتين للحصول على بعض المكتسابات مثل اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، هذا الاتفاق الذي أعلن عنه فور انتهاء لقاء ترامب وبوتين الشهير خلال قمة العشرين.
 
وترامب لا يتوقف عن محاولة إرضاء بوتين فسبق أن اعترف في مايو الماضي بصورة شبة مباشرة بتزويد موسكو بمعلومات مخابراتية عن ملف الإرهاب قائلا عبر حسابه على تويتر، بصفتي الرئيس، أردت أن أزود روسيا خلال لقاء عقد في البيت الأبيض في إطار جدول الأعمال المعلن، بحقائق تتعلق بالإرهاب وأمن التحليقات، ولدي الحق المطلق في ذلك.
 
محاولات ترامب لكسب ود بوتين تثير الشكوك حوله أكثر، لاسيما وأنه بالفعل يواجه استجوابات من جانب الكونجرس تتعلق بمزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016 وفي احتمال حدوث تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا، هذا التواطؤ الذي ينفيه ترامب وموسكو لفظا لا فعلا.
 
سيناريوهات مستقبلية
 
لكن يبدو أن ترامب وبحسب تصريحات نقلتها “واشنطن بوست” عن مسؤولين مطلعين، لن يرفع يده كاملة عن المعارضة السورية، إذ سيستمر إغلاق برنامج الـ”سي آي إيه” لتدريب المعارضة لمدة تمتد لثلاثة أشهر ويتوقع أن يتوجه جزء كبير من ميزانيته إلى دعم المعارضة السورية بصورة تجعلها قادرة على مواصلة القتال أو لتعزيز جهود الإدارة الأمريكية في حربها ضد داعش.
 
كما يتوقع بعض المحللين أن تدعم الولايات المتحدة المعارضة السورية في قتالها ضد الأسد بضربات جوية نوعية، على غرار ضرباتها التي استهدفت قبل ثلاثة أشهر قاعدة جوية سورية بعد أن اتهمت واشنطن النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية في حربه ضد المعارضين.
 
وبالتوازي مع ذلك سيواصل ترامب سعيه لعقد مزيد من المفاوضات مع موسكو بغية التوصل إلى اتفاقات جديدة بشأن إعلان هدنات في مناطق أوسع بسوريا، وهذا ما صرح به الرئيس وافر الحظ عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في جنوب سوريا قائلا “نحن نعمل على وقف إطلاق النار الثاني في جزء كبير جدا من سوريا، مضيفا اذا حصلنا على ذلك وبضعة مرات أخرى، فجأة لن نطلق أي رصاصات في سوريا”.
 
وفي حين يسعى ترامب لمغازلة بوتين للحصول على مزيد من المناطق الآمنة في سوريا، يرى معارضوه أنه تنازل عن برنامج تدريب المعارضة مقابل لا شيء، وكان من الأفضل الاحتفاط بهذا البرنامج قائما كورقة ضغط دون الوقوع في الفخ الروسي.

ربما يعجبك أيضا