منذ احتلاله.. «الأقصى» يتعرض لسلسلة انتهاكات جسيمة

مراسلو رؤية

رؤية
القدس المحتلة – تعرض المسجد الأقصى، بمدينة القدس، منذ احتلاله في العاشر من يونيو/ حزيران عام 1967 لسلسلة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية.

ففي يونيو/حزيران 1967 احتلت إسرائيل القدس الشرقية ودخلها مردخاي غور ورفع العلم الإسرائيلي فوق مسجد قبة الصخرة وأُغلق المسجد الأقصى أسبوعًا.

  في 21 أغسطس/ آب من العام 1969، قام الأسترالي الصهيوني دينس روهن بإشعال النيران في الجامع القبلي أحد مصليات المسجد الأقصى، وأتى الحريق حينها على منبر صلاح الدين الأيوبي، ومحراب زكريا ومسجد عمر، وتضررت 3 من أروقة الجامع وسقف الجهة الشرقية له.

شهد المسجد الأقصى خلال الثمانينيات محاولات عديدة من مجموعات استيطانية لتنفيذ مجازر فيه أو تفجير قبة الصخرة، وفي 1982 حاولت إحدى المجموعات السرية اليهودية تفجير مصلى قبة الصخرة، ولكن هذه الخطة أُفشلت عندما تم اكتشاف المتفجرات قبل انفجارها.

وفي نفس العام نجح أحد المتطرفين اليهود في اقتحام مصلى قبة الصخرة، وأطلق النار على الموجودين، فاستشهد فلسطينيين اثنين.

وفي 1984 أعلن عن كشف خلية سرية في سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي، كانت تخطط لقصف المسجد الأقصى من الجو.

وشهدت سنوات التسعينات تصعيداً آخر ضدّ الوجود العربي والإسلامي في الأقصى، فقد احتشد الفلسطينيون في أكتوبر 1990 في المسجد لصدّ المستوطنين الذين أعلنوا عن نيتهم وضع حجز الأساس لبناء الهيكل الثالث داخل المسجد، وفتحت الشرطة نيرانها على الفلسطينيين بكثافة، فاستشهد حينها 21 فلسطينياً. فيما بعد عرفت هذه الجريمة بمذبحة الأقصى الأولى.

 
أما مذبحة الأقصى الثانية، فقد اندلعت في 25 سبتمبر 1996 عندما أعلن عن فتح نفق في محيط المسجد الأقصى، وقد اندلعت على إثر ذلك هبة النفق استشهد فيها 63 فلسطينياً.

أما في 2000، فقد اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية من قلب المسجد الأقصى، عندما اقتحم اريئيل شارون الذي كان في حينها رئيس المعارضة في الكنيست ممثلاً حزب الليكود.

وعملت إسرائيل منذ بداية الألفية الثالثة على تكثيف مخططاتها التهويدية حول المسجد الأقصى وفي محيطه.

فحسب تقارير مؤسسة القدس الدولية، يعتبر عام 2010 “المنعطف الأخطر نحو شروع اليهود ببناء المعالم اليهودية الضخمة في محيط الأقصى”. فقد افتتح في العام 2010 “كنيس الخراب” وهو أكبر كنيس في البلدة القديمة ولا يبعد سوى أمتار قليلة عن المسجد.

يعتبر عام 2015 منعطفاً خطيراً آخر فيما يتعلق بالاعتداء على المسجد الأقصى، باعتباره العام الذي شهد أشرس محاولة إسرائيلية لفرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني على المسجد.

وقد شهد هذا العام حظر الحركة الإسلامية في الداخل، وحظر ما أسمته المخابرات الإسرائيلية “تنظيم المرابطين والمرابطات”.

وقد ذلك إلى توقف مشاريع إعمار المسجد الأقصى ومنها مسيرة البيارق التي اعتادت نقل المصلين من داخل إسرائيل، ومنها مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى.

اقتحامات المستوطنين: وهي مستمرة منذ 1967، ولكنها شهدت التصعيد الأكثف في 2016، إذ وصل عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى خلال العام الماضي ما يقارب 14 ألف مستوطنا، في حين كانوا في العام 2009 ما يقارب 5600 مستوطناً، أي أنهم ازدادوا خلال 7 أعوام بنسبة 148%.

 
شهد عام 2016 ارتفاعاً واضحاً في عدد المستهدفين من أبناء القدس والداخل ممن يواظبون على الصلاة في المسجد الأقصى أو يعملون كحراس وسدنة له، فقد بلغ عدد من تلقوا أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى ما يقارب 258 فلسطينياً منهم 23 سيدة و11 من موظفي دائرة الأوقاف، وتراوحت فترات الإبعاد ما بين 3 أيام و6 شهور.

وقد تصاعد في السنوات الأخيرة تبني وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي لمشاريع اقتحام المستوطنيين للمسجد، فقد شارك أعضاء كنيست ووزراء في اقتحام المسجد على مدار السنوات الثلاثة الأخيرة، كما استضاف الكنيست خلال 2016 مؤتمراً برعاية جمعيات “الهيكل” الإسرائيلية.

الحفريات: حسب تقرير مؤسسة القدس الدولية 2016، فقد وصل عدد الحفريات في محيط المسجد الأقصى 63 حفرية متوزعة على الجهات الأربعة في محيط الأقصى.

ومن أخطر تلك الحفريات النفق الذي افتتح في 2016 بحضور ميري ريجيف وزيرة الثقافة الإسرائيلية ونير بركات رئيس البلدية الإسرائيلية في القدس، والذي يمتد من عين سلوان جنوباً ويصل إلى الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى.

إغلاق المسجد ومنع الصلاة فيه: في سابقة هي الأولى من نوعها، أغلقت إسرائيل المسجد، ومنعت الصلاة فيه، يومي الجمعة والسبت الماضيين 14 و 15 يوليو الجاري، بذريعة وقوع عملية إطلاق نار، نفذها 3 فلسطينيين، وأسفرت عن استشهادهم، ومقتل شرطيين إسرائيليين اثنين.

وأعقب ذلك قرار الحكومة تركيب بوابات فحص الكترونية على مداخل المسجد، لكن القيادات الدينية في المدينة رفضتها، ودعت المواطنين إلى عدم المرور عبرها، وأداء الصلوات في الشوارع المحيطة بالمسجد، لحين إزالتها.

ربما يعجبك أيضا