الإرهاب في قطر.. دول المقاطعة تواصل كشف المستور

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

أصدرت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، مؤخرا، قائمة إرهابية جديدة تضم كيانات وأفرادا على صلة بقطر، تضاف إلى القائمة السابقة التي أصدرتها.

وتأتي الخطوة التي اتخذتها حكومات الدول العربية الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي للتوصل إلى تسوية للمقاطعة التي فرضتها على الدوحة.

ماذا شملت القائمة؟

وشملت القائمة الجديدة 9 كيانات منها 3 مؤسسات يمنية، وهي (البلاغ الخيرية، الإحسان الخيرية، الرحمة الخيرية)، إضافة إلى 6 مؤسسات ليبية هي (مجلس شورى ثوار بنغازي، مركز السرايا للإعلام، وكالة بشرى الإخبارية، كتيبة راف الله السحاتي، وقناة نبأ، ومؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام).

كما شملت القائمة الجديدة 9 أفراد (3 من قطر، 3 من اليمن، وليبيين، وكويتي)، حيث أكد البيان الصادر من الدول الأربع أن النشاطات الإرهابية لهذه الكيانات والأفراد ذات ارتباط مباشر أو غير مباشر بالسلطات القطرية.

وأوضح البيان المشترك -الذي نشرته “وكالة الأنباء السعودية”- أن الأشخاص القطريين الثلاثة والشخص الكويتي المدرجون في القائمة لهم نشاط في حملات جمع الأموال لدعم “جبهة النصرة” وغيرها من الميليشيات الإرهابية في سوريا.

وكانت دول المقاطعة قد صنّفت الشهر الماضي، 59 فردا و12 كيانا في قطر، ضمن قوائم الإرهاب.

قطر ومدى المصداقية

ووفقا لبيان دول المقاطعة، فإن الخطوة العملية المرتقبة هي التحرك العاجل من السلطات القطرية باتخاذ الخطوات القانونية والعملية في ملاحقة الأفراد والكيانات الإرهابية والمتطرفة خاصة الواردة في هذه القائمة، والسابقة المعلنة الشهر الماضي، لتأكيد مصداقية جديتها في نبذ الإرهاب والتطرف، والانخراط ضمن المجتمع الدولي المحارب للإرهاب بصرامة ووضوح.

ولضمان ذلك، ستقوم الدول الأربع مع شركائها الدوليين بمراقبة مدى التزام السلطات القطرية بعدم احتضان الإرهابيين ودعم وتمويل الإرهاب، والانقطاع عن الترويج لخطاب التطرف والكراهية، واحتضان وتمويل المتطرفين داخل قطر وخارجها.

وأكدت الدول الأربع استمرار إجراءاتها الحالية وما يستجد عليها إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ المطالب العادلة كاملة التي تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

“جريمة” في اليمن

لم يكن مستغربا أن تستحوذ اليمن على نصيب كبير في القائمة الإرهابية الجديدة التي أصدرتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بعدما بات هناك “دلائل ووثائق” تؤكد دعم قطر للجماعات المتطرفة بشكل مباشر في اليمن، وهو ما أكده السفير الإماراتي لدى روسيا عمر غباش.

القائمة شملت كيانات وأفرادا يمنيين استغلتهم ومولتهم قطر، ساهموا في دعم تنظيم القاعدة والقيام بأعمال، نيابة عنها. هذه القائمة تعيد إلى الأذهان ما قاله وكيل وزارة الإعلام اليمني نجيب غلاب إن الدوحة تقف وراء ما حدث لجيش الحكومة الشرعية، من اغتيالات لقيادات كبيرة من خلال دعمها جماعات متطرفة لتنفيذ هذه المهمة.

كما عملت قطر على دعم المتمردين الحوثيين وحليفهم صالح سرا وعلانية، إضافة إلى دعم للجماعات المتطرفة وحزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان لتقويض جهود التحالف العربي.

هذه الحقائق تؤكدها تصريحات سابقة لوزير الدفاع القطري أكد فيها أن بلاده لم تكن راغبة في الانضمام للتحالف العربي في اليمن. لكن التناقض القطري تواصل مع حديث نفس الوزير عن ما اعتبره “التضحيات” التي قدمها الجيش القطري.

وتناسى الوزير القطري أن قوات بلاده لم تشارك في المعارك واقتصرت معظم أدوراها على الانتشار على الحدود السعودية اليمنية، هذا قبل اكتشاف خيانة قطر للتحالف ودعمها للمتطرفين والانقلابيين وإنهاء دورها في هذا التحالف الداعم للشرعية في اليمن.

“غطاء” العمل الخيري

ويلاحظ في الكيانات والأسماء اليمنية المدرجة في اللائحة ارتباط جميعها بتنظيم القاعدة، وتورطها في دعم سيطرته على محافظة حضرموت شرق اليمن لمدة عام كامل، قبل أن تتمكن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في أبريل 2016 من طردهم منها.

وجاء إدراج هذه الكيانات والأسماء اليمنية الجديدة في لائحة الإرهاب، بعد انكشاف دورها وعلاقتها وفقا لتقارير استخباراتية بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية في اليمن، وممارسة العمل الخيري كغطاء لتلقي الدعم والتمويل القطري عبر جمعياتها التي تم إدراجها من قبل على اللائحة الرباعية للإرهاب.

وكانت دول المقاطعة قد قررت في الخامس من يونيو الماضي قطع علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا، وقدمت للدوحة قائمة تضمنت 13 مطلبا أعلنت قطر في وقت لاحق رفضها لها.

ربما يعجبك أيضا