ما وراء استقالة وزيرة الدفاع اليابانية

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

أعلنت وزيرة الدفاع اليابانية، تومومي إينادا، يوم الجمعة (28 يوليو 2017) استقالتها من منصبها على خلفية اتهامها بإخفاء وثائق عسكرية تتعلق بأزمة جنوب السودان، في ضربة جديدة لحكومة رئيس الوزراء شينزو آبي.

أسباب الاستقالة

شهدت ولاية إينادا الكثير من الجدل لا سيما بشأن إخفاء الوزارة تقارير أرسلها جنود يابانيون من قوة حفظ السلام في جنوب السودان تكشف عن تدهور الأوضاع الأمنية هناك.

استقالة إينادا البالغة من العمر (58 عاما) هي السادسة لوزير ياباني على خلفية “فضيحة” منذ تولي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، رئاسة الحكومة.

آبي قال إنه قبل استقالة وزيرة الدفاع، احتراما لرغبتها في تحمل مسئولية التسبب في وقوع اضطرابات، مضيفا أنه يتحمل مسؤولية تعيينها، وقدم اعتذاره للشعب الياباني.

ماذا قالت إينادا؟

جاءت استقالة إينادا، التي تتشارك وجهات النظر المحافظة مع رئيس الوزراء الياباني، قبل تعديل وزراي متوقع إجراؤه خلال الأسبوع القادم، حيث كان من المتوقع أن يتم استبدالها.

وقدمت إينادا استقالتها لتتزامن مع إعلان وزارة الدفاع اليابانية نتائج تحقيقها الداخلي في التعامل مع السجلات، حيث نفت الوزيرة المستقيلة أن يكون لديها أي علم بالوثائق، أو أمرت بالتستر عليها بشأن القوات اليابانية في دولة جنوب السودان.

وقالت خلال مؤتمر صحفي “إن هذه القضية أعطت انطباعا يمكن أن يضر بثقة الشعب في إدارة وزارة الدفاع وقوات الدفاع الذاتي وبصفتي وزيرة الدفاع التي تشرف على وزارة الدفاع وقوات الدفاع الذاتي وتوجهها، أدرك تماما مسئوليتي قررت الاستقالة”.

نتائج التحقيقات

لم تظهر التحقيقات الداخلية للوزارة بشكل قاطع تورط إينادا في إخفاء السجلات الخاصة بالوضع الأمني في جنوب السودان وأوضاع قوات المشاة اليابانية هناك، لكنه خلص إلى انتهاك مسؤولين أخرين في الوزارة وقوات الدفاع القانون المتعلق بالإفصاح عن المعلومات.

وزارة الدفاع اليابانية أعلنت أيضا أن نائب وزيرة الدفاع تيتشورو كورو، ورئيس أركان الجيش الجنرال توشيا اوكابي استقالا أيضا بسبب هذه الفضيحة.

ويعتقد أن التقارير اليومية للجيش الياباني بجنوب السودان، أوضحت أن قوات حفظ السلام تواجه خطرا كبيرا في الدولة التي تمزقها الحرب.

ضربة قاسية

وتعد الاستقالة ضربة قاسية أخرى لحكومة رئيس الوزراء شينزو آبي الذي تراجعت شعبية حكومته لمستويات متدنية وسط سلسلة من الفضائح.

وشهدت نسب التأييد لشينزو آبي، تراجعا كبيرا في الأسابيع الأخيرة بسبب الاتهامات المتواصلة التي تلاحقه، لا سيما وجود شبهة محسوبية في إتمام صفقة لمصلحة أحد أصدقائه.

ورفض آبي الذي عين إينادا وزيرة للدفاع قبل عام على الرغم من افتقادها للخلفية العسكرية، تغييرها في الماضي رغم النداءات المتكررة من المعارضة.

في المقابل قال آبي إن وزير الخارجية فوميو كيشيدا سيتولى وزارة الدفاع خلفا لإينادا إلى جانب وزارته حتى يقوم رئيس الوزراء بإجراء تعديل وزاري الأسبوع المقبل.

القوات اليابانية

جنوب السودان التي حصلت على استقلالها منذ ست سنوات فقط، تضررت كثيرا من الصراع العسكري الذي دام ثلاثة أعوام ونصف العام بين الرئيس سلفا كير والمتمردين برئاسة نائبه السابق ريك مشار، حيث أسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين شخص.

وأرسلت اليابان قواتها إلى جنوب السودان في نوفمبر الماضي في أول مهمة منذ أن دفع الائتلاف الحاكم بقيادة آبي بتشريع في 2015 يسمح للجيش بالقتال في الحروب بالخارج للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال نقاد إن هذه التغييرات تنتهك الدستور السلمي للبلاد، حيث تحظر المادة التاسعة من الدستور الياباني استخدام القوة لتسوية النزاعات الدولية.

ربما يعجبك أيضا